Monday  28/03/2011/2011 Issue 14060

الأثنين 23 ربيع الثاني 1432  العدد  14060

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

لقاءات

 

أبدى استعداده للمساهمة في مشروع الملك لحوار الأديان
الكاتب والمفكر البريطاني جون أدير: الملك عبد الله زعيم يحمل رؤية واسعة للسلام .. ومشروعه للحوار العالمي ذكي وحكيم

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - دبي - حوار: عبد الرحمن العصيمي وآسبن أمان :

كيف وجدت الأصداء حول كتابك الأخير «القيادية للنبي محمد»؟

- الأصداء كانت جيدة وأنا سعيد بها جداً خصوصاً في العالم العربي ولدى جمهوره على وجه الخصوص، وقد تم نشر الكتاب قبل حوالي 9 أشهر وخلال هذه المدة البسيطة أصبح كتاب الشهر وكذلك كتاب السنة في مدينة دبي، والكتاب تم استقباله بشكل رائع في دولة الإمارات بشكل عام، وأتمنى أن يجد الكتاب نفس مستوى الإقبال والتلقي في بقية الدول العربية، وكذلك تمّت ترجمته إلى عدة لغات وأتمنى أن يؤسس الكتاب من خلالها جسوراً بين الأديان والحضارات المختلفة وبين الدين الإسلامي .

ما رأيك حول المشروع العالمي للملك عبد الله بن عبد العزيز «حوار الأديان»، خصوصاً أن كتابك كما قلت يسهم في مد جسور التواصل بين الأديان؟

- مشروع الملك عبد الله لحوار الأديان ذكي جداً وفيه من الحكمة والإخلاص الشيء الكثير، وبرأيي أن الملك عبد الله هو خير زعيم للتسامح وقد اقتبست في كتابي أحد مقولات الملك عبد الله الجميلة وتحديداً في صفحة 62، وأعتقد أن من أبرز أهداف وطموحات هذا المشروع إعادة العلاقة الاجتماعية بين الأديان السماوية وتجديدها، وقد تحدثت في وقت سابق إلى رئيس أساقفة كانتربري في بريطانيا حول هذا المشروع الذي أبدى استعداده التام للمشاركة فيه.

الكتاب يبين الجانب الغائب من شخصية النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالنسبة للغرب، لأن صورة النبي محمد مختلفة تماماً عن الصورة التي ينظر لها المسلمون والعكس كذلك، وحاولت في كتابي أن يفهم القارئ - وخصوصاً المسلم - مفهوم القيادة في الدول الغربية والنموذج العالمي لهذا الفن بغض النظر عن الانتماء الديني أو السياسي أو حتى الثقافي، وشخصية النبي محمد هي شخصية عالمية بكل تأكيد. وأتمنى أن المسلمين كذلك يستفيدوا من الكتاب لرؤية هذا الجانب القيادي لنبيهم محمد، والكتاب بشكل عام يحمل في طياته رسالة للحب والتسامح، ولا مانع لدي من زيارة المملكة والمشاركة في مشروع الملك عبد العالمي لحوار الأديان.

كيف يستطيع المسلمون والدول الإسلامية حالياً ومن خلال شخصية النبي محمد عليه الصلاة والسلام القيادية أن يصنعوا السلام وينشروه في بلدانهم؟

- شخصياً عايشت المجتمع القبائلي إبان عملي في الحرس الإسكتلندي في مصر وكذلك أثناء عملي معاوناً لقائد فوج البدو في الجيش العربي، وأعرف طبيعة الحياة لديهم، وبلا شك أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان ماهراً جداً في صناعة السلام وقد لا أكون تحدثت عن هذا الجانب في شخصية النبي محمد سابقاً، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم استطاع أن يجمع بين قبائل العرب جميعها تحت لواء الإسلام بطريقة ذكية وسلسة، فالجميع كان يعتقد أن من المستحيل جمع كل هذه القبائل تحت مظلة واحدة، ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم استطاع جمعها تحت مظلة واحدة وهي مظلة «الله» سبحانه وتوحيده، واستطاع كذلك أن يوسّع الأفق الضيق الذي كان لدى بعض قبائل البدو آنذاك، لأن النبي محمد لم يكن يحمل في ذهنه طوال حياته أفكاراً أو هموماً صغيرة بل هي دائماً كبيرة وهذا الذي من المفترض أن يحمله القادة في العالم الإسلامي داخل أذهانهم.

تحدثت قبل أيام حول الأزمة الاقتصادية العالمية وكان لك رأي حولها، هل من الممكن أن توضح لنا رأيك بحكم خبرتك الطويلة في مجال التدريب والقيادة؟

- سأتحدث عن هذه الأزمة من خلال تخصصي في القيادة وعلومها، فالمشاكل التي تحدث في العالم حالياً تتعقد وتتضخم مع مرور الوقت وهي ليست اقتصادية وحسب، فلدينا الآن على مستوى العالم مشاكل ضخمة كالتغير المناخي وخوف عالمي من حدوث مجاعات وكوارث إنسانية في بعض المناطق من دول العالم الثالث، فالآن عدد سكان العالم قرابة 6 مليارات نسمة وإذا أصبحت في عمري سيصبح ربما الضعف، ولا ننسى أن هناك حرباً اسمها «حرب المياه» والتي ربما تحصل في المستقبل من خلال السيطرة على مصادر المياه الطبيعية في العالم، ولم يفكر أحد كيف سيشكل هذا العدد الضخم لسكان الأرض ضغطاً هائلاً على مصادر الطبيعة، وفي هذه الحالة ستتجه أنظار أفراد المجتمع البسيطين إلى القادة ليبتكروا لهم الحلول المناسبة لضمان حياة جيدة لهم، والسؤال المهم هنا هو كيف ستكون ردة فعل القادة تجاه هذه المشاكل؟ الواجب الآن أن نهتم بالأجيال القادمة ونصنع منهم قادة لمستقبل مجتمعاتهم ويكون همهم الشاغل هو مصير شعوبهم وليس مصيرهم الشخصي فقط، والدين الإسلامي يحث على القيادة ويعتبر نموذجاً مهماً لهذا المفهوم، فليس على الفرد المسلم أن يقلد الآخرين ويتبعهم أو يأخذ الأفكار القيادية منهم لأن لديه النموذج المناسب لهذا وهو النبي محمد، وأعتقد لو يصبح المسلمون أكثر وفاءً لنبيهم فالقيادة ستأتيهم مباشرة .

هناك توجه عالمي نحو الاقتصاد المعرفي والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعمها لتنشيط الأوضاع الاقتصادية، فهل تعتقد أن مثل هذه الخطوات ستكون ناجحة مستقبلاً؟

- بالطبع ستكون ناجحة لأن الإنسان هو الاستثمار الحقيقي ورأس المال لأي مشروع، وكل الشركات الصغيرة والمتوسطة في النهاية بحاجة إلى قيادات جيدة كي تنجح وتستمر، والدول أصبحت تتوجه لهذا النوع من الاقتصاد لكي يكون هناك تنافسية جيدة ونمو في الاقتصاد الإنساني والمعرفي، ولكن لا بد أن نتذكر دوماً الجانب الإنساني في هذا النوع من الاقتصاد ففي النهاية نحن نتعامل مع إنسان وليس شيئاً آخر، وفنون القيادة يمكن أن نتعلمها ونتقنها لكي تكون مشاريعنا المعرفية ناجحة ومستمرة.

هل هذه القيادات التي تتحدث عنها لا بد أن تأتي من شركات كبيرة أم من شركات صغيرة ومتوسطة؟

- أعتقد أن تشجيع الأفراد على القيادة لأنفسهم ومن حولهم أمر مهم جداً، وبطبيعة الحال المجتمعات هي المنوطة بذلك، وأحياناً نجد مديري شركات كبرى لم ينجحوا كقادة حقيقيين لشركاتهم ومشاريعهم لأنه لم يتم تأسيسهم بشكل جيد كقادة ومسئولين، وبرأيي أن أكبر مصدر للطاقة في العالم هو الإنسان، وحريٌّ بنا أن نستفيد من هذا المصدر بكافة الطرق المتاحة والمناسبة، ولو عدنا لشخصية النبي محمد القيادية لوجدنا أنه استطاع أن يجمع بين العقل والعاطفة وصنع نموذجاً رائعاً للقيادة.

من خلال خبرتك الواسعة في مختلف المجالات، كيف ترى العالم الآن وإلى أي اتجاه يسير؟؟

- أنا مليء بالأمل والتفاؤل، ومن الأفضل أن ننظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية، ودور القادة في مثل هذه الحالات أن يشجعوا من حولهم على رؤية الأمل في كل مكان، وأنا شخصياً دوري حالياً هو تشجيع الدول على الاستثمار في القيادة وصناعتها لأنها هي الحل الأنسب. وسأسرد لك قصة بسيطة حدثت معي قبل فترة، فلدي صديق يدعى «جيم جرانت» وهو من مؤسسي منظمة الونيسكو العالمية المعروفة، وكان قد أصيب بمرض السرطان ورقد على سرير المرض لمدة، وفي أحد الأيام زرته وكنا نتناقش حول بعض القضايا التي تخص المنظمة، فنصحته الممرضة أن يكف عن العمل، فرد عليها قائلاً: «لا أستطيع، فأنا مليء بالأمل والتفاؤل»، ولم تمر ساعات قليلة حتى وافته المنية ورحل عن الدنيا، وهناك مثل يقول: «الصقر يموت وعينه على فريسته». وإذا تأملت سيرة النبي محمد تجد أنه كان دوماً متفائلاً ويبحث عن الأمل وبعيداً كل البعد عن التشاؤم والإحباط.

الضيف في سطور:

- أحد أبرز القياديين والقادرين على القيام بالتدريب على فنون القيادة ومهارات التنمية

- التحق بصفوفه ودوراته التدريبية أكثر من مليون شخص من حول العالم.

- عمل في بدايات حياته كقائد فصيلة بالحرس الإسكتلندي بمصر، ليصبح بعدها الجندي الوحيد الذي يخدم بالجيش العربي كمعاون لقائد فوج البدو.

- أصبح في عام 1979 الأستاذ المحاضر الأول للدراسات القيادية في جامعة ساري

- بين عامي 1981 و1986 عمل مع السير جون هارفي في شركة « ICI» لتقديم استراتيجية لتنمية مهارات القيادة، لتصبح الشركة بعدها هي الأولى في بريطانيا وتحقق ما يقدر بمليار جنيه إسترليني.

- ألّف جون أدير أكثر من 50 كتاباً تمّت ترجمتها للعديد من اللغات.

- في عام 2009 تم تعيين جون أدير رئيساً لقسم دراسات القيادة في الأمم المتحدة في كلية شئون الموظفين بتورنتو في كندا.



 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة