Sunday  10/04/2011/2011 Issue 14073

الأحد 06 جمادى الأول 1432  العدد  14073

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

عقد هذا العام مؤتمر طلاب التعليم العالي الثاني بمحافظة جدة بعد أن عقد الأول العام الماضي بمدينة الرياض وذلك بتنظيم وزارة التعليم العالي وقد حظي المؤتمر بإبراز إعلامي حاشد، كما هو المعتاد في أنشطة وزارة التعليم العالي، ومع أهمية مثل هذه المؤتمرات في مجال تنمية البحث العلمي بجامعاتنا، فإنه لا يمنع من إبداء الملاحظات التنظيمية التي تم استنتاجها من خلال المؤتمرين الأولين، وهي ملاحظات لا تمحي الأثر الذي أحدثه المؤتمر نحو تشجيع الطلاب على المشاركة في البحث العلمي ولا يحجب الهدف الرئيس للمؤتمر المتمثل في دعم وتشجيع حركة البحث العلمي الطلابي بالجامعات السعودية.

عقد مؤتمر لجميع التخصصات الجامعية ولطلاب الجامعات التي تجاوز عددها ثلاثين جامعة ليس بالأمر السهل، ويبدو أنه يتجاوز المعقول في حجمه وتنظيمه، لذلك أقترح أن يعاد النظر في هذا الأمر بتقسيمه إلى ثلاثة أو أربعة مؤتمرات ليكون مؤتمر طلاب التعليم العالي في التخصصات الهندسية، ومؤتمر طلاب التعليم العالي في التخصصات الصحية ومؤتمر طلاب التعليم العالي في العلوم الإنسانية والتربوية ومؤتمر طلاب التعليم العالي للنشاطات الإبداعية، وبالتالي يصبح لدينا في كل مؤتمر محاور للبكالوريس وللدراسات العليا والاختراعات، ومحاور فرعية للتخصصات المختلفة فهذا أجدى وأكثر منطقية في الحجم وفي التنظيم وفي زيادة حجم المشاركة.

هذه المؤتمرات يتم عقدها في مناطق مختلفة، فليكن مؤتمر التخصصات الهندسية في الرياض، والصحية في الدمام والإنسانية في جدة والنشاطات الإبداعية في أبها. اختيار المدن مجرد أمثلة ويقترح تدوير التنظيم بحيث تصبح مسؤولية الجامعات تنظيمها بما فيها الجامعات الحديثة التي تحتاج تطوير خبراتها.

مؤتمر هذا العام قدّر حضوره بالمئات لكنك عندما تتجه إلى قاعة تلقى فيها المحاضرات تجد عددا قليلا لا يتجاوز أصابع اليدين في بعض الحالات وهذا يعني أن كثرة الحضور لم تكن لحضور المحاضرات العلمية وإنما كانت دوافعها اجتماعية وقاد إليها الزخم الإعلامي ومحاولة الجامعات بعث أكبر عدد من طلابها لحضور المؤتمر بإيعاز من وزارة التعليم العالي. هذا الأمر فضلاً عن كونه يدعم الفكرة السابقة بأهمية تقسيم المؤتمر إلى مؤتمرات أكثر تركيزاً، يدعونا إلى اقتراح إيجاد برنامج إثرائي موازٍ لما يقدم من بحوث الطلاب كأن تقام محاضرات من خبراء وشخصيات بارزة في المجال وأن يستضاف خبراء من الجامعات المرموقة لإثراء قيمة المؤتمر علمياً وأن تقام ورش عمل تصب في اهتمام المؤتمر مثل ورش العمل التي تسهم في تعليم الطالب الجوانب المتعلقة بالبحث العلمي في مجال تخصصه وغير ذلك. بل لا يمنع ذلك من وجود نشاطات ثقافية مسرحية وفنيه وترفيهية مصاحبة للبرامج العلمية وخصوصاً والطلاب يحضرون من مناطق مختلفة. ما حدث في مؤتمر جدة هو تحول المؤتمر إلى ما يشبه السوق؛ زحمة في الممرات والأماكن المجاورة للقاعات وخارجها لأن ما بداخلها لم يكن جذاباً بما فيه الكفاية، مع ما صاحب ذلك من سلبيات ليس المجال متاحا للتطرق إليها.

أقدر جهد وزارة التعليم العالي في تشجيع البحث العلمي وتنظيمها لهذا المؤتمر، لكن يجب أن تسارع إلى إيكال المهمة للجامعات بعد تقسيم المؤتمر إلى مؤتمرات يسهل تنظيمها وتطويرها. كما أقدر للوزارة الزخم الذي منحته للمؤتمر ليس فقط إعلامياً بل كذلك بحث مدراء الجامعات ومسؤوليها والأساتذة والطلاب على حضور المؤتمر. لكن مثل هذا السلوك مرهق عملياً ويقود إلى ثغرات تنظيمية كبيرة كما يقود إلى هدر مالي كبير، قد يكون توفيره لدعم بحوث الطلاب بالجامعات أجدى وأنفع.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
مؤتمر طلاب التعليم العالي
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة