Tuesday  05/04/2011/2011 Issue 14068

الثلاثاء 01 جمادى الأول 1432  العدد  14068

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بين وقت وآخر, نقرأ عن تمكن جهات الأمن من القبض على السارقين، سراق العربات من جوار المنازل، وسراق ما بداخلها، وسراق الطرقات، والأجهزة الإلكترونية، بما فيهم سراق الأطفال..

ولم يبق سوى القبض على سراق الأفكار، وسراق الراحة والاطمئنان، من العابثين في الطرقات بأبواق عرباتهم، أو باحتكاك عجلاتها المفزعة للنائم من رقدته، والهادئ في خلوته، والكاتب عند اطمئنانه لفكرته،..

وتعرفنا كما نعرف من قبل، ما استجد من أنواع السرقات، وصفات السُّراق التي جدت مع مستجدات الحياة، وتطورت بتطورها، فلكل زمن سرَّاقه، ولكل سارق مبتغاه...

ولقد عرفت سرقة الماشية, والدواب حين كانت هي مقام الناقل، والثروة، ورأس المال،

ونوادر الأخبار، وطرائفها، وملح الشعراء في الكتب تنبئنا العديد من قصصهم..

غير أن الحيوانات لم تعد رفيقة السير في الشارع، ولا وسيلة النقل في الطرقات،..

والناس لا تعرف إلا لحومها لتأكلها، وجلودها لتصنِّعها, وبقي منها الهرة والكلب، ومن الطيور العصافير, والصقور, ما تجده في البيوت، داخلها, أو في حدائقها،..

ولأن السراق كثروا، وتنوعوا، فقد استجدت مهنة بيع، وشراء كلاب الحراسة، بعد أن أخذت ردحاً من الزمن عادة للمترفين، وتسلية للأثرياء والموسرين،..

واستجد غرض اقتنائها للحراسة، وكثرت أنواع الكلاب، وتفاوتت أسعارها على ارتفاعها، وغدت ضمن ثقافة الصغار، والمراهقين، وتدافع كثيرون لاقتنائها بأسعارها الباهظة، بل باستيرادها معززة على مقاعد الطائرات..

ولئن يبررَ وجودُ السراق شراءَ الكلاب لحراسة المنازل، لا المزارع، والإنسان لا الماشية, فإن من المفترض أن تكون هناك أنظمة لبيعها، تقنن أسعارها، وتحدد شروط اقتنائها، وتسجل سندا بأسماء أصحابها، يرتبط بوحدة طرفية تشبك محلات بيعها بالمعلومات عند خروجها من جهة البيع، حتى إذا ما سرقت، وجيء لبيعها، يتم القبض على السارق، وتكون هذه وسيلة من وسائل الانضباط، وفي الوقت نفسه الحد من سرقة الكلاب من جوار البيوت.. لأن في الغالب لا يكون الهدف من السرقة إلا الحصول على المال، فما وراء الرغبة في المال عن طريق السرقة..؟.

بالأمس حدثني صبي في العاشرة من عمره، كان برفقة أمه صديقتي, عما رآه في حادثة سرقة كلب ألماني, فاخر الجسم، باهظ الثمن، كان صاحبه وأبوه المتقدم في السن يقفان به عند مدخل باب بيتهم، حجمه لا يسمح بأن يسرقه شخص واحد، فإذا بثلاثة ينزلون في حركة خاطفة، ويحملون الكلب من أمام الرجل الكبير, وابنه الصبي اللذين لا يقويان على ملاحقتهما، ويفرون أمام عيونهما.. ولم يجدا بداً من تقديم شكوى لجهة أمنية لا أحسب أنها ستتمكن من إعادة الكلب لأصحابه، لأنه لا شروط للبيع، ولا للتسجيل, ولا للإثبات...

الشاهد في الموضوع، ليس ما يتعلق بهذه العادة، وبوسيلتها في الحراسة, أو حتى المتعة, وإنما في تنوع أنواع السرقات, والاجتراء بسلوك نهجها,. وإن كان الأمر يتعلق بسرقة كلب من عند باب صاحبه..

ألا تدعو هذه الظواهر، وما يتبعها من سلوك إلى التفكر كثيراً في أمر ما استجد في جغرافية حركة التفكير، والسلوك، والعادات في المجتمع..؟ أو ما يطرأ لكم من روابط لها..؟.

ربما السارق يتفكر في لحظة، في مَشين ما فعل، غير أنه وهو يسرق كلباً في مفهومه المكتنز عنه ما سيجعله يقول: مجرد كلب،.. لن يكون في مخيلته أنه يرتكب جرماً أخلاقياً

لا يبرر له.. يشير إلى أن وراء سرقة الكلاب, ما وراء الأكمة...

فما وراء الأكمة...؟.

 

لما هو آت
مجرد كلب..!!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة