Tuesday  12/04/2011/2011 Issue 14075

الثلاثاء 08 جمادى الأول 1432  العدد  14075

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هكذا يعرف سعادة الشيخ علي بن محمد الجميعة نفسه حين يُسأل عن بطاقته الشخصية، وهو بحق مثل رائع للمواطن السعودي الذي يجمع بين «الوطنية «و»المواطنة»، فحديثه عن الوطن دائماً وفي كل مناسبة خاصة أو عامة حديث العاشق الذي يتغنى بمحبوبته، يذكرك حين تجالسه بما كانت عليه هذه الديار من سلب ونهب وفساد وإفساد وكيف بدل الله حالها على يد المؤسس الباني جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن معه من الرجال إلى أرض حب وسلام وأمن ووئام فهو كما يقول «من أحفاد هذا الجيل»، يبصرك هذا الرجل بواجباتك حتى تكون بتوفيق من الله جندياً من جنود الوطن الذين بهم بعد الله حماية النعم من الزوال وضمان عدم تبدل الأحوال، وعودة الخمس الثقال «الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات»، تشعر حين تجالسه بمقدار تقصيرك وضعف همتك وفتور عزيمتك وقصر نظرك، فأنت مع رجل من بين سماته وخصائصه التي أعرفه عنه جيداً أنه يطيل التفكير ويحسن عبادة التفكر بملكوت الله ومخلوقاته، ويجيد فن قراءة التاريخ واستخلاص الدروس والعبر التي بها تتعزز عند الإنسان وطنيته وتقوي جذوة الحب في قلبه وتتقد مشاعره فيعبر عنها قولاً أو قصيداً أو حتى عرضة ونشيداً.. هذا عن الوطنية في شخصية أبا فهد أما عن المواطنة فهو بصدق أنموذج متميز للمواطن الصالح بكل ما تحمله الكلمة من دلالات ومفاهيم، ولعل من أبرز الشواهد على هذا:

- العرائض التي يكتبها بين الفينة والأخرى لولي الأمر وصناع القرار، التي هي بإيجاز رؤية شخصية لموضوع وطني جاثم وملح، مبنية على أرقام وتحليل، ومدعمة بالبرهان والدليل، ولي مع هذه العرائض قراءة تحليلية في مستقبل الأيام بإذن الله.

- تعدد الأنشطة التنموية، إذ إن لعلي الجميعة صلة وثيقة بصناعة السياحة المحلية وتعزيز وجودها في مناطق المملكة المختلفة، كما أن له صلة بالصناعة والتجارة، وسبق أن عمل بالإنشاءات، وإن كان نشاطه الأساس منذ ثلاثين عاماً وما زال الزراعة التي يدافع عنها ويكافح وينافح إيماناً منه وقناعة جازمة بأنها الطريق الصحيح لضمان تنمية مجتمعية مستدامة، وهي الباب الذي يمكن من خلاله القضاء على البطالة وتحقيق التشغيل الكامل للطاقة الشابة في المجتمع، وتعزيز وجودنا العالمي والقفز إلى منطقة التأثير الأقوى في حركة التجارة الدولية في عصر العولمة الجديد.

- تعدد مناطق أعماله، وكما قال هو عن نفسه «حدود المملكة حدودي»، ولذا فهو في الجنوب والمنطقة الغربية وكذا الشرقية والرياض وله نشاط في الشمال خاصة حائل التي هي مكان ميلاده، وليس له أعمال أو أموال خارج المملكة!!.

- دعمه لكثير من المشاريع الشبابية والعلمية والخيرية والزراعية والإيوائية والتوعوية والتدريبية والطبية والإعلامية والإنسانية وهو مشارك وبقوة حين الاحتفال في المناسبات الوطنية، ولما أعرفه عن هذا الرجل الخير من رغبته بعدم ذكر شيء من هذه الأعمال أكتفي بهذه الإشارة السريعة إلى بعض المجالات التي أعرفها وقد يغيب عني غيرها كثير.

- تسخيره نفسه وجاهه وماله ووقته ومزارعه وعلاقاته بل حتى أولاده لتقديم خدمة وطنية أو المشاركة في منجز حضاري نهضوي تنموي منشود، ولعل من آخر الشواهد على ذلك ملتقى الخطة الزراعي الثامن وفعاليات المؤتمر الدولي الرابع للجمعية السعودية للعلوم الزراعية «الزراعة والتنمية الريفية» التي شرفت وفي مثل كل عام برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل واحتضنتها نهاية الأسبوع الماضي مزرعة المسرّة بمدينة الخطة.

نعم الكثير منا يكتفي بواحدة من هذه الخمس وربما كان ممن يشغلون وظيفة حكومية يتقاضى على ما يقوم به من جهد وطني راتب شهري ومع ذلك حقه حين يحسن العمل ويخلص في العطاء أن نفخر نحن بمنجزه ونمتدح مواطنته فكيف بمن سخر كل شيء من أجل تنفيذ ونجاح عمل وطني متميز وفعال، ولم يكتف هو بدور الموجه أو حتى المتفرج بل تجده في الميدان مع أول المخططين وفي طليعة المستقبلين ومن بين المنظمين وعلى رأس المودعين!!، يكسو هذه المواطنة ويزين هذا العطاء ويجمل هذا الجهد دماثة في الخلق وإحسان حين البذل وتواضع يخجلك وكرم يسربلك علاوة على القول الحسن والكلام الطيب وذكر الله الدائم والشعور بالتقصير إزاء عطاء الله المدرار قبل وبعد الفعل الجميل.

بصدق أفتخر بأنني أعرف هذا الرجل الأشم وأفاخر به في كل مناسبة ولا أملك لسعادة الشيخ علي بن محمد الجميعة إلا الدعاء الصادق من قلب محب فهو عنوان جميل من عناوين المواطنة الصالحة في وطن الخير والبذل والوفاء ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
علي الجميعة «مواطن سعودي»
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة