Sunday  10/04/2011/2011 Issue 14073

الأحد 06 جمادى الأول 1432  العدد  14073

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كلما رأيت أستاذي ومعلمي الأول في عالم الصحافة عميد الصحافة الكويتية الأستاذ أحمد الجارالله كررت (ما شاء الله) طوال رؤيتي له، سواء أكان حضوراً شخصياً أو مقابلة تلفزيونية. وأقول ما شاء الله ومن ثم (أمسك الخشب)، لا والله (أمسك القلم)؛ لأنه هو الذي علمني كيف أمسكه بيدي، بل أخذني هو من اليد ذاتها ليلقي بي في بحر متلاطمة من الأفكار، وبينهم (هوامير) الكتابة والكلام، وأعني بذلك أنه نقلني رأساً إلى الصفحة الأخيرة من جريدة «السياسة» في بدء السبعينيات الميلادية، وقال لي: «تعلَّم العوم وحدك وأنقذ نفسك من هؤلاء الهوامير». والهوامير الذين أقصدهم، والذين كانوا يكتبون على الصفحة الأخيرة، هم صديقنا الراحل محمود السعدني، والدكتور عبدالله النفيسي، ونورية السداني، وسليمان الفهد، والفنان المبدع عبدالله المحيلان، ورسام الكاريكاتير الهائل ناجي العلي رحمه الله.

فبالله عليكم كيف يكون لبدوي (غرير) مثلي أن يعيش بين هذه الحيتان؟ ولكنه أحمد الجارالله أبو المغامرات والرهانات الكبرى في عالم الصحافة. وثمة مأثرة أخرى تُضاف لأبي مشعل الجارالله، ألا وهي أنه الصحفي العربي الوحيد الذي أيَّد زيارة السادات إلى إسرائيل، وكنا نحن كُتّاب الأخيرة ضد الزيارة، وكنا نكتب عكس قناعة رئيس التحرير، وكان يكتب عكس قناعاتنا، إلى أن تطور الأمر إلى أننا كنا نشتم أحمد ذاته على الأخيرة، ويشتمنا على الأولى، ومن ثم نلتقي في المساء و(نكركر) ضحكاً على ما كتبناه، وكأن شيئاً لم يحدث.

حقيقة، لم يَدُر ببالي كل ما أسلفته من كلام لأنني بصدد تناول موضوع آخر، ولكنه الوفاء (لمن علمني حرفاً)، وأقول إنني كما رأيت أستاذي الأول أبا مشعل حمدت الله، وتفاءلت بالحياة، فكيف لا؟ وهو الذي استقبل بجسده النحيل آنذاك (32) طلقة بالتمام والكمال، ولكنه بمشيئة الله لم يمت، ولم يُعَق أي طرف من جسمه، وعاد للكتابة والحياة ب(الطلة) الباسمة نفسها والأناقة الشديدة والفتوة النادرة، وإلى يومنا هذا وأحمد الجارالله هو هو، ذاك الفتى الوسيم الذي يدخل إلى قلب كل مَنْ عرفه عن قُرْب، وعن بُعد أيضاً. وأحمد الجارالله هو الوفيّ دوماً للمملكة مهما تغيرت الظروف والأحداث في زمن تبدل الولاءات والتهديدات وشراء الذمم.. أقول بالأمس ظهر أبو مشعل في إحدى الفضائيات وهو يتحدث عن تدخل إيران في شؤون المنطقة، وعن وجودها السري والواضح في الكويت تحديداً، وقال فيما قال: إن أكبر عمالة وافدة في الكويت هي العمالة الإيرانية التي ليست هي عمالة باللفظ بل (عمّالة) بالفعل، نراها تتبدل كما يتبدل العسكر في واجباتهم، وهم - كما أشار الجارالله وكما نعرف نحن - لا يمتّون للعمال بصلة، بل يوجدون في الكاراجات والمواد التموينية بشكل مكثف لا كما تستدعي الحاجة بل يأتمرون بأوامر صارمة حسب التسلسل أو (التسلل) العسكري، وكأنهم فصائل من (الباسيج) أو الحرس الثوري، لا فرق.

(ثم نُكمل لاحقاً).

 

هذرلوجيا
جيمخوه همشري (1-2)
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة