Sunday  27/03/2011/2011 Issue 14059

الأحد 22 ربيع الثاني 1432  العدد  14059

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الحداء نشيد الموت

وضراوة الإسلاف

في وحشة الصحراء

الحداء شلال الدم

وجثث الأجداد في العراء

الحداء نداء البدو للوحوش

أو كواسر الطير إلى وليمة

من الأشلاء

الحداء عويل الفيافي لكثرة الدماء

وهو نعيق البوم والغراء

والخراب

وهو خوار الضبعة العرجاء

وهو نواح الأم والأخوات والأبناء

على فتى قد مات

من أجلهم لكي يعود

بناقة هزيلة جرباء (!!)

هكذا بالأمس ابتدأت المحاضرة عن الحداء في جمعية الفنون في الدمام بدعوة كريمة وجهها لي الأخ الشاعر فالح الدهمان، وبالطبع لم أكن وحدي في قتامة الأستوديو، بل كان معي الأستاذ (علي الدرورة) الباحث والمحاضر في التاريخ والمتخصص في فترة النفوذ البرتغالي في الخليج والهند ليتحدث عن حداء البحر أو (النهمات)، وقد بدأ الصديق علي بعكس ما بدأت، إذ كان هادئاً وصافياً كصفاء الماء في صفحة الخليج. ولِمَ لا، فهو ابن بحار عتيق وقد أحضر معه آخر (نهام) من عصر البحارة الأشداء الذين كانوا يشقون العباب بسفنهم العنيدة نحو السواحل القصوى وأعني بذلك الأب صالح بن عبيد النهام الشهير.

أما أنا فقد ساندني شابان بدويان رائعان على شيلة الحداء ألا وهما بدر علوش وناصر حميد الضفيريان - أي من قبيلة الضفير العزيزة التي تجيد شعر الحداء. وفي بدء (الأمسية - المحاضرة) النادرة كان المسرح مطفأ إلا من بعض بصيص النور، وفجأة دخل الحاديان يترنمان بنشيد لم يعهده الجمهور لأنه نشيد كاد أن ينقرض منذ عهد الغزوات والفرسان ولم يكد الحاديان ينهيان المقطع المحتدم حتى دخل النهام بصوته الرائع الجميل ليضيف دهشة كبرى على ملامح الجمهور، ثم أضيء المسرح لتبدأ المحاضرة المشتركة عن فنون البحر والصحراء. وهكذا استطاعت جمعية الفنون فرع الدمام أن تزاوج بين البحر والصحراء حتى الاندغام التام لتتشكل خريطة هذا الوطن الجميل. فشكراً لفرع جمعية الفنون بالدمام.

 

هذرلوجيا
نشيد الموت وعويل الماء
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة