Tuesday  05/04/2011/2011 Issue 14068

الثلاثاء 01 جمادى الأول 1432  العدد  14068

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تغطية خاصة

 

مزارعو حائل عبر ملتقى الخطة يتساءلون عن المستقبل
(الجزيرة) تواصل الغوص في أعماق معاناة المزارعين وتتجوَّل بين مزارع مهجورة وأخرى غير مربحة وآمال تنتظر الدعم

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حائل - عبدالعزيز العيادة

تجددت معاناة المزارعين مع تجدد فعاليات ملتقى الخطة الثامن، وبرزت الحاجة الملحة لإطلاق برنامج جديد وداعم للقطاع الزراعي والمزارعين؛ فقد تغيَّرت ظروف وتوجهات الجهات الزراعية الداعمة، وبقيت كل الأنظمة السابقة المحرك لهذا القطاع.

(الجزيرة) إيماناً منها برسالتها الإعلامية، وتواصلاً مع طرحها الوطني ونقلها بأمانة معاناة صغار المزارعين قبل كبارهم، تواصل طرحها الجريء والصادق، وهذه المرة باتجاه الأرض والخضرة والناس بعد أن تجوّلت بين عدد من المزارع، وقابلت الكثير من المزارعين السابقين والحاليين.. وإليكم التفاصيل:

من أين نبدأ

سؤال طرحته على نفسي وأنا أتجول على المزارع شرقاً على طريق حائل - القصيم القديم، هل نتحدث عن مُزارع دخل عالَم الزراعة الحديثة، وتصور أن كل الأمور ستكون أمامه رائعة؛ فاستدان الملايين من الصناديق الزراعية والبنوك، وفوجئ بتوقف (قسري) لم يكن على البال؟ أو عن مُزارع ما زال يعمل بجد وكل مشاريعه بخسارة حالياً، ويرفض أن يترك هذا القطاع نظراً لارتباطه به، وكذلك تعدد الالتزامات السنوية عليه لسداد ما هو مطلوب منه تجاه القروض التي استدانها سابقاً؟.. فيما وجدت (الجزيرة) أن هناك الكثير من المزارع هُجرت رغم وجود معدات زراعية ضخمة وكبيرة في بعض المزارع، وما أكثرها.

وقد اتجهنا إلى (الخطة)، المدينة الزراعية الساحرة؛ فهناك الخضرة والمزارع أجمل، فيما المعاناة واحدة، والمُزارع ما زال يترقب بوادر حل للأزمة التي يعانيها. يقول أحد المزارعين: صحيح أن هناك مشكلة زراعية، وهناك حلول تُطرح بين فترة وأخرى، ولكن كل الحلول - للأسف - تكون في اتجاه واحد دون تفريق بين مشكلة مُزارع ما زال يعمل ومستمراً ومُزارع توقف ويريد أن يعود ومُزارع توفاه الله، وحتى بعض كفلائه، وما زالت القروض الزراعية مسجَّلة بأسمائهم، وما زال الكثير من ورثتهم لا يملكون ما يكفي لسداد القروض، وبقي هؤلاء - رحمهم الله - معلَّقين دونما سداد وإبراء ذمة.

حائل الاقتصادية لماذا؟

ولأن الطرح لا بد أن يكون أكثر أمانة فقد توقفت محطتنا أمام أطلال المواقع الاحتفالية لمدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية، وجاء السؤال لا أردياً: ماذا لو كانت مشاريع المدينة الاقتصادية اكتملت الآن، وخصوصا المصانع الغذائية؟ كيف سيكون حال هؤلاء المزارعين؟ وكيف ستكون حال منطقة حائل وحال أبنائها العاطلين والباحثين عن فرص عمل كريمة؟.. وبرز المطلب الملِحّ للأهالي بسرعة البدء الفعلي وعلى أرض المشروع بالأعمال الإنشائية؛ فقد أعلن مطوِّر المشروع إنشاء أربعة أبراج سكنية وفندق ومطار دولي، وتمت موافقة هيئة الطيران المدني وتوقيع الاتفاقية لإنشاء المطار، وإلى يوم أمس لم يتم على أرض الواقع أي عمل حقيقي يتواكب مع تطلعات القيادة، فمَنْ هو المسؤول عن كل هذا التأخير، وما الحلول؟ ومتى؟

حائل زراعية فأين الدعم؟

في كل منطقة ميزات نسبية لا بد أن تُستثمر لصالح دعم الاقتصاد الوطني ومضاعفة دخل الفرد، وحائل المنطقة والناس ذات صبغة زراعية كاملة، وتزداد أهميتها نظراً لموقعها الاستراتيجي المتوسط الذي يُسهم في وصول منتجاتها الزراعية سريعاً لمناطق عدة، ومع هذا ما زالت حائل واقفة على مفترق طرق دون دعم زراعي يراعي أهميتها زراعياً.

يعمل ما يزيد على ثلاثين ألف عائلة في حائل في القطاع الزراعة، بعضهم أصبحت الزراعة تمثل له عبئاً مالياً، وتأخذ (قوت أولاده) من أجل أن يستمر هذا المزارع ويقاوم ظروف التغيير الكثيرة من حوله التي لم يُحذَّر منها، ووقع في مشاكلها دون أن يدري.

الخلاصة

إن اعتماد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز مشروع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية، وإعلانه - حفظه الله - تأسيسها، جعلا من القطاع الزراعي حجر الزاوية لقيام هذه المدينة ونجاح استثماراتها؛ ولهذا فقد آن الأوان لدراسة ومعالجة أوضاع المزارعين عموماً ومزارعي منطقة حائل خصوصاً، وبحث الحلول والبدائل من أجل استعادة المُزارع بالمنطقة حيويته وإنتاجه، والإسهام في أن تكون مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية واقعاً حقيقياً على أرض الواقع بدلاً من وجودها في بند الأحلام التي لم تتحقق. وقد نشط مزارعو منطقة حائل كثيراً، وكوّنوا جمعيات تطوعية فيما بينهم، وسعوا ليكونوا دائماً جزءاً من الحل، ولديهم حلول كثيرة، وبقي دور الجهات الزراعية المختصة لتستمع إليهم وتتعاون معهم من أجل مستقبل أفضل للوطن وللمنطقة وللمشاريع الزراعية وللمجال الجديد الذي اتجهت إليه المملكة حالياً، وهو التصنيع الغذائي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة