Wednesday  27/04/2011/2011 Issue 14090

الاربعاء 23 جمادى الأول 1432  العدد  14090

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

سليمان الصالح العناز طال عمره فحسن

رجوع

 

هاهو الشيخ الوقور الزاهد التقي النقي سليمان الصالح العناز يحط رحاله ويدع الدنيا رجاء الجنة وموعودها.

مائة عام وتزيد: وهو يدفع الدنيا دفعاً ويصد عنها صدوداً غادر الدنيا وهو لم يسكنها. لم يسكنها بقلبه ولم يلتفت إليها. بل جعلها مركباً يعبر بها إلى التي من أجلها خلق (وللآخرة خير لك من الأولى).

مائة عام وتزيد: وهو يسرع السير ويسابق الخطى. فكان يسابق عمرا ابتغاء الراحة الموعود بها.

مائة عام وتزيد: أدرك حلو الدنيا وحلوها وحسنها وسيئها وآلامها وآمالها. فأخذ منها ما يقربه وترك منها ما يباعده. ربما صفت الدنيا له فعكر صفوفها حتى لا تراه. وتكدرت ففرح يكدرها حتى تصفو له الآخرة.

مائة عام وتزيد: يحث السير ليدرك المسير فسبق من قبله ولم يلحق به من بعده (والسابقون السابقون أولئك المقربون).

مائة عام وتزيد: أدركته في أواخرها وهو يجلس في تلك الصالة الممتدة وبما لا تكاد تراه واضعاً يده على ناصيته يتذكر العلماء السابقين ويترحم عليهم فيذكر ويتذكر. عمر بن سليم وعبدالله بن حميد وصالح السكيتي. فيثني عليهم ويذكر مآثرهم وما نفع الله بهم ويطول صمته بين ذكرهم ودعائه لهم حتى تشعر أنه وضع قلبه بينهم فكان هو الذي يتذكرهم وربما يذكر العلماء والإخوان عنده فيفرح بذكرهم ويقاسمك الحديث عنهم والدعاء لهم حتى إنه لتبرق أسارير وجهه إذا جلس في مجلس علم في مسجد أو بيت.

ويفرح حتى يخيل إليك أنه في جنة عاجلة حقاً إنه في روضة من رياض الجنة. فأسأل الله كما أذاقه حب العلم ومجالس الذكر في الدنيا أن يذيقه برد عفوه ويسكنه روضة جنته.

مائة عام أو تزيد: وهو.. هو فما استكان. ولم يغير أو يبدل صلاته وقيامه وقراءته وصلته لرحمه حتى أعياه التعب.

مائة عام وتزيد: أشرب في قلبه حب العلم والعلماء فكان يزاهمهم بالركب ويركض إليهم ركضاً في كل مسجد وفي كل وقت فرحاً بما منَّ الله عليه من حب الكتاب والسنة وربما استمع أكثر من قراءته يغالب تعبه وعمره المديد بين مسجد ومجلس علم تغيب شمس اليوم ليستقبل ليله بعبادة أخرى فراح عمره بين عبادة وأختها.

مائة عام وتزيد: كان حسن السمت ملازماً للصمت. صمته أكثر من قوله ليدرك السلامة من آفة اللسان.

أسأل الله أن يجعله في عليين ويلحقه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أحمد بن صالح السكيتي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة