Monday  18/04/2011/2011 Issue 14081

الأثنين 14 جمادى الأول 1432  العدد  14081

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

إحساس مبهج وفرحة خجول وشعور بأن هناك تغييرًا ما في تلفزيوننا العزيز الذي تتشابه قنواته رغم اختلاف المسميات والتوجهات التي أنشئت من أجلها هذه القناة أو تلك، والشواهد كثيرة ومتعددة ولهذا الموضوع موضوع التشابه يتوجب علي أن أفرد له زاوية كاملة. أعود إلى الإحساس المبهج الذي غمرني حينما شاهدت حلقة تم بثها الأسبوع المنصرم من قرية وجزيرة قماح وهي واحدة من الجزر الكثيرة التابعة لفرسان هذا الأرخبيل الذي تأخرنا طويلاً في اكتشافه والاقتراب من أهل تلك الجزيرة شبه المقطوعة الذين يعانون من هذا الإهمال المتكرر من عدة وزارات لعل في مقدمتها الصحة والتعليم والنقل والزراعة التي أشك وبدون مبالغة في أن يعرف أصحاب السمو والمعالي جزيرة قماح أو أن هناك بصيص أمل للتخطيط لتطويرها وربطها بالجزيرة الأم - فرسان - وصدقت تلك المرأة العجوز بكل عفوية ومباشرة وكأنها تضع المعاناة بين يدي قائد هذا الوطن حين قالت: لو عرف الملك عبدالله ما رضي بما نحن نعانيه، بقدر الشكر الذي أسوقه لوزارة الثقافة والإعلام على بثها مثل هذه المعاناة للكثير من أمثال هذه القرية، والجرأة في طرح أمثال هذه المواضيع التي تؤكد أن ليس كل شيء على ما يرام كما هو المعتاد بل إن المذيع الشاب - ناصر حبتر - كشف الوجه الآخر للحقيقة أليس من المرعب حقًا أن يثبت طبيًا أن الشرب من مياه الآبار في تلك الجزيرة له خطورته على الإنسان والحيوان، وكأني بهذا المسؤول يقول لأهل تلك الجزيرة والتي هي جزء عزيز من هذا الوطن الذي يحمله قلب عبدالله كأني به يقول: اشربوا من البحر. هذا الكلام ليس رمزًا في قصيدة حديثة لكنه حديث صادم يجري على ألسنة هؤلاء السكان المحرومين من العلم الكامل والصحة الكاملة ووسائل المواصلات، ولكن مع الأسف المرير فإن مجلدات الخطط الخمسية لم تشر إلى قرية قماح ولو بسطر واحد ولو على سبيل جبر الخاطر، أنا على يقين بأن سمو أمير منطقة جازان وما عرف عنه من تحمل للمسؤولية إن هو شاهد برنامج - لماذا - والذي يعرض الحقيقة بدون رتوش وأصباغ كاذبة أو قرأ هذه المقالة لن يقف مكتوف الأيدي ولن يقول لأهالي - قماح -: اشربوا البحر.



 

لذاكرة الوطن
اشربوا من البحر!
محمد علوان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة