Monday  25/04/2011/2011 Issue 14088

الأثنين 21 جمادى الأول 1432  العدد  14088

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

من الذي يملك القدرة على التغيير؟ ومن الذي يملك القدرة على التوقع؟ ومن الذي في النهاية يمتلك القدرة على اتخاذ القرار؟ لن أقول في هذه اللحظة..

القرار المناسب؛ لأن هذا المصطلح لا يحدث إلا في حالة الركود والاستسلام من جميع الأطراف، وأعني بها الحكومات والشعوب، وليس هذا من قبيل الصدفة أو الخيال المحض الذي طالما اتهم به الكتاب، لأن التلفزيونات والتقنية الجديدة في الإعلام سهلت وصول المعلومة إلى الناس عبر هذه الشاشة، أو تلك وعبر هذه المحطة أو تلك، تغيرت المعلومة التي كان يتحكم بها الوزير أو الحاكم، وهو أشبه ما يكون بمن يحمل شفرة الحياة أو الموت، ثم يباهي بها ليمرر ما يرغب دون محاسبة أو مساءلة، لكن هذه اللعبة انتهت بفعل هذا الزمن الجميل، زمن المعلومة المتاحة وليست المعلومة المجانية، لأن مصطلح المعلومة المجانية إهانة لهذا الكشف الرائع الذي أبدعه العلم وسحب من صاحب القرار فكرة التحكم والسيطرة باعتباره يملك المعلومة دون سواه.

نحن الآن أمام عصر الثورة، عصر التغيير، عصر اللاتوقع؛ فأنت الآن في العراء، نحن جميعا في الهواء الطلق، حكومات وشعوباً، رغم أن الحكومات أو لنقل معظمها لازالت في البيوت المحمية التي صنعتها لا لحماية الفكرة أو اتخاذ القرار ولكنها صنعتها لحماية متخذ القرار، ومن هم في الدائرة أو ضمنها أو حتى في الهامش، وعندما لطمت تلك التونسية وهي تحمل في داخلها هاجس السلطة أو هامس السلطة وجه «البوعزيزي» لم تفكر ولو للحظة أن تلك اللحظة الإنسانية والتي راهنت على الكثير من الصبر والإذعان رغبة حثيثة في أن يكون الحاكم أكثر إنسانية وصدقا، لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث، عند هذه اللحظة، صادف أن مات «البوعزيزي» أكثر من مرة، مرة حين كان جائعاً وصامتاً ومهاناً، ومرة حين كان يضرب على وجهه لأنه اقترف الفقر والجوع، ومرة حين مات وهو يحيي الناس ويشعل الثورات، لم يعد المشهد خاصاً وحصرياً، وتخدم السلطات في إعادة البث وتزيين الكلمات، أصبحنا ولله الحمد والمنة في الهواء الطلق، نحن والحكومات أصبحنا في الهواء الطلق، لم يعد هناك الستر الذي كنا نعرضه بالقوة والمنع، تطورت المعلومة لتنزع ورقة التوت، ويقينا أن هذه المرأة التونسية التي لطمت «البوعزيزي» هي بشكل أو بآخر جزء من هذه التراجيديا التي تثبت أن الشعوب إذا وصلت إلى مراحل الجوع والإهانة والبكاء، فإن هذا الصمت سوف يتحول إلى هتاف مزلزل؛ وهذا الذي حدث ويحدث الآن في مصر الجديدة وفي اليمن الجديدة وفي تونس الجديدة وفي سوريا الجديدة، أعتقد أن الشعوب لها حزنها الذي ينفجر بمقدار حجمها أو لنقل بمقدار حجم الظلم الذي يطالها...

اللهم أمّنا في أوطاننا، وأن نعرف أن هذا الوطن يستحق الحب.

 

لذاكرة الوطن
مصر الجديدة.. وأخواتها!!
محمد علوان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة