Sunday  10/04/2011/2011 Issue 14073

الأحد 06 جمادى الأول 1432  العدد  14073

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هو بلا شكل عصر التواصل السريع.. ومتابعة الأحداث!

خلال الأسبوع الماضي كنت على سفر. ولبضعة أيام انقطعت دون اختيار عن التواصل عبر الشبكة والعالم الافتراضي. لم أحمل معي جهاز الكومبيوتر الخاص. ولم أفتح الإيميل أو الفيسبووك. ولم أقض ساعات في حوارات حضارية حامية أو باردة أو مستنفرة.

أبقيت تحت تصرفي فقط طريقة وحيدة مفتوحة للتواصل هي الجوال. بينما تابعت الأخبار العالمية بعض الشيء من خلال التلفزيون.

أما الجوال فكدت أغلقه أيضا لشدة ما يضايقني سيل الدعايات غير المرحب بها، لولا أنني وأنا على سفر لا أستطيع أن انقطع عن التواصل مع الأقربين أسريا ومهنيا؛ ولا وسيلة غير الجوال تبقيني على قرب افتراضي منهم. وأضطر في سبيل ذلك أن أتحمل إزعاج الدعايات والإعلانات المتطفلة على أجهزة الجوال. رسائل تسويقية ترسل مباشرة من شركة الاتصالات. أو دعايات تعلن عن تخفيضات أسعار، أو مناسبات يرى المرسلون أن لا يجب أن يفوتني الاستفادة منها كتركيب أسنان جديدة، أو تصحيح نظر بطريقة مخترعة, أو افتتاح مطعم أو معرض نظارات أو موقع تجميلي جديد. وكلها مستجدات لا أستطيع الاستفادة منها ؛ إما لأنها سارية المفعول في مواقع بمناطق بعيدة لن أصلها إلا بالطائرة! أو لأنني والحمد لله لا أحتاج الخدمات المسوقة: ما زلت أحتفظ بأسناني ونظري وكل ما يتعلق بي.

وأتساءل كل مرة وأنا أمحو الرسالة كيف ابتليت بهذه المصيبة؟ وكيف وصل هؤلاء المجهولون مني إلى رقم هاتفي؟. ولا أشك أنني لست مستهدفة شخصيا.. بل فقط كرقم من ملايين الأرقام من حملة الهواتف الجوالة.

ويبقى السؤال الأهم معلقا: كيف نستطيع إيقاف هذا الإزعاج المستمر ! وأرجو ممن يعرف الجواب الفعال أن يفيدنا جزاه الله خيرا.

أما التلفزيون فقد فتحته كردة فعل طبيعي لوجودي وحدي في حيز صمت: هو تحصيل حاصل لوجودي في فندق؛ حيث الإنسان الطبيعي لا يستطيع أن يتعايش مع الصمت إلا حين ينام. وفي غرفة بفندق ليس هناك إلا صوت التلفزيون نلجأ إليه هربا من السكون.

المشكلة أنني لست من متابعي البرامج التلفزيونية بأغلب أنواعها: الترفيهية، بين الألعاب والطرب والمسلسلات, أحسها تضيع الوقت الثمين.. وقد يقرفني بعض ما أرى أو أسمع. والبرامج الوعظية لا أستسيغ صيغتها الفوقية ويصرفني عنها معرفتي أن من أرى وأسمع يلعلعون بعلمهم عبر الشاشات وتفاصيل توجيهاتهم خلف المايكروفونات يقولون ما لا يفعلون.. وغالبا يطلبون من المشاهد الغلبان تنفيذ ما لا يلزمون أنفسهم به.

في أحوال نادرة أتابع برامج حوارية حين يلفت نظري إليها أحد من الأصدقاء ويشدني الموضوع. حوارات ثقافية وحوارات مع مختصين في الاقتصاد أو السياسة أو التربية؛ أتفق مع بعض آرائهم وأرفض البعض الآخر.

تبقى الإخبارية وهي عادة الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يستجد رسميا من بيانات وتصريحات وقد تحمل ما يسر ويفرح. ولكن في هذه الأيام العصيبة بالذات لم يعد المفرح متوقعا اعتياديا: لم تعد نشرات الأخبار مشاهدة مستحبة ولا مرجعا موثوقا به، بين تأكيدات الأجهزة الدولية الرسمية وتكذيب هتافات الشوارع.. هذا إذا لم تملؤنا بعض دموية مشاهدها المروعة بكوابيس لا نستطيع مسحها من الذاكرة.

قالت لي صديقة: الحل لتبقي على تواصل أن تنضمي إلى تويتر! رفضت نصيحتها بحزم: لا.. لن أفعل ولا داعي لأن أركض خلف كل مستجد وتعليق. يكفيني صداعا التواصل المؤسساتي!! ولا أحتاج أن أغرق في تيار التويتات الفردي وتعطش الناس الغريب إلى التواصل حتى مع المجاهيل!

ومع هذا لست متأكدة! من يدري.. ربما أغير موقفي غداً!! وفي سبيل متعة الوصول أولا بأول إلى مستجدات الأحداث.. أنسى كل ما ذكرت من مشاكل التواصل.

 

حوار حضاري
مشاكل التواصل
د. ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة