Saturday  02/04/2011/2011 Issue 14065

السبت 28 ربيع الثاني 1432  العدد  14065

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تصنيف غريب من كاتب كبير

رجوع

 

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حمل عنوان مقالة الدكتور جاسر بن عبدالله الحربش في زاويته المعهودة (إلى الأمام) تصنيفاً غريباً؛ حيث جاء ذلك العنوان (معرض الكتاب.. طواويس وغربان ودجاجات برية)؛ حيث حصر رواد المعرض في ثلاثة أصناف من الطيور: طواويس، وكانت من نصيب النخب والمثقفين الذين حضروا لتوقيع نتاجهم الأدبي وما سطرته أقلامهم وما جادت به أذهانهم، وغربان وجاءت من نصيب مَنْ أخذوا على عاتقهم مسؤولية المناصحة للمسؤولين أو الرواد، وجعل الدجاجات البرية من نصيب الجنس اللطيف، فهن - كما يزعم - لا يملكن الإرادة ويعانين ضعفاً في الشخصية بل إنهن مجرد مشاهدات لاستعراض الطواويس أو لفت انتباه من قِبل الضجيج الذي يصدره نعيق الغربان!!!

وفيما أوجزت من حديثه أود تناوله بشيء من التفصيل؛ فأقول:

1 - إن ذلك الوصف مهما رأى الكاتب الكريم صحته ومطابقته للواقع داخل ذلك المشهد الثقافي السنوي فهو يظل غير لائق بكاتب بحجم الدكتور جاسر الحربش الذي يتبوأ مساحة ثابتة في صحيفة مرموقة بمنزلة الجزيرة.

2 - برر الكاتب وصفه للمثقفين بالطواويس بالتأنق في المظهر والعناية بالمقتنيات الخاصة، وهذا التبرير غير مستساغ، ولا يرقى للإقناع؛ لأنه سيجعل كل من يعتني بمظهره وتأنقه من الطواويس!! بينما شرعنا الحنيف حث على إظهار الزينة؛ لأنها من إظهار نعمة الله على عباده في المال.

3 - وصف مَنْ تصدوا للمناصحة من قِبل بعض الزوّار غير مبرر، وإن كان ذلك من مسؤولية رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين يوجدون في المعرض بشكل رسمي؛ فما أقدموا عليه من مناصحة لا تخول للكاتب وصفهم بالغربان التي تثير الضجيج وتُحدث الجلبة رغبة في لفت الانتباه واستثارة مَنْ يوجد في الموقف؛ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سر خيرية هذه الأمة الوسطية، علاوة على الصورة الملازمة للغراب بأنه رمز للتشاؤم والكراهة، والشرع حث على التفاؤل ورغَّب فيه.

4- تصوير السيدات والآنسات وحصرهن في دجاجات برية يُعدّ إنقاصاً وإقلالاً في حقهن؛ فالكاتب الكريم حصر قوة الشخصية في النقاش وإبداء الرأي حول ما يحدث من مماحكات بين المناصحين والمؤلفين، وهذه نظرة سطحية وحصر ضيق لقيمة المرأة، بل إن الحياء يمنع، والعرف يقضي بترك الدخول في مثل تلك النقاشات؛ لأن اتخاذ القرار دليل كاف في الدلالة على قوة الشخصية وثبوت الإرادة التي تقضي بقبول الشيء أو رفضه.

5 - قد يأخذ القارئ البعيد عن واقع ذلك المشهد الثقافي بسلبية الزائرات؛ فهن مجرد أجساد تجوب المعرض للفرجة والمشاهدة لا للتزود بالمعرفة والتعرف على ما يستجد في قضايا الفكر والسلوك داخل المجتمع، بينما الواقع شيء آخر يختلف تماماً.

ختاماً، كنتُ أتمنى أن يثري الكاتب الكريم قراءه بالمفيد حول ما حمله المعرض من معارف وفنون تشجع على المداومة على زيارته بشكل سنوي، ولكن لكل جواد كبوة. والله من وراء القصد.

عبدالعزيز بن سليمان بن محمد الحسين -

naged15@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة