Sunday  27/03/2011/2011 Issue 14059

الأحد 22 ربيع الثاني 1432  العدد  14059

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

في وفاة صالح الراجحي

رجوع

 

لقد كان خبر وفاتك يا عميد أسرتنا ويا دوحة أظلتنا وأبوة احتوتنا قريبنا وبعيدنا صغيرنا وكبيرنا، قوينا وضعيفنا، غنينا وفقيرنا، كصاعقة دوت في أرجاء البلاد ليضم الخبر مع الحزن أسرتنا بل مملكتنا بأسرها. فأنت رمز من رموز الخير وعلم من أعلام التاريخ بأوقافك الباقية رغم غيابك عنها، فأنت حي بعملك.

ما زالت يدك ممدودة بأعمال الخير ولن تنتهي إلى أن يشاء الله، لنا ذكرى معك أيها الغالي في المناسبات وخاصة الأعياد حيث كنت تجمع أفراد العائلة من كل أنحاء المملكة رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً.

اذكر حينما كنت صغيراً أحضر إلى منزلك في العيد مع أقراني من أبناء العائلة، أذكر كيف كان استقبالك لنا وكيف كنت تقف على رؤوسنا على مائدتك العامرة المعدة للأطفال لتتفقد وجباتنا وتكمل بيديك حرمها الله على النار ما نقص في صحوننا وتبتسم في وجوه الجميع ولم تعتمد على الخدم في ضيافتنا نحن الصغار فكيف هو كرمك مع الكبار.

ولا تكتفي بذلك بل تجمعنا لتوزع علينا المال كهدايا للعيد. كما أنك لم تكن تنسى نساء العائلة حيث تدخل عليهن وتعايدهن جميعاً مادياً ومعنوياً، رحمك الله وأنار لك قبرك كما أذكر قصة ذكرها لي جدي رحمه الله وإياك. ذكر أنه رافقك في إحدى حملات الراجحي للحج، ذكر لي كم كنت متواضعاً رحيماً حيث قال إنه كان ينام بين الخدم ويوزع السبيل معهم على ضيوف الرحمن.

وحدث أن طلب منه أحد العاملين لأنه لم يعرفه لتواضعه طلب منه أن يسكب له الماء ليغتسل وحينما انتهى من غسله نبهه أحد العاملين أنه الشيخ فأتى ليعتذر ولكنه قابله بابتسامته العذبة وتواضعه الجم.

فهنيئاً لنا بك في حياتك وبعد مماتك رحمك الله يا أبا الجميع وأسكنك فسيح جناته.

شيخنا الفاضل عزاؤنا بك أن لك إخوة أجلاء ساروا على نهجك هم أعمامنا الشيخ سلميان وعبدالله ومحمد الراجحي حفظهم الله وأطال في أعمارهم.

فهم ما زالوا يبذلون قصارى جهدهم لترابط العائلة بالاجتماع بهم في الأعياد والاجتماعات الدورية وتكريم المتفوقين من أبناء العائلة ومساعدة الشباب على إيجاد فرص العمل ومساعدة أبنائهم على الزواج وتكفل أسر العائلة المحتاجة.

ولا ننسى أبناء فقيدنا البررة القائمين على وقفه السائرين على نهجه فصدورهم رحبة بكل محتاج حفظوا الأمانة وأدوا رسالة فقيدهم حفظهم الله وجعلهم ذخراً لأبيهم ولعائلتهم ولبلادهم وللمسلمين أجمعين.

أعرف أني لم أنصف شيخنا الجليل ولم أوفه حقه فلو كتبت عنه وسيرته لألفت الكتب فهو موسوعة خيرية، رحم الله نبع الخير، رحم الله من أرخى يده كالسيل، رحم الله جابر عثرات الأرامل والأيتام، ارحمه يا ربنا ورب كل الأنام.

غالي عبدالعزيز الراجحي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة