Saturday  02/04/2011/2011 Issue 14065

السبت 28 ربيع الثاني 1432  العدد  14065

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

القفز من سفينة السلطة قبل الغرق

رجوع

 

إشكالية الولاء للرئيس أو الانتماء للوطن كثيراً ما تواجه الحلقة المحيطة برأس السلطة في أي بلد وبالذات الدول النامية أو بلدان العالم الثالث، حيث دائماً يكون الولاء للحاكم مقدماً على مصلحة الوطن.

اليوم يواجه السياسيون وبالذات الحلقة الضيقة المرتبطة بالزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، واللتان تشهدان تقلصاً من خلال انشقاق أركان هامة من رجال الولاء للرئيسين، والمسارعة بالقفز من سفينة القذافي الغارقة والابتعاد عن سفينة علي صالح.

الصورة في ليبيا أوضح، وأكثر شموليةً وعدداً، البداية كانت بانشقاق وزير العدل القاضي مصطفى عبد الجليل والذي تبعه بأيام قليلة وزير الداخلية وقائد قوات الأمن الخاصة اللواء عبد الفتاح يونس، وما هي إلا أسابيع حتى لحق بهما ابن عم القذافي ورجل المهمات الخاصة والصعبة أحمد قذاف الدم، ثم تبعه الانشقاق المدوي باستقالة عبد الرحمن شلقم المندوب الدائم لليبيا في الأمم المتحدة والذي شغل ولعدة سنوات منصب وزير الخارجية، أما الخطوة التي فاجأت الجميع فهو هروب وزير الخارجية ومدير المخابرات السابق موسى كوسا إلى بريطانيا.

هذه الانشقاقات أو الابتعاد عن الزعيم الذي مُنِح له الولاء بسخاء إلى درجة تنفيذ أبشع المهمات إرضاءً له، بماذا يُفسَّر..؟ هل استيقظت ضمائر هؤلاء المنشقين فجأة؟ أم أنهم وجدوا أن مصلحتهم الشخصية الذاتية تتطلب النزول من سفينة على وشك الغرق..؟ أم أنهم انحازوا إلى الثورة فعلاً..؟!!

كل هذه الاحتمالات واردة، والطريق الذي سار عليه المنشقون يكشف إلى حد ما خياراتهم، فالذين انضموا إلى المجلس الوطني الليبي الذي يقود التغيير يكشف عن انحيازهم للشعب، أما من التجأ لدولة تشارك في قيادة الحملة العسكرية على نظام كان يواليه سابقاً، فلابد أن يجد من يسعى لتقبل بضاعته المتمثلة بكنز المعلومات عن أفعال ومخططات ولي نعمته السابق.

يظل الصامت المختفي أحمد قذاف الدم، فهذا فعلاً يجسد إشكالية الولاء للزعيم والقريب وشريك الفكر.. والصحوة التي إن كانت صحيحة فسوف تتعبه كثيراً، لأنه ليس من السهولة القفز من معسكر إلى آخر خاصة إن كنت أحد الفاعلين في أحد المعسكرين بل تقدم على أنك أحد منظريه..!!

JAZPING: 9999



 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة