حين يشار بتفرّد لشخصية نادرة تختزل جوانب مضيئة مشرِّفة يهبها الله لمن يشاء فإن أول ما يخطر في بال كل متابع دقيق متخصص شواهده الواقع، والتاريخ، والناس الذين هم شهود الله في أرضه، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أطال الله عمره وأدام عزه، الحاكم، والمثقف والمؤرخ، والخبير بأدق تفاصيل الوطن والمواطنين على كل الأصعدة الذي وهبه الله من صفات والده مؤسس الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن من كل جيل خير الجزاء، ما لا يعدد من الصفات في النهج، والسياسة، والهيبة، والحزم، والعطف، وإنصاف الجميع وشابهه حتى في نبرة صوته وقامته. ومن مفاخر الشعر الشعبي الذي كان ولا يزال وسيظل زاخراً بروائع مفاخر الوطن ورموزه وولاة الأمر أطال الله عمرهم وأدام عزهم، ارتباط هذا الشعر الجزل من خلال الشعراء الجزلين الذين مدحوا سموه في قصائد عصماء خالدة هي أقل حق مستحق لقامة شامخة رائدة في الجدارة المتناهية والولاء والوفاء، كما أن ارتباط ذائقة سموه في الشعر نقداً، وتحليلاً، واستشهاداً، من توجيهاته الإعلامية السديدة الدقيقة لا تخفى على الشعراء والإعلاميين المختصين دائماً في مواقف كثيرة موثقة.

وأشير إلى جانب يخص الشعر الشعبي كشاهد من الشواهد على محاضرة سمو سيدي الزاخرة بالتميز على كل الأوجه كما عوّد الجميع في المدينة المنورة، وقد فعّلت الأصداء الرائعة فحواها في كل الجوانب التي تطرق إليها أطال الله عمره وأدام عزه، من ذلك توضيحه أن كل الأسر والقبائل حاضرة وبادية ساهمت تحت راية الملك الموحد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه في توحيد الوطن، الذي أخلص لله عز وجل وآتاه الله العقل والحكمة وحسن السياسة والشجاعة فوحَّد القلوب التي اجتمعت على محبته، كما وحَّد الأرض فانقادت لطاعته، يقول مؤكداً ذلك: (دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد صلى الله عليه وسلم فإما حياة سعيدة على ذلك وإما موتة سعيدة).(1).

والشعر الشعبي الذي يوثق كل ذلك بقصائد عصماء محفوظة كحربيات (عرضة) ومدح وغيرها للشعراء حاضرة وبادية رحمهم الله، توثق كل ذلك لأنها شاهد ومن شواهد التاريخ الناصع في كل مراحل توحيد الوطن. دامت راية الوطن حرة أبية خفاقة عزيزة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في ظل الله ثم ظل ولاة الأمر الكرام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسيدي النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وسيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أطال الله عمرهم وأدام عزهم.

***

(1) الدكتور إبراهيم بن محمد أبوعباة، رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني.