Friday  01/04/2011/2011 Issue 14064

الجمعة 27 ربيع الثاني 1432  العدد  14064

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

إنها العصا السحرية

رجوع

 

لقد ضحكتُ بشدة حتى اغرورقت عيناي بالدموع عندما سألتني ابنتي تهاني عن تلك العصا السحرية التي كثيرا ما تشاهدها في الرسوم المتحركة، وهل هي موجودة في عالمنا؟

وبعد أن هدأت عاصفة اجتاحتني من الضحك أجبتها بسخرية: «تهاني يا صغيرتي، لقد بلغت الثامنة ومازلت تصدقين ما تبثه تلك الرسوم. ومن يصدق أن تلك العصا المصنوعة من الخشب أو حتى المعدن باستطاعتها أن تبني لك قصرا وأن تجعلك الأميرة وتجلب لك أميرك»

وبعد أن تركتها خلفي وذهبت إلى حجرتي رأيت تلك السجادة الخضراء التي امتدتْ على أرض الحجرة، تأملت فيها قليلا، فكم من العلاقة التي تربطني بها، تذكرني بما يشبه اللقاء، في ذلك اليوم عندما مرضت صغيرتنا تهاني و قرر الأطباء أن لا أمل في شفائها بسبب حالتها السيئة، لم أستطع وقتها حتى البكاء لأعبر عما بداخلي.

في تلك الأثناء سمعت صوت المؤذن بصوته العذب ينادي لصلاة العشاء (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله... ) يا لها من كلمات تثلج الصدر، وتريح النفس المتعبة، توجهت إلى المصلى الموجود بالمشفي، لقد صليت لكن لم تكن كأي صلاة من قبل، شعرت بحاجتي، وقلة حيلتي، انهمرت الدموع المتحجرة في عيني...، دعوت كأن لم أدعُ من قبل «يا الله، إنها وحيدتنا منذ خمس سنوات من الصبر، اللهم عجل بشفائها «

أنهيت صلاتي بعد أن أرحت الحمل الثقيل الذي علا كاهلي، وبعد أن أطمأن قلبي توجهت إلى سريرها، وجلست بجانبه لأتأمل ذلك الجسم النحيل الذي كساه المرض، وما هي إلا لحظات حتى بدت بتحريك أطرافها، شيئا فشيئا بدأت عيناها تبصر النور من جديد.

« يا إلهي، لقد استجبت دعائي، اللهم لك الحمد والشكر» انتبهت على صوت الباب وهو يفتح، إنها ابنتي تهاني لم تقتنع بإجابتي عن تلك العصا، لقد أتت لتسألني من جديد، كانت إجابتي مختلفة هذه المرة، ابتسمت لها بحنان وقلت:

« بشأن تلك العصا، فهي موجودة في عالمنا بالفعل»

سهى عبد المحسن عبد العزيز المرشد - الثانوية (50)

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة