Sunday  10/04/2011/2011 Issue 14073

الأحد 06 جمادى الأول 1432  العدد  14073

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى كان يوم الاحتفاء بالمتفوقين من أوائل الطلاب في محافظة شقراء، وبحفظة كتاب الله تعالى في المحافظة طلاباً وطالبات؛ إنَّه يوم جائزة الجميح الذي يتكرر كل عام شاهداً على إسهام إيجابي من رجال الأعمال في مجتمعهم، ومؤكداً أن المال يكون نعمة حينما يستخدم في مثل هذه المجالات الرائدة.

كان الحفل هذا العام تحت رعاية صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، وبحضور عدد غير قليل من رجال العلم والأدب والأعمال من داخل شقراء وخارجها.

إن جائزة الجميح للتفوق العلمي وتكريم حفظة القرآن الكريم في محافظة شقراء جائزة معروفة تتحدث عنها بعض الصحف كل عام، ولكن حجمها الحقيقي لا يظهر جلياً إلا لمن يحضر ويشارك، ويرى الأثر الكبير لهذه الجائزة ومهرجانها السنوي في نفوس الناس من الأجيال الصاعدة، وآبائهم، ويلمس عن قرب عمق الإحساس بالسعادة والرضا عن هذه الجائزة التي يسهم بها من أنعم الله عليهم بما شاء من زينة الحياة الدنيا، في بناء مجتمعهم الخاص، ودعم بلادهم التي فيها ولدوا ودرجوا، ومنها إلى آفاق التجارة الواسعة خرجوا.

هذا ما حدث لي بعد أن شاركت -هذا العام- في هذا المهرجان العلمي الكبير، فقد هاتفني الأخ الكريم الصديق العزيز فضيلة د. إبراهيم بن محمد أبو عباه، موضحاً رغبة أصحاب الجائزة في دعوتي إليها والمشاركة في حفلها السنوي، كما حدثني في الشأن نفسه أخي الكريم الصديق العزيز فضيلة د. محمد الفاضل، ثم هاتفني بعد ذلك الشيخ حمد بن عبدالعزيز الجميح، متحدثاً إليَّ برغبته الصادقة في هذه المشاركة، موجهاً إليَّ الدعوة بصورة مباشرة، متحدثاً بكلام جميل عن اعتزاز أسرة الجميح بهذا العمل الممتاز، شاكراً الله عز وجل الذي وفقهم لهذا العمل ونظائره من أعمال الخير.

هناك في شقراء كان اللقاء بكوكبة من الأفاضل في إحدى صالات النادي الرياض في شقراء، حيث بدأ المهرجان بفقرات منوعة، وكلمات لأصحاب الجائزة ألقاها نيابة عنهم الشيخ حمد بن عبدالعزيز الجميح وكلمة لأمين عام الجائزة الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز العيد، وللطلاب المتفوقين ألقاها نيابة عنهم الطالب معاذ بن إبراهيم الحجي، وكلمة لراعي الحفل الأمير سلطان بن محمد، مع تلاوات للقرآن الكريم لعددٍ من الطلاب الحائزين على الجائزة وهم: سعود بن عبدالرحمن الرويس، ونواف بن عبدالحكيم المقحم، وعبدالله بن عابد المطيري، وقدَّم عدد من المنشدين من طلاب جمعية تحفيظ القرآن الكريم وطلاب ثانوية «مرات» فقرة إنشادية مسرحية، فيها ربط واضح مؤثر بين ماضي التعليم في المنطقة وحاضره، يظهر من خلاله تطور التعليم ووسائله بصورة مذهلة تثير الإعجاب، وتدفعنا إلى مضاعفة الشكر لله عز وجل الذي منَّ بهذا الفضل، وأنعم بهذه النعمة.

إن ما يميز بلادنا الغالية ارتباط تاريخها بأعظم حدث شهدته الأرض، ورآه البشر، إنه حدث بزوغ فجر الإسلام الذي انطلق نوره الهادي من مكة المكرمة لتمتد خيوط نوره إلى آفاق الجزيرة العربية، ومنها إلى آفاق الدنيا بطولها وعرضها، ولهذا فإن كلَّ بقعة في هذه البلاد تكاد تذكرنا بموقفٍ من مواقف التاريخ الإسلامي، أما مواقف العرب -قبل الإسلام- فإنها مرتبطة بكل جبل وسهلٍ ومنخفضٍ ومرتفع من هذه الجزيرة العربية العريقة.

ولهذا تواردت إلى نفسي صور تاريخية لإقليم الوشم لم أستطع مقاومتها وأنا أجمع خيوط أبيات قصيدة ألقيتها في هذه المناسبة المباركة. فلقد شعرت أن التاريخ يفتح أمامي أبوابه الفسيحة، ويأخذني في رحلة ماتعة إلى واحاته وقلاعه الكبيرة.

تحية إلى آل الجميح الذين يتيحون لمحبي العلم والمعرفة لقاءً مميزاً في هذه المناسبة الطيبة كل عام، وجزاهم الله خيراً على هذا الإسهام المبارك في خدمة وطنهم ومجتمعهم، ويا له من إسهام يستحق أن يُعنى به كلُّ ذي مقدرة من رجال المال والاقتصاد.

وتحية إلى صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد الذي قدَّر في كلمته هذا العمل الجليل، وتحدث عن علاقة وطيدة مع أسرة الجميح بعيدة عن أي عمل من أعمال التجارة والاقتصاد، تحية له لأنه تحدث عن عظمة ديننا الإسلامي الذي اتخذته هذه الدولة منهجاً ودستوراً مؤكداً أن مكانة هذه البلاد في نفوس المسلمين إنما هي -في المقام الأول- مكانة دينية إسلامية، وأن هذا الكيان قام على شريعة الإسلام وسيظلُّ قائماً عليها، وكفى بها ميزة عظيمة نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الثبات عليها إلى أن نلقاه، وتحية إلى كل من أسهم في التنسيق لهذا المهرجان، وإلى كل من شارك فيه.

إشارة:

تتهادى القصيدة العصماء

حين تبدو أمامها شقراءُ

 

دفق قلم
يوم التفوُّق في شقراء
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة