Tuesday  22/03/2011/2011 Issue 14054

الثلاثاء 17 ربيع الثاني 1432  العدد  14054

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ملحق اعلامي

 

جمعة العطاء والوفاء والتلاحم...
د. أحمد بن يوسف الدريويش

رجوع

 

إن من نعم الله -عزَّ وجلَّ- على هذا الوطن المبارك أن منّ عليه بقيادة حكيمة وولاية راشدة ورثها الخلف عن السلف بيضاء نقية بكل أمانة وصدق وإخلاص... إلى أن وصلت هذه الولاية والقيادة إلى ملك الإنسانية والقلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه وأدام عليه الصحة والعافية-.. وإن من يمن هذا الملك العظيم الصالح الصادق أن جعل الله تعالى له أيامًا عظيمة يفيض عليه فيها من الخيرات فيرجع أثرها على دينه ووطنه وأمته.

وهذا من توفيق الله تعالى للعبد أن يستعمله في الخير فيما يرضيه ويعود بالنفع على عباده، وهذا يظهر صدق نياتهم وعهودهم مع الله تعالى حتى يصدق فيه قول الحق تبارك وتعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ..} الأحزاب23، ولقد عاهد ملكنا الحبيب ربه وصدق، وعاهد شعبه الأبي وصدق، فقد قال -حفظه الله- يوم أن تولى أمانة الحكم والقيادة في هذه البلاد المباركة: «أعاهد الله ثم أعاهدكم أن اتخذ القرآن الكريم دستوري والإسلام منهجي، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالبًا منكم أن تشدوا من أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة، وألا تبخلوا عليَّ بالنصح والدعاء» ولقد صدق الله في عهده وأوفي بوعده وأخلص في عمله فيها فحفظ الدين وحفظ الوطن فالله دره من ملك عظيم وقائد فذ حيكم.. فنحن نلمس ونشاهد في كل يوم شهود صدقه ووفائه المتمثل في الاعتصام بالكتاب والسنَّة وإعلاء شريعة الله على كل ما عداها وحفظ مكانة العلماء والفقهاء والدعاة والقضاة والرفع من شأنهم وشد أزر رجال الحسبة ودعمهم بكل ما يعزز مكانتهم ويعينهم على أداء رسالتهم..

فلقد شنفت أسماعنا تلك الكلمة السامية الأبوية الحانية التي تفيض مشاعر حب وصدق ووفاء.. التي خرجت من القلب لتقع في القلب من ملك القلوب.. إنها كلمة تاريخية في يوم أغر تاريخي في جمعة مباركة متوجة بأوامر ملكية كريمة بلغت (20 أمرًا ساميًا)، جاء خمسة منها صريحة وواضحة لإعلاء دين الله ودعم أهل العلم والفقه والدعاة والمحتسبين وأهل القرآن، فمن عهده (باتخاذ القرآن دستورًا) وذلك بدعمه لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بكافة ما يساعدهم على الوفاء باحتياجاتهم.

ومن عهده (باتخاذ الإسلام منهجًا) فقد أمر بإنشاء مجمع الفقه الإسلامي السعودي، وتخصيص مبلغ 300 مليون ريال لدعم الدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية، وكذلك إنشاء فروع لإدارة البحوث العلمية والإفتاء التابعة لهيئة كبار العلماء في كافة مناطق المملكة وأحداث (300 وظيفية لأجل ذلك) وكذلك تخصيص مبلغ (50 مليون ريال) لترميم المساجد والجوامع بكافة مناطق المملكة.

ومن عهده (بإحقاق الحق وإرساء العدل) إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد المالي والإداري وأن يكون سلطانها نافذًا على كل أحد لا يستثنى من ذلك أي جهة أو أي شخص كائنًا من كان بلا تفرقة.. وكذلك دعم مراقبة الأسعار ومحاربة الاستغلال والاحتكار..

ومن عهده (خدمة المواطنين كافة بلا تفرقة) حدث ولا حرج... ومن ذلك منح كل موظف وموظفة.. وكذا كل طالب وطالبة في التعليم العالي راتب شهرين مكافأة لهؤلاء المواطنين، وكذلك رفع الحد الأدنى للأجور الموظفين بـ(3 آلاف ريال). وكذلك صرف (2000) ألفي ريال لكل عاطل عن العمل، ومنها أيضًا إنشاء 500 ألف وحدة سكنية بـ(250 مليار ريال) لإيجاد سكن ملائم لكل مواطن. وكذلك زيادة الإقراض الإسكاني إلى 500 ألف ريال. وتعزيز وتنفيذ قرارات السعودة لإيجاد وظائف مناسبة لكل مواطن قادر على العمل.

ومن أوامره -حفظه الله- دعم قطاع الأمن بـ(60 ألف وظيفة) ودعم قطاع الصحة بـ(16 مليار ريال) وغيرها من القرارات. وهكذا فقد شملت الأوامر جميع المجالات، حيث اهتمت بالأمن والصحة والتعليم والدعوة والشؤون الاجتماعية والإسكان ومحاربة الفقر والبطالة وغيرها من المجالات... وافية بكل الاحتياجات وشاملة كافة الفئات وواقفة على جميع المتطلبات.. فأوثقه بذلك عرى اللحمة بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية وقطعه الطريق على أرباب السوء والإفساد والإرجاف ودعاة الفتنة والضلال والإرهاب..

وأفرحت الجميع ولهجت الألسن بالدعاء وارتفعت الأكف بأن يحفظ الله قائد هذه البلاد وإخوانه وأعوانه.. ونقول لقد صدقت وبررت ووفيت أيها الملك العادل الوفي البار، ونحن بالمقابل نعاهدكم على السمع والطاعة والوفاء بحق البيعة والميثاق الذي لكم في أعناقنا، بالحب والنصيحة والتوقير والعون والذب عنكم بالقول والفعل والمال والنفس والأهل نحورنا دون نحرك ودماؤنا دون دمائك، نقول ذلك ونحن نعتقد أن طاعتكم والوفاء ببيعتكم فرض لازم وحق فرضه الله على عباده دل عليه الكتاب والسنَّة وإجماع الأمة.. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفي بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}. وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ} وقوله صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).. فبيعة ولاة الأمر وطاعتهم واجبة لأمر الله ورسوله بطاعتهم وليس لهدف دنيوي مهما كان، يقول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وذكر منها: ورجل بايع إمامًا لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفي وإن لم يعطه منها لم يوف)..

قال شيخ الإسلام: (طاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم فمن أطاعهم فقد أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم وأن منعوه عصاهم فما له في الآخرة من خلاق).. فيجب على كل مواطن ومواطنة طاعة ولاة الأمر ومحبتهم ونصرتهم فإن ذلك يحقق للفرد والمجتمع آثارًا عظيمة ومصالح عامة وخصوصًا كبرى أدناها الوقاية من الفتن وحصول الأمن والأمان للمجتمع وقبل ذلك كلّه تحقيق طاعة الله وطاعة رسوله، والنجاة من الوعيد الشديد بمخالفة ولاة الأمر ونقض بيعتهم وعدم التزام طاعتهم..

ولقد رأينا في هذا اليوم العظيم مدى ما يحمل خادم الحرمين الشريفين الملك العادل من هم ومسؤولية وثقل الأمانة لكافة أبناء الوطن، فأفاض عليهم من الخيرات مما أفاء الله عليه به ما يرفع معنوياتهم ويحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة..

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين من كل سوء وزاده عزًا وشرفًا ورفعة، ووفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظه الله- لكل خير وأعان سمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -حفظه الله- على حفظ أمن البلاد والعباد وحفظ بلادنا عزيزة أبية، ورد الله كيد أعدائنا في نحورهم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

وكيل جامعة الإمام لشؤون المعاهد

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة