Sunday  17/04/2011/2011 Issue 14080

الأحد 13 جمادى الأول 1432  العدد  14080

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إن تضخم وتشعب التعليم جعل وزارة التربية مهمومة اليوم بنشر وتشغيل التعليم أكثر من اهتمامها بتطوير التعليم، فأصبح نشر وتشغيل التعليم فرض وتطويره نافلة. وطالما الحديث عن تطوير التعليم دعونا نسأل، من أين نبدأ تطوير تعليمنا؟. قد يقول قائل دعونا نغدق الأموال على التعليم، ولهؤلاء نقول إن التعليم لا يتطور بمجرد أن نرمي عليه أكياس من النقود، فتجربتنا مع الطفرات المالية تؤكد ذلك.

وقد يقول قائل دعونا نبدأ ببناء مناهج حديثة، ولهؤلاء نقول لقد طورنا مناهجنا (شكليا) بعدد من المرات يفوق عدد زواجات الممثلة الراحلة إليزابيث تايلور ولكننا بقينا مكانك سر، ثم ما الفائدة من تطوير المناهج إذا لم نجد من يقوم بتنفيذها وتقديمها للطلاب بصورة أمينة وجادة، وقد يقول قائل دعونا إذن نبدأ ببناء مدارس عصرية، ولهؤلاء نقول إن كثيراً من الدراسات تبين أنه إذا توفر في المدرسة حد أدنى من التجهيزات المعملية، وتوفر لكل طفل مساحة كافية للعمل فالباقي من المبنى مجرد مساحيق تجميلية. وقد يقول قائل دعونا إذن نبدأ بتطوير أداء المعلمين، ولهؤلاء نقول كيف نطور أداء من وجدوا أنفسهم يلتحقون بمهنة لا يحبونها أصلا، ودون أن يخضع اختيارهم وإعدادهم لأرقى المعايير المهنية.

من أين نبدأ التطوير إذن، التطوير الحقيقي للتعليم يبدأ باختيار دقيق لقيادات تعليمية عليا تدرك طبيعة التحديات المعاصرة وتعمل وفق رؤية وطنية واعدة وواضحة، مع إخضاعهم لآليات تقويم ومحاسبة محددة، وتقديم الدعم السياسي لهم، بغير ذلك سيبقى الحديث عن تطوير التعليم مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي.

 

تعليم 21
من أين نبدأ تطوير تعليمنا
د. عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة