Friday  18/03/2011/2011 Issue 14050

الجمعة 13 ربيع الثاني 1432  العدد  14050

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

زوجيات
النكران بين الأزواج!

رجوع

 

في سلم الاحتياجات الإنسانية التي رتبها العالم «ماسلو»، أكد أن حرمان الإنسان من حاجة «التقدير» يسبب له آثارًا نفسية سيئة، ويجعله يتخذ موقفًا معاديًا من المحيطين به. وفي إحدى الدراسات في حال عالمنا العربي اتضح أن 74% من الزوجات، و52% من الأزواج في العالم العربي يعانون من الجحود واللامبالاة من الطرف الآخر.

في الماضي، كان التقدير المتبادل بين الأزواج والزوجات حاضرا فقد كان كلاهما يحفظ غيبة الآخر ويحترمه ويرعى هيبته أمام الأبناء، أما اليوم فالمقارنة بالآخرين والأخريات حلت محل التقدير، والسخرية وتسفيه العطاء حل محل العرفان حتى صارت البيوت قنابل موقوتة!

واهتم مؤخرا في عالمنا العربي الخبراء النفسيون وأساتذة الاجتماع بتحليل ظاهرة عدم التقدير الزوجي، واتفقوا على أن كثيرًا من بيوتنا العربية محكومة بمنطق «قدرني أقدرك» لا فكرة «العطاء غير المشروط.. والشكر حسبة لله دون انتظار مقابل».

فالدكتور نبيل حافظ - أستاذ الصحة النفسية بتربية عين شمس - يرى أن الحياة الزوجية لا تستقيم بدون تقدير، وأن طرفيها يظلان مستحقين للإحساس بقيمته ودوره في إدارة الأسرة ما لم يقصرا في واجباتهما الأساسية مثل الإنفاق، ورعاية الأسرة، وتوجيه الأبناء، ويضيف أن عدم التقدير يصيب الزوجين بالاضطراب النفسي، وعدم الرغبة في استمرار الحياة المشتركة، ويجعلهما يؤديان واجباتهما بشكل روتيني دون حب أو استمتاع، وباختصار فإن عدم التقدير يقتل الحب ويزعزع أركان الأسرة.

ويرصد د. محمد عويضة - أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر - أسباب النكران الزواجي فيلخصها في جهل الزوجين بطبيعة النفس البشرية التي تعشق المدح والتقدير، وتكره الذم، وإذا ما عوملت بلا مبالاة وتجاهل تشعر بالإحباط والنفور، ويشير إلى أن النكران سلوك لم يعد للأسف، قاصرًا على الحياة الزوجية فقط، فهناك حالة من الأثرة والأنانية قد تفشت في المجتمع العربي كله، فصار شعار الأغلبية «أنا ومن بعدي الطوفان»، وصار منطق المصلحة غالبًا على التعامل بين الناس.

أما الآثار السلبية لعدم التقدير بين الزوجين، فأهمها - كما تقول د. محاسن علي حسن - أستاذة الطب النفسي - غياب التفاهم والتوافق بين الزوجين وغلبة التوتر والصمت على علاقتهما، وتربص كل منهما بالآخر وتصيده لأخطائه، وتصف الزوج الذي يقدر زوجته والزوجة التي لا تنكر فضل زوجها بأنهما شريكان عاقلان يريدان لسفينة حياتهما أن تسير في أمان، بل إن حكمتهما قد تصل إلى حد أن يخترع كل منهما للآخر أفضالاً بأن يحوِّل الواجبات اليومية العادية إلى أفعال استثنائية ويشكره عليها بصدق ودون افتعال، فللتقدير - كما تقول د. محاسن - فعل السحر في الحياة الزوجية.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة