Monday  11/04/2011/2011 Issue 14074

الأثنين 07 جمادى الأول 1432  العدد  14074

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حينما كانت الرسائل ورقية تكتب بعفوية ويقبل الناس على قراءتها بمتعة وفائدة، لأن فيها لغة الخطاب الصادق والولع المدهش في الرد، لتجد من يقطع مسافات طويلة من أجل أن يعثر على من يقرأ تلك الرسائل الواصلة إليه بعد عناء، فلا بد له أن يرد عليها إلا أنه يواجه معضلة حقيقية في كيفية الرد حينما يتيقن أن من حوله لا يجيد الكتابة رغم أن القلة منهم يحاولون القراءة أو (فك الخط) - كما يقال -.

أما الرسائل الحديثة جدا فهي ثورة تنوعت فيها الوسائل وتشعبت من خلالها القصديات، إذ إن الجميع يتبادلون هذه الرسائل ويتداولونها حتى وإن كانوا في بيت واحد، أو أسرة أو أقرباء، وربما يتبادلونها في أي مجلس، ليرسل من في طرفه أي معلومة أو طرفة لمن بطرفه الآخر!

هناك رسائل ترد عبر الهاتف لا يمكن أن يُرَدَّ عليها ربما لغرابتها على نحو: «مبروك كسبت مليون!!» ويأتي الاستدراك الباهت:- لكن عليك أن تحل اللغز التالي: (كم سن في فك التمساح الإفريقي؟!، أو كم شعرة في جلد النمر الجبلي؟!) وما إلا تلك الرسائل التي لا طعم لها أو لون.

حتى الرسائل التي تحمل بعض الصيغ المالية تأتي مربكة ومحيرة، فحينما يكون هناك خطأ ما فعليك أن تتحمله والرسالة النصية هي الوثيقة المعتبرة، أما وإن جادل المتضرر هذه الجهات وحشرهم في الزاوية فسيقولون:- خطأ في «السستم» يا الحبيب.. فكم شنفت أذاننا ادعاءات أعطال «السستم» هذا؟!

أحدث الرسائل هي وصايا «الدفاع المدني» التي تشبه وصايا كبار السن «الشياب» عن أهمية غلق اسطوانة الغاز وقفل الأبواب وخطر الفحم والابتعاد عن المستنقعات والبرك وما على تلك الوصايا المكررة.

أما رسائل الوعظ الجاهز والمعلب فحدث ولا حرج، إذ ستكون بين كم هائل من الدعاء ولفت الانتباه لأمر الآخرة ومن ثم توجيه اهتمامك إلى أرقام تفسير الأحلام والنصائح السريعة.

وأقوى هذه الرسائل وأشدها ردحاً هي الرسائل المتأرجحة بين الأرض والسماء من خلال الشراكة المثيرة بين شركات الطيران والاتصالات، حينما يعلن ملاحو الرحلة على متن أي طائرة: بأنه لا بأس من فتح الهواتف وإجراء المكالمات واستخدام الرسائل النصية، لتكتشف في هذه الدعوة للاتصال وأنت فوق الغيم بأن تكلفة الدقيقة الواحدة باهظ جداً، كذلك مقابل الرسالة يكون أضعافاً مضاعفة، رغم أن المتخصصين في شؤون الطيران يؤكدون على أن خطورة الاتصال أثناء الطيران لا تزال قائمة رغم الدعوة والتحفيز لإجراء الاتصالات وبث الرسائل النصية التي يأتي جلها فارغ ولا معنى له.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
ردح الرسائل
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة