Thursday  14/04/2011/2011 Issue 14077

الخميس 10 جمادى الأول 1432  العدد  14077

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وافق يوم الاثنين11-4-2011م اليوم العالمي لمرض باركنسون Parkinson›s Disease وسمي هذا المرض باسم الطبيب الإنجليزي جيمس باركنسون الذي اكتشفه، ويُصنّف هذا المرض بأنه خلل ضمن مجموعة اضطرابات النظام الحركي، وينشأ عن موت الخلية العصبية ونفاد الناقل العصبي (الدوبامين) في منطقة صغيرة من المخ تعد ضرورية للحركة السلسة الطبيعية.

وفي الوقت الذي تبدأ فيه أعراض مرض باركنسون في الظهور، يكون نصف عدد الخلايا المنتجة للدوبامين على الأقل قد ماتت. وكلما مات المزيد من الخلايا ساءت الأعراض أكثر، ويكون أكثر انتشارا بعد سن الخامسة والخمسين، ونادرا ما يحدث لدى من هم دون سن الثلاثين، ويصيب الرجال والنساء بنسب متساوية.

ومريض باركنسون أو الشلل الرعاش يشعر بالعجز والانكسار، حيث تتسم حالته بحركات لا إرادية أو رعشات متيبسة أو بطيئة تحدث في الذراع أو الساق في وضع السكون. ومن أعراضه‏ الخمول وفتور الهمة، والرعشة، أو السقوط مرات متكررة دون سبب. وقد يحدث الشلل الرعاش نتيجة لأشياء أخرى غير مرض باركنسون، مثل الآثار الجانبية لبعض العقاقير، أو العدوى الفيروسية أو التسمم بالمعادن. وتزداد الحالة سوءا حين تصل للتيبس وبطء الحركة وتثاقلها. ومن ثم يبدأ التوتر الذي يحدث ألماً في ‏الظهر والعنق والأكتاف والصدغين والصدر. وتثاقل الحركة يبطئ في المشي والخطوات، فتبدو طريقة السير مصحوبة بانحناءة محدودبة للأمام، وتكون خطوات المصابين قصيرة وغير منتظمة، وعادة يكون لديهم صعوبة في الأكل وتناول الوجبات فيصبح البلع بطيئا وكذلك حركة الأمعاء كسولة فيصابون بالإمساك. كما يبدو الوجه أقل تعبيرا حيث تختفي الابتسامة وتقل البشاشة لأن عضلات وجوههم لا تسمح لهم بذلك، ويلاحظ أن نغمة كلام المصابين لا تتغير، ونبرة الصوت واحدة برغم تغير الحدث! ويعود ذلك لصلابة وتيبس عضلات الصدر لعدم دخول كمية كافية من الهواء، كما تكون حركات العين ثقيلة أثناء الفتح والإغماض وهو ما يؤدي بدوره للجفاف والرمد، وتظهر لدى البعض بوادر فقدان للوظائف العقلية وتزداد لديهم الخيالات الحسية من شعور وهمي بالبرد أو الحرارة مما يسبب لهم الضيق. ويصاب حوالي 70% منهم باضطرابات النوم، ويغدو كثير من المصابين بالمرض فجأة أشبه بالمتجمدين دون مشاعر ظاهرة رغم وجودها.

وما يؤلم؛ تضاؤل الأمل في الشفاء من مرض باركنسون، رغم أن الأدوية والجراحة قد يكونان مفيدين لتغذية خلايا المخ، ولكن لفترة محدودة لا تزيد عن خمس سنوات، بينما يأمل الأطباء بنهج أساليب جراحية تتضمن وضع أسلاك في مناطق محددة من المخ ‏وتنشيطها بتيار كهربائي ضعيف. وتجرى الأبحاث حاليا لدراسة ‏إمكانية نقل خلايا إلى المخ من المادة السوداء ‏لأجنة أجهضتها أمهاتها أو من الغدة الكظرية للشخص نفسه. وهذه الخلايا المنقولة تقوم بتصنيع كمية كافية ‏من الدوبامين، ولو لفترة قصيرة قد تؤدي لتحسين الأعراض لدى بعض المصابين.

ورغم وجود هذا المرض الكئيب وصعوبته على المريض وأسرته؛ إلا أن وزارة الصحة لا تمنح المصابين اهتماما وعناية خاصة، كما لا ينال مرضى الشلل الرعاش رعاية من لدن وزارة الشؤون الاجتماعية أسوة ببعض الأمراض المشابهة.

ويجدر بتلكما الوزارتين السعي للتخفيف من حالة الانكسار لدى هؤلاء المرضى بعد حياة حافلة بالحيوية والنشاط، وذلك بتحسين المستوى الصحي والنفسي والمعيشي لهم عبر وسائل العلاج والأجهزة المساندة، وإقرار برامج العناية المنزلية كالعلاج الطبيعي والمساج وبرامج النطق والتخاطب واضطراب النوم والتغذية وغيرها. كما يحسن إبداء الدعم النفسي والمساعدة والمشورة والتثقيف لهم ولأسرهم من خلال إنشاء جمعيات خيرية مدعومة حكومياً.

rogaia143@hotmail.com - www.rogaia.net
 

المنشود
مرضى باركنسون.. والانكسار!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة