Friday  01/04/2011/2011 Issue 14064

الجمعة 27 ربيع الثاني 1432  العدد  14064

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

بوابتي الأولى

رجوع

 

ألقى بنفسه على رمال الشاطئ ، نظر إلى السماء ، رأى القمر يتوارى خلف سحابة كفتاة خجلى وراء أمها ، ابتسم وأغمض عينيه مرتحلا بذاكرته على متن أمواج البحر الهادئة .

قبل أيام ....قبضوا عليه ، كان قد تكلم أمام أصدقائه، تكلم، وتكلم..أصابه الغثيان لم يستطع أن يكمل فطوره من شدة تأثره بما يجول بداخله، وتفرقوا بعدها، و لم يدر بخلده أن واحدا منهم سيشي به ...، وبعد دقائق معدودة إذا بالمدير يقف فوق رأسه قائلا :

« صالح»

« نعم»

..!!

« أفا عليك يا صالح ، هذا كلام خطير ما ينسكت عليه و.......»

لم يعد يسمع ما يقوله المدير ، فقد تعلقت عيناه برجل عند الباب .... ، كم يكره هؤلاء الذين يلبسون هذه الملابس ...، طول عمره كان يمسك لسانه عن البوح ، لا يشتكي، يدبر أمره بما تيسر له ، و يقول لمن سأله عن حاله :

«الحمد لله بخير ، الله يعز الحكومة « ، يردد ما يفتخر به والده ، أول مره يشتكي كل الناس يشتكون ، لماذا هو بالذات ؟ صديقه سعد أخذوه العام الماضي ، خرج من عندهم لا يسمع و لا يرى ، وبعدها مات ، تخيل نفسه مكانه مكبلا في تلك الغرفة ...تتغلغل في جسده آلات حادة ، يسيل دمه و ذلك الغاز يفقده الوعي ، أصابه الهلع...وصرخ في داخله :

«لا ، لا أريد أن أذهب معكم ، أنتم ذبحتم صديقي «

توالت الأحداث بسرعة ، تعالت الأصوات :

« امسكوه» ، قام الذين حوله من أماكنهم ، جرى الرجل نحوه واسودت الدنيا بعينيه ووقع بأيديهم .

أفاق على أصوات كثيرة مختلطة ، كانوا يتكلمون عن انفجار أو تفجير ، سمع صوت والده

التفت إليه :

«ليش يا صالح ، وش كنت بتسوي بنفسك، لولا الله ثم محمد كان الله يخلف علي وعلى أمك»

محمد أعز أصدقائه ، هو الذي بلغ عنه :

« يبه يبه»

« صالح يا ولدي ، لا تخاف أنا معك ، لن أرجع إلا وأنت معي «

كان كل شي يمشي من حوله وهو مكانه ، دخل تلك الغرفة سلطوا الأنوار عليه وبدأوا التحقيق معه :

« صالح اسمي ، صالح وأمي تقول أنت صالح على اسمك»

ضحك الرجل وقال « طيب كم عمرك؟»

رد وهو يجاهد نفسه ، أحس كأنه يسقط في بئر عميق:

« عمري إحدى عشرة سنة ، وإن شاء الله أكبر وأصير ......»

يا الله !!! تلك الأيام التي مضت برغم الآلام ، جعلته يحس كم كان محبوبا من الجميع ،والديه ، إخوته ، زملائه ، وصديقه محمد.

أحب غرفته المليئة بالألعاب ، وعلب الحلوى..كم كان مخطئا في تفكيره ، قطرات باردة على وجهه ، وأيدٍ تهزه ، أفاقته من ذكرياته ، فتح عينيه رأى إخوته وهم مبللون بمياه البحر ..

« هيه أنت هنا ونحن نبحث عنك ، يالله العشاء جاء «

أمسكوا بيده و سحبوه ، استدرك صالح بسرعة :

« هيه ، شوي شوي على عمليتي»

مشاعل أحمد عبد العزيز العميرة -الثانوية ( 50 )

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة