Tuesday  05/04/2011/2011 Issue 14068

الثلاثاء 01 جمادى الأول 1432  العدد  14068

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أعتقد أن الأوامر الملكية أفرزت ردود فعل عجيبة تجاهها، فعرفنا مَن يعطِّل الأوامر والأنظمة بسبب حالة خوف ووساوس ما أنزل الله بها من سلطان، وعرفنا مَن يحسد الفقراء على فقرهم، ومن يحسد الموتى على موتهم، وكأنه يقول لهم: يا إخوان كفاية موت، ما يصير طيب، أنهكتم ميزانية الدولة!

وعرفت شخصيًا، لماذا عمل أبي - رحمه الله - في التجارة، ولم يفكّر يومًا في الوظيفة على الرغم من أنه كان في زمن تجنّد الدولة فيه أي مواطن، سواء في القطاع الحكومي أو السلك العسكري، حيث كانت الدولة ناشئة وفي بداياتها، وتحتاج إلى الإنسان، لكنه لم يتورط بوظيفة، بل ظل طوال عمره يسخر منّي ومن غيري من الموظفين، ويعتبرنا ممن يستحق الزكاة! لأننا ننتظر (المعاش) آخر الشهر!.

ولم يقل إننا سننتظر القروش القليلة حينما نتقاعد، بل ستطير هذه القروش حينما نموت، ولا يستفيد منها أبناؤنا، بسبب نظام التقاعد المجحف، وبسبب صندوقه المكتنز بالأموال، ذلك الصندوق الذي يخشى عليه معالي وزير المالية من الخسائر! يا ساتر! خسائر مع كل ما تقتطعونه من مرتبات المساكين على مدى عمر الدولة؟ ومع ما يطير منها ويلغى عن أفراد أسر المتوفى الذين لا تنطبق عليهم شروط صندوقكم العظيم؟ خسائر مع كل هذه الاستثمارات الضخمة بأموال ممن خدم البلاد عشرات السنوات ومضى صامتًا تحت تربتها؟

أي خسائر تخشاها في صندوق تقاعد بلد احتياطي نفطه يدفن العالم بأكمله؟ وهل ستتحقق الخسائر حين نرفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين إلى ثلاثة آلاف ريال؟ ثلاثة آلاف ريال فحسب!.

هل تصدّق معالي الوزير أن هناك من بين المتقاعدين من يحصل ورثتهم على مبلغ وقدره ألف وسبعمائة ريال؟ وربما أقل من ذلك، ويتم توزيعها عليهم حسب الحصص المقررة؟ فماذا تفعل مبالغ زهيدة كهذه في زمن معيشي صعب كهذا؟

الأمر الملكي جاء برفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف ريال، وكان تصريحكم بأن هذا لا يشمل المتقاعدين، لأن لهم نظاماً خاصاً؟ فأي نظام خاص تقصد؟ نظام التقاعد الذي لم يزل تحت الدراسة منذ ثلاثين عامًا؟ وهل هو نظام مقدّس لا يمكن الإخلال به، ألا يمكن إضافة فقرة صغيرة على النظام بألا يقل راتب المتقاعد عن ثلاثة آلاف ريال؟ أسوة برفع الحد الأدنى للموظف العامل، إلا إذا كان شعاركم «الحي أبقى من الميت!»، علمًا بأن رواتب المتقاعدين من الموتى يحصل عليها أطفال وشباب يستحق معظمهم الزكاة والصدقات!

وإذا كان تصريح محافظ المؤسسة العامة للتقاعد يؤكد أن 80% من المتقاعدين يحصلون على راتب تقاعدي يبلغ ثلاثة آلاف ريال فأكثر، فهل يضير صندوقكم التقاعدي الموقر رفع الحد الأدنى لمن يحصل على أقل من ثلاثة آلاف ريال، وهم لا يمثلون سوى 20% فقط من المتقاعدين؟ هل هؤلاء القلّة سيؤثرون في صندوقكم الكريم، ويعرّضونه إلى خسائر محتملة لا سمح الله؟ لا أظن ذلك.

بل أجزم بأنها لا تمثل قطرة صغيرة في بحر أموال هائلة، فلا تحرموا ورثتهم من الفرح بالأوامر الملكية الكريمة، كما حرم محافظ التأمينات الاجتماعية سعادة المتقاعدين براتب الشهرين، قبل أن يحسم الأمر الملكي صرفها، فأنتم على رأس السلطة المالية تملكون تعديل النظام التقاعدي بقوة الأوامر الملكية، فبادروا رحمة بهؤلاء المواطنين وورثتهم!.

 

نزهات
أي خسائر يا معالي الوزير؟!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة