Sunday  27/03/2011/2011 Issue 14059

الأحد 22 ربيع الثاني 1432  العدد  14059

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بالتأكيد حين تنبري مستشارة الرئيس، بالكشف عن حزمة القرارات ضمن التحديثات في أسلوب الاستجابة لحاجات المواطنين، إلى كمية من الحقوق وجرعات من الإصلاح وبعض من الحرية، فإنها استجابة تنم عن رغبة في إرضائهم..

وليس لي رغبة في تحليل ما وراء, وما بعد هذه القرارات, التي شاهدنا المستشارة وهي في منتهى الحماس تنقلها نيابة عن الرئيس لمواطنيه، وكذا فعل الرؤساء المتنحون، والراحلون, والباقون، والمكابرون في بلاد الثورات..,

لكن الذي يتابدرني من خلال هذا المشاهد, ومعطياتها، في تونس ومصر وليبيا واليمن من التبدل الفوري لمواقف الرعاة من شعوبهم فيها، هو السؤال الكبير العريض، الطويل العميق التالي: لماذا لم تتحقق مضامين القرارات، قبل هذه الاختناقات الشعبية مع سدة النظام في خنادق المواجهة..؟

لماذا لم يدرك الرؤساء قبل أن تقع الفأس في الرأس, إلى ضرورة استقصاء احتياجات الذين ينضوون تحت مظلة رعايتهم..؟ لماذا ولماذا..؟ وقد ذهب العباد والبلاد والمقدرات والبنى على الأرض هدراً وسفكاً وموتاً وأحقاداً وخطط إفناء..؟

ثم إن كانت هذه القرارات تصاغ بالأسلوب الذي يعبر تماماً عن سد فجوات بنود الأنظمة بهذه السرعة واليسر، فلماذا لم يظهر القادرون على صياغتها، تنفيذها من قبل..؟

ثم، إنها فاجعة كبرى, أن تنفرد أبجدية لغة التعبير عند الشعوب العربية, في هذه البلدان المتقلبة على صفيح نار، فتشكل كلمات، وجُملاً، وعبارات كانت محاور أفكار تلوب في الصدور، وتدور على الألسنة، في مضونها: لماذا يتخلف العالم العربي عن مسار الأمم الناجحة, السعيدة، المنجزة، والمديدة والوثقة، والتليدة..؟

ولماذا يخفض العربي هامته، ويرتفع فوقها كل من سواه..؟

ألأنه في مجتمعه مخنوقةٌ مساربُ «الأكسجين» إلى رئتيه..؟

أم لأن أطباق الحكمة بعيدة كل البعد، عن طاولات رُعاته..؟

فأيما شمس أشرقت بقوا نياما..

وأي ليل أدمس استمرَّ بهم ظلاما..؟

لست أخص دولة عربية بعينها ممن تتناهشها الثورات بما أقول، وعندما بسطت المثال بمستشارة أحد الرؤساء، فلأن جملة واحدة صرحت بها هذه المستشارة إجابة عن سؤال وجه إليها نصه: «متى تتنفذ هذه القرارات» فبادرت دون لجلجة، ولا تفكير تقول: «من الآن.. من هذه اللحظة»..

فإذا كانت «الآن» هذه حاضرة بقوة, في قدرة التنفيذ, للتغيير الفوري, في مكونات النظام وبنود استجاباته لمصالح الأفراد، فما الذي أعجز الأنظمة العربية عن أن تكون قبل ثورة الشعوب, آهلة بالأنظمة العادلة, والحرية المنضبطة، والرخاء الشامل كل الأفراد,، لشمولية المصلحة، وخصوصية الحقوق والواجبات..؟

 

لما هو آت
أوَ ما كان عليهم أن يفعلوا..؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة