Thursday  17/03/2011/2011 Issue 14049

الخميس 12 ربيع الثاني 1432  العدد  14049

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

د. العويس ورؤية علمية ناضجة

رجوع

 

المكرَّم رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اطلعت على مقال د. العويس في (الجزيرة) بزاوية الأوتار يوم 13-3-1432ه الموسوم ب(مقومات للحضارة)، فألفيته مقالاً علمياً رصيناً؛ لذا أشكره على طرحه العلمي الرائد؛ فقد شخَّص داء وبيلاً، وسُمًّا دخيلاً، دائماً ما يضعه المؤرخون من أهم أسباب سقوط الدول والأمم والحضارات، ألا وهو الفساد الإداري، والانحلال الأخلاقي، وبيع الذمم، والرشوة، وهذا هو مصداق السنن الربانية والنواميس الإلهية التي تحتم زوال هذه الأمم {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} (سورة الإسراء 16).

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

نعم، هذا ما حصل لبعض دول العالم الإسلامي والعربي فآل مصيرها إلى الزوال.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلا

يقول شيخ الإسلام مصداقاً لمقال د. العويس: «إنَّ الله أذن ببقاء الدولة العادلة وإن كانت كافرة، وأذن بسقوط الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة»، {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (سورة الأعراف 34).

وأنا أكرر قول ابن خلدون المؤرخ الإسلامي الشهير لأهميته حيث يقول: «إذا تأذن الله بانقراض الملك بأمة حَمَلَهم على ارتكاب المذمومات، وانتحال الرذائل، وسلوك طريقها..»، وكذلك قول الكاتب الغربي الذي حلل واقع العرب فقال: «العرب هَووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب يتقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال في الملذات».

وإنني أهيب بالكاتب حينما عرَّج على دستور دولتنا (المحروسة) فذكر أن كثيراً من الدول تاهت في غياهب الأنظمة والقوانين، وضاعت في لجة اللوائح والدساتير، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (سورة محمد9)، انحطوا فانحطت هِممهم، فاختاروا حُثالة البشر، وزبالة أفكارهم، ونحت أذهانهم على الحق الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وهذه الميزة لدولتنا تاج على رؤوسنا وقرة عيوننا، وموطن فخرنا.. ونحن كما قال العملاق الفاروق: «نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله». نعم، {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (سورة الزخرف44)

وفَّق الله حكومتنا لتطبيق شرعه، وسدد خطاهم، وشكر مسعاهم {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (سورة الحج41).

وفَّق الله الجميع. والسلام عليكم.

د. علي بن محمد الحماد - محافظة رياض الخبراء

ali5001@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة