بقراءة واعية ومتأنية لهذه الأوامر الملكية الكريمة سنجد أن عنوانها وجوهرها الحقيقي هو إنسان هذا البلد، ذلك الإنسان الذي كان وسيظل محور اهتمام قيادته ومحرك أداء القطاع العام وبوصلة أدائها في سبيل الارتقاء بالوطن إلى مصاف العالم المتقدم، عالم الريادة والابتكار. أوامر ملكية كريمة عنوانها الإصلاح وفهرسها الرخاء وحبرها الشفافية وفصولها صنوف البرامج الإنمائية التي تهتم بصحة الإنسان السعودي وسلامته والحفاظ على مستوى معيشة كريمة وتلمس احتياجات إنسان هذا الوطن.. حركة الإصلاح التي رسم معالمها خادم الحرمين الشريفين بدأت منذ توليه -حفظه الله- الحكم بتطوير أنظمة القضاء والتعليم وإصدار قرارات مكافحة الفساد، ولعل تأسيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد هو تتويج لتلك الجهود التي بدأ رسم معالمها بحساب إبراء الذمة قبل عدة سنوات، تلك الجهود التي تؤكد أن المملكة وصلت إلى مراحل متقدمة في مكافحة الفساد وخصوصًا أن قرار تأسيس الهيئة ارتبط باعتماد اللوائح التنظيمية خلال ثلاثة أشهر من الأمر الملكي.إن الأوامر الملكية التي صدرت في جمعة الخير هي الامتداد الطبيعي لما شهدته المملكة ولا تزل تشهده في هذا العصر الزاهر الكثير من مشاريع التنمية المتكاملة من المدن الاقتصادية وجامعات توجتها الجامعة العلمية العالمية عملاق البحث العلمي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي ستكون بمشيئة الله بوابة لدخول نادي الأقوياء في عالم لا يحترم سوى الأقوياء، مرورًا بمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وارتفاع سقف الحرية المسؤولة للمواطن السعودي ليعبر عن رأيه في كافة القضايا عبر إعلام سعودي متطور بكافة قنواته المقروءة والمسموعة والمرئية بكل شفافية ووضوح وتؤازر تلك المشاريع الإصلاحية مشروع الحوار الوطني الذي أطلقه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي يعزز وينشر ثقافة الحوار ما أسس ويؤسس إلى مزيد من التفاهم والتسامح وقبول المختلف.أمام هذه المعطيات الرائعة والجميلة يتبقى أن يتفهم المواطن السعودي أهمية هذه الأوامر الملكية الكريمة ويدرك حقيقة أهدافها ودوافعها وأنها وضعت وصدرت من أجل خدمته وراحته وعلى المواطن التفاعل بإيجابية مع هذه الأوامر وذلك ببذل الجهد ومضاعفة الإنتاج في سبيل خدمة هذه البلاد العزيزة، دمتم ودام الوطن شامخًا.
المشرف العام على القناة الثقافية
