Thursday  07/04/2011/2011 Issue 14070

الخميس 03 جمادى الأول 1432  العدد  14070

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

وحقيقة الإبداع أن وفق الدكتور ناصر الحجيلان كل التوفيق في تخيره ترجمة هذا الكتاب المهم في فنه، ولو عمد كل متخصص إلى ترجمة كتاب أو كتابين من أمَّات كتب فنه لاجتمع لنا من المترجمات ما يثري ثقافتنا ويعمق معرفتنا، وهذا الكتاب من إصدارات نادي حائل الأدبي وهو من القطع الصغير، جميل الإخراج الطباعي أحسن اختيار ورقه ولونها وبنط طباعته، وأحسن المترجم بكتابة مقدمة تزوي للقارئ العادي جوانب الكتاب وكان صادقًا في تنبيهه إلى أن فهم المعلومات الواردة فيه يتطلب إلمامًا بالقصص والروايات والمؤلفين، والكتاب ثمرة قراءات واسعة لعدد هائل من الأعمال وما كتب عنها من نقود، كل ذلك يصوغه المؤلف باقتدار جعل الكتاب بالغ الأهمية في رصد مسيرة كتابة القصة القصيرة، ومن هنا نحس أهمية ما أنجزه المترجم النابه؛ إذ نقل لنا الكتاب بلغة سهلة واضحة على درجة عالية من السلامة اللغوية وتكاد تندر الأخطاء الطباعية، ولكن شغفي بالسلامة اللغوية العالية ربما وقفني على استعمالات أرى غيرها أولى منها، وأرى أني قد أصوغ بعض الجمل صياغة مختلفة أراها أدنى إلى طريقة العربية الفصيحة، وما وقفت عليه في هذا الكتاب أقف عليه في كتب أخرى، بل أجده في الرسائل العلمية المتخصصة بالنحو والصرف، ومن ذلك قول المترجم «ويُعدّ هذا الكتاب من المؤلفات المرجعية للطلاب والباحثين في حقل الأدب والنقد؛ نظرًا لما يحويه من معلومات أساسية تتعلق بهذا الفن»، فحذف الكلمتين (يُعدّ، نظرًا) أولى في نظري. وكذا قوله «فإن القصة القصيرة هي الوسيلة الأفضل للتعبير عن رؤية الروائي بدرجة تفوق الرواية»، يظهر فيه وصفه المؤنث (الوسيلة) بالمذكر (الأفضل)، والصوب (الفضلى)، ويمكن أن يستبدل بالوسيلة الأفضل (أفضل وسيلة) كما يحسن أن يستبدل بلفظ (بدرجة) غيرها فتكون العبارة «للتعبير عن رؤية الروائي تعبيرًا تفوق به الرواية». ومما يكثر في هذا الكتاب وغيره استعمال يكاد يتواطأ عليه الكتاب المحدثون حتى صار سمة من سمات كتابتهم؛ ولكني أتوقف فيه وأرده، وهو استعمالهم للمركب «على الرغم من...إلا أنّ...» ونظيره المركب «ومع أنّ... إلا أنّ»؛ وذلك أن الجار والمجرور الذي بدئ به ذكر بلا متعلق وهذا إلغاء لوظيفته، وكذلك لا ندري ما الذي تستثني منه (إلا)، ومثال الأول ما جاء في ص83 «على الرغم من اتفاق نقّاد الأدب ومؤرخيه على أنَّ القصة القصيرة قد مرت بمرحلة من التغيرات حتى منتصف القرن الثامن عشر، وبخاصة في أمريكا، إلا أن طبيعة ذلك التغير لم تحدد أبدًا»، يمكن القول «على الرغم من اتفاق نقّاد الأدب ومؤرخيه على أنَّ القصة القصيرة قد مرت بمرحلة من التغيرات حتى منتصف القرن الثامن عشر، وبخاصة في أمريكا، لم تحدد طبيعة ذلك التغير أبدًا» ويمكن القول «اتفق نقّاد الأدب ومؤرخوه على أنَّ القصة القصيرة قد مرت بمرحلة من التغيرات حتى منتصف القرن الثامن عشر، وبخاصة في أمريكا، ولكن طبيعة ذلك التغير لم تحدد أبدًا»، ونظير ذلك في ص108 «وعلى الرغم من معرفتنا القليلة عن شخصية (روديريك) شبه الواقعية، فإننا نعرف أنه فنان رسام» والصواب عندي حذف (فإننا)». ومن أمثلة التركيب الآخر الذي أشرت إليه ما جاء في ص47 «ومع أن هناك عناصر قوطيّة في حكاية (ديفو) إلا أنّ السرد القوطي الحق كان له تأثير قويّ لاحقًا»، والصواب عندي أن يقول «ومع أن هناك عناصر قوطيّة في حكاية (ديفو) كان للسرد القوطي الحق تأثير قويّ لاحقًا». كتاب جدير بالقراءة.

 

مداخلات لغوية
القصة القصيرة: حقيقة الإبداع
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة