Thursday  07/04/2011/2011 Issue 14070

الخميس 03 جمادى الأول 1432  العدد  14070

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السك الإبداعي لهذين المصطلحين هو ملكية فكرية لسعادة مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الأخ الزميل الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس الذي كنت في ضيافته مساء يوم الخميس الماضي، فهو من أخبرني بأن الوزارة في هذا اليوم أنهت الدمج بين الإدارات في جميع مناطق المملكة والتي كان آخرها منطقة نجران التعليمية، وحدثني حينها على أنه كان بينه وبين أحد الزملاء عصر ذلك اليوم مكالمة هاتفية، الشاهد فيها قوله (.. وإن تحقق التوحيد فإن ما هو أهم والمطلوب منا نحن منسوبي وزارة التربية والتعليم في المرحلة القادمة العمل الجاد من أجل النجاح في التجويد).

إنني شخصياً أتفق مع هذا التوجه، بل ربما يكون هذا مطلب عام لدى الجميع خاصة المهتمين بالشأن التعليمي والتربوي العام منه والعالي، فالرهان العالمي الحالي وأشد منه القادم على النوعية «الكيف» لا الكم، ولعلنا جميعاً نذكر بكل فخر واعتزاز كلمة خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، إذ جاء في ثنايا هذه الكلمة الرائعة ما نصه: «... إن هدي الإسلام العظيم الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة يحثنا على الجودة والإتقان في جميع أعمالنا، وقد دعوت بالأمس القريب جميع المسئولين في كافة قطاعات الدولة إلى تبني مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز في جميع خططهم، وأنشطتهم، وأعمالهم، والحرص على التطوير والتحسين المستمر لتحقيق الجودة والإتقان في القطاعات الإنتاجية والخدمية الخاصة والحكومية، وأنا اليوم أدعو بأن تكون جودة التعليم العام على وجه الخصوص مسؤولية الجميع، وأن تفعل برامج الشراكة المجتمعية والشراكة مع القطاع الخاص.

كما أدعو الجميع في القطاعات التعليمية والتدريبية المختلفة إلى تطبيق آليات الجودة الشاملة على جميع البرامج والمشروعات، ضمن خطة إستراتيجية نوعية لضمان استمرارية عمليات التطوير، وإلى تبني معايير وطنية للجودة لتكون مؤشراً على مدى كفاءة النظام التعليمي، مع تقديرنا للجهود الوطنية المخلصة التي بذلت وتبذل في هذا المجال...».

لقد تبنت وزارة التربية والتعليم مشروع «التوحيد» معتبرة إياه مشروعاً إستراتيجياً، وقراراً لا رجعة فيه، ورغم كل التحديات ومع كثرة المعوقات والصعوبة أنهت القيادة الوزارية دمج جميع الإدارات العامة للتربية والتعليم صغيرها وكبيرها قريبها وبعيدة، وهي اليوم تستعد وبقوة لولوج التحدي الثاني الأكبر والأهم بل ربما تكون مرحلة التوحيد مجرد لبنة من لبنات التجويد.

إن من يظن مجرد ظن أن تحقق الجودة مسئولية سمو الوزير ومعالي نائبه وأصحاب السعادة وكلاء الوزارة أو حتى مديري العموم قبل غيرهم فهو على خطأ كبير ولديه خلل في التصور عظيم إذ أنه في نظرته هذه يقلب الهرم التنظيمي في العملية التعليمية رأسا على عقب، فالأس والركيزة والقاعدة الأهم في العملية التعليمية هما الطالب والمعلم داخل الصف، ولذا فإن كل خطط الوزارة التطويرية تتكسر في نظري عندما تصل للميدان التربوي على يد المعلم علم ذلك أو لم يعلم، ومهما كان التغيير في المنهاج والتطوير في الوسائل والتجديد في المباني والأثاث والمختبرات و... فإن العنصر البشري البناء هو من يحقق الفرق ويرسم معالم المدرسة الجديدة في وطننا المعطاء، وقبل أن أذكر المعلم برسالته التي شرفها الرب، وقبل أن أحدد مواصفاته التي يجب أن يتمثل بها سلوكاً ومعرفة ومهارة في عالمنا اليوم، أذكر المسئول بأن لهؤلاء المعلمين حقوقاً شرّعها ولي الأمر وأقرها لهم وضمانها في أنظمته ولوائحه التي هي في متناول الكل، وكثرة الكتابة عنها ومطارحتها سواء تحت قبة الشورى أو في الصحف والمنتديات والملتقيات الخاصة والعامة والتي من بينها حقوقه المالية ومستوياته وفروقاته فضلاً عن دعمه معنوياً وتحقيق استقراره النفسي والأسري قدر الإمكان وإشعاره بالانتماء لمهنته التي هي من أشرف المهن وأجلها على الإطلاق، وأنا على يقين بأنه متى ما تحقق ذلك فستكون الفاعلية الإيجابية حاضرة بشكل أكثر وبصورة أفضل وهذا هو سر تميز المواطن السعودي حين يعمل في ميادين القطاع الخاص خاصة سابك أو حتى المؤسسات البنكية والقطاعات المصرفية وغيابها في كثير من مؤسساتنا الحكومية كالتعليم والصحة والأمانات و... وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
«التوحيد» و«التجويد» في تعليمنا العام!!
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة