Monday  11/04/2011/2011 Issue 14074

الأثنين 07 جمادى الأول 1432  العدد  14074

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إنه زمنه بامتياز, لا شيء أكثر شهرة منه.. ادخل فصلا ً دراسيا ً أو نادياً رياضياً، أو سوقاً، أو مقهى، أو مسجداً ستجد ذلك الجهاز الأسود الصغير الذي اسمه البلاك بيري.

أصبح جزءاً أساسيا ً في حياة كثير من الناس، إنه ببساطة شيء لا يمكن الاستغناء عنه, فهو بالنسبة للعديد منا ليس مجرد جهاز نحمله معنا في الأماكن المختلفة، بل مجموعة أصدقاء وأقارب وأهل يرافقوننا في حلّنا وترحالنا. يذهبون معنا للجامعة أو للعمل، للسوق وللمطعم، بل حتى حين نسافر فهم يسافرون معنا نحملهم في حقائبنا، فهو أصبح الناقل الرسمي لكل ما يدور في حياتنا من أحداث وحياة كل «البلاك بيريون» كما أحب أن أسميهم, فإن شعرت بالحزن أو الفرح، بلذة النجاح أو خيبة الفشل، بالممل أو ربما المتعة فكل من في قائمتك يشاركونك ذلك، بل إنهم أحياناً لا يعرفون حالتك المزاجية فحسب، بل حالتك الصحية وحياتك الاجتماعية بكل ما فيها من تفاصيل، لقاءات، حفلات، صداقات جديدة..إلخ.

أذكر مرة موفقاً طريفاً حصل لإحدى الصديقات حين عادت من رحلة سياحية خارج المملكة وبدأت تتحدث عن الأماكن والمناظر والأحداث التي حصلت معها خلال الرحلة, في حين كان جميع الحضور على علم بكل ما عاشته من أحداث، ورأته من مناظر فلم تأت صديقتهم بجديد حين فكرت لوهلة أن تروي لهم تفاصيل رحلتها فقد تابعوا كل ذلك عبر تحديثاتها المستمرة عبر هذا العالم الجديد.

لقد تحول البلاك بيري من مجرد جهاز محمول إلى ثقافة مجتمع وشعب، يفهم هذه الثقافة الحديثة ويتقن لغتها, فأصبح كل فرد في هذا العالم الافتراضي يشعر بأهميته وكيانه الخاص، فمجرد امتلاكك أحد هذه الأجهزة الحديثة فإنك تلقائياً أصبحت مجبرا ًعلى تحديث معلوماته، والتقاط صور أكثر له وللأشياء التي تدور من حوله، ويعلق على الأحداث ويتفاعل معها، بل يصبح جزءاً منها.

شخصياً أتردد أحياناً في المشاركة وإرسال إفرازات الحدث من إشاعات وكوميديا سوداء وآراء ساخنة، ولكن التدفق الاجتماعي داخل هذا العالم يجبرني على المشاركة، ويغريني أحياناً لقول ولو شيئاً بسيطاً.

لقد أوجد البلاك بيري نوعاً جديداً من التفاعل والتواصل الإنساني بين البشر، ولكن بالمقابل ألغى هذا النوع الجديد من الاتصال الشكل الطبيعي الفطري للتواصل بالوجه والعين والجسد، فأصبح أفراد هذا العالم يهنئون ويعزون بعضهم عبره ويدعون ويخاصمون ويصالحون بعضهم البعض من خلاله، وقد تشاهد منظراً بات مألوفاً لدى كثير من الناس وهو انشغال غالبية الحضور بهواتفهم كل دقيقة ليتأكّدوا أنهم لم يغفلوا رسالة أو بريداً إلكترونياً، وقد يشيح عنك أحدهم فجأة وسط نقاش عميق دون استئذان (ليشيك) على آخر الأخبار والرسائل التي وردته عبر «ماسنجر» البلاك بيري.

من الطرائف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدَّم خدمة عظيمة لهذه الشركة، وساهم في تسويق هواتفها دون أن يعلم بذلك, فلقد التقطته عدسة أحد المصوريين دون أن ينتبه وهو خارج من البيت الأبيض حاملاً جهاز بلاك بيري بيده لترتفع حصة الجهاز من سوق الهواتف المتحركة في الولايات المتحدة وحدها إلى نسبة 54% بحسب مجلة فوربشن.

لقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في بريطانيا على مجموعة من الموظفين إلى أن البلاك بيريون يعملون عشر ساعات إضافية في الأسبوع دون أن يعلموا بذلك، وبعضهم يرسل قرابة 500 رسالة نصية ورسالة ماسنجر وبريد إلكتروني يومياً، حيث قال معظم الذين شملتهم الدراسة أنهم أصبحوا عبيداً لهواتفهم المحمولة، وأنهم ينامون وأجهزة البلاك بيري الخاصة بهم أقرب إلى وسادتهم من زوجاتهم.

ألم أقل لكم إنه عالم عجيب وساحر؟! وله بالطبع سلبياته التي يمارسها سكان هذا العالم ومدمنوه، ولكننا نستطيع تجاوزها بقليل من الحكمة والسيطرة على الذات.

والآن وداعاً سأرسل ذلك المقال لقائمتي في البلاك بيري وأتلقى الرسائل والتعليقات عبر الخدمة التي وفرتها جريدة الجزيرة للبلاك بيريين.. إلى اللقاء.

 

ربيع الكلمة
البلاك بيريون!
لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة