Friday  25/03/2011/2011 Issue 14057

الجمعة 20 ربيع الثاني 1432  العدد  14057

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

هذه التجربة وأسباب الدهشة والإبهار..!

رجوع

 

لم يتسع عدد الأسبوع الماضي لكل ما تم اختياره من قصص طالبات (الثانوية الثالثة والخمسين)، وما تبقى يصعب تجاهله ومن ثم أضفناه في هذا العدد إلى قصص طالبات (الثانوية السابعة والأربعين) وأغلب الظن أن أربعة أعداد متتالية لن تشبع فينا شعوراً بالرضا والقناعة، ولا حيلة لنا إلا المحاولة.

لماذا هذا التوجس؟

لأن شيئاً ما قد حدث فقلب كل التوقعات والظنون.. صدقنا تصنيفات منظمة اليونسكو في تعريفها للطفولة حين قالوا إنها تمتد إلى سن التاسعة عشرة، وقلنا في داخلنا ما الذي يمكن أن يقدمه صغار من خربشات على صفحات الفن، ربما بهذا الحس جلست الأستاذة أميمة الخميس بعد أن أعدت نفسها لشروح مطولة إجابة لأسئلة بريئة فإذا بها تغالب دهشتها وهي تواجه بسيل من الأسئلة التي لا تكتفي بطرح سؤال وانتظار الفهم، بل تجرها إلى حوار ونقاش واتفاق واختلاف لا يكون إلا بين أدباء استوت تجاربهم وشحذت وعي التلقي والطرح.. ما هذا؟ هل هؤلاء حقاً صغيرات» السادسة عشرة؟

أجلسنا الفتيات وقلنا لهن ابدأن الآن في كتابة القصة وهيئن أنفسكن بكل الراحة للدخول إلى «حالة الكتابة»، أي أن القصص كتبت في وجودنا وربما بما يخالف شروط الكتابة الإبداعية التي تملي على كاتبها شروطها ومن ضمنها اختيار الوقت. لا بأس كانت النتيجة الدهشة المعقودة على وجوهنا لن تحل إلا حين تلمع أسماء نجماتنا في سماء الفن.

قد لا تتسع المساحة لإشارات عن كل قصة وإنما تأمل معنا مثلاً تلك القصة التي قدمته لنا عصراً كاملاً بكل شخوصه ورموزه بصفاتهم مما لا يتسع له إلا كتاب في التاريخ، ولكنها في الفن قدمته لنا «ملفوفاً» في لحظة لا تتجاوز الثواني، نكتشف في نهاية القصة أن الأمر كان حلماً، وصلت بذكاء شديد طرف الواقع بطرف الحلم. أليست هذه خبرة كاتبة كبيرة في معرفتها بالزمن الواقعي والزمن الفني؟.. الزمن الفني مساحة ثواني الحلم، والزمن الواقعي عصر بكامله.. لله ما أروعك. ومثال آخر قصة رائعة، بطلتها زوجة عاشقة تعيش بكل رهافة مشاعر فنانة سعيدة بزوجها الفنان حتى نطقت إطارات لوحات زوجها بموسيقى الحب والإخلاص، حب ساهمت فيه كل الموجودات في الطبيعة بانخراط حبور وحميم.. ها هي تقف أمام ذات اللوحات فلا ترى في جنباتها إلا سواد الحزن، وتتسمع وتتملى نسمات كانت تغني وترقص فلا تراها إلا ثعابين وألسنة نار، فوجودها السابق قد غاب عنه عصبه بعد رحيل الزوج.. التجربة ليست معاشة فالكاتبة ما تزال صغيرة، لكن الاحتفاء باللغة الذي حملها إلى أفق الفن جعلنا نحن - ونحن لا علاقة لنا بالتجربة - نعيش بالفعل التجربة كحقيقة في حالتيها الفرح واليأس.. قصص بدايات وكأنها القصة المائة للكاتبة هل كانت مهمة التعليم والتدريس قد شغلتنا عن رؤية فنانات كبيرات في ثياب المدرسة؟ أم أن الرائعات معلمات اللغة العربية في المدرستين كن يعملن في صمت حتى أثمرت جهودهن؟

في كل الحالات لا بد أن نعترف وبكل الصدق أننا ربما أمام حساسية جديدة آخذة في التشكل.. والأيام بيننا.

وحدة اللغة العربية في مكتب التربية والتعليم في البديعة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة