Friday  25/03/2011/2011 Issue 14057

الجمعة 20 ربيع الثاني 1432  العدد  14057

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

كوابيس

رجوع

 

تمشي.. وتمشي غير مكترثة بمن حولها.. تمشي وقد حملت وساما طعنها في قلبها.. راية.. قدمان حافيتان.. وعينان غائرتان.. وجه شاحب كمهاجر لا وطن له ولا مكان.. تمشي شادن في صحراء موحشة. كانت بالكاد تسحب رجليها من حرارة الرمال.. والرياح تداعب خصلات شعرها الذهبية رأت في نهاية أفق مرآتها سراب تنفست الصعداء أصبح لديها أمل جديد لتتخلص من ذلك الكابوس.. تسارعت خطواتها.. تكاد تسمع نبضات قلبها ارتسمت ملامح طفلة رأت دميتها الضائعة.. اقتربت من تلك الواحة.. أصبحت عيناها تدمعان دون سبب تمتمت في نفسها «هل هذه نهاية الكوابيس» تقدمت حتى أدخلت قدميها الماء.. شعرت بكهرباء تسري في عروقها.. تنعش روحاً قد أصبحت جثة هامدة.. أكملت طريقها إلى قاع تلك المياه.. احتوتها المياه أكثر فأكثر.. لامس عينيها بريق زجاج منعكس من تلك المغارة، بريق أتى من أعلى البحيرة.. أجبرها فضولها أن تسبح إلى تلك الفتحة الصغيرة المؤدية إلى المغارة.. التي نحتتها الطبيعة لتشكل عويلم من القباب والتكوينات العجيبة: تأملت شادن تلك المنحوتات الثلجية تحت صحراء قاحلة وهي تردد «سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله...» تقدمت إلى وسط تلك المغارة رأت في زاويتها مرآة كبيرة ذات إطار ثلجي اقتربت منها خطوة خطوة إلى أن أصبحت المرأة أمامها تأملت في وجهها جيداً.. «ذلك الخدش فوق الحاجب!! يالها من ذكرى..!!! تمثلت لها أحداث ذلك اليوم»، «دما تلبس ذلك الشيطان في صورة ملاك وأصبح يطعنني ويدخلني كوابيس» قطع سلسلة أفكارها صوت قطرات الماء المتدفقة من أعلى وكأنها تنذر بحدوث كارثة.. تفجرت المغارة. لم تتحمل المغارة كل ذلك الكم من الكره والحقد أصبحت في هذه اللحظة تناجي ربها.. منسوب المياه ارتفع.. مودعاً روحاً قد عانت كثيراً لم تستطع رجلاها لمس الأرض.. وكان نفاذ كمية الأكسجين وارتطام الصخور ببعضها يعلن زيادة في أعداد الموتى أغلقت عينيها بقوة.. وإذا بصوت يملأ المغارة.. «شادن.. شادن استيقظي» استيقظت على يد تهزها بقوة وهي ترتجف.. تفقدت غرفتها بعينين متوجستين.. رأت أمها بجانبها.. ارتمت إلى حضنها وهي تبكي.. وصوت أمها يهمس: استعيذي بالله يا ابنتي..، أعوذ بالله... أعوذ بالله..

بقلم الطالبة: ميعاد سفر القرني -الثانوية (53)

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة