Thursday  28/04/2011/2011 Issue 14091

الخميس 24 جمادى الأول 1432  العدد  14091

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

حسُن حَسَّان

رجوع

 

إن قلت إنه غير مبال فأنت على حق لكنك تجانب الصواب إذا عممت هذه الحقيقة في شخصيته، فقد كان يبدو كذلك، بيد أن المبالاة كانت حافزه نحو عدمها حينما افتقدها الآخرون، فظللت في ذاته حبيسة الرغبة فقط لا تبرح قلبه الكبير الذي لا يحمل حقداً ولا ضغينة على أحد.

عاش حسان حياة تبدو هامشية بسيطة لكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك.. أو كما يظنها الآخرون، فهي حياة ملتصقة بعالم الطبيعة حينما نأى عنه عالم الناس.. أحب الطيور والحمام - بصفة خاصة - وكان لا ينتقل من بيت لآخر إلا وبرج الحمام معه، يعرف حياته وكيفية مزاجه وماذا يأكل ويشرب ومتى يصحو وينام ويسمع هديله ويطرب له.. وربما يأنس لذلك أشد الأنس.. يعرف أنواعه كلها وأسعاره، فهو خبير به.

عمل حسان مهندساً في سلاح الدفاع الجوي وتقاعد برتبة رئيس رقباء فني وكان يحمد الله ويشكره على الدوام.. كان دائم الشكر على كل الأحوال.. كانت المشكلة عنده يقول عنها بتعبيره الخاص: (لا مشكلة) وهي مشكلة بالفعل!! وأحسب أن قول الله عز جل: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (7) سورة الزمر.

أحسب أن هذه الآية تخبر عن أخي حسان، إذا إن المقصود بالكفر في قوله: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْر}، أي (تغطية الحق) وليس الخروج عن الملة، وهكذا كان حسان لا يرى كشف حقيقة انهيار الحقيقة بينه وبين الآخرين!! بل يشكر الله، فما أروع نعمة الشكر التي كان يتمتع بها صاحب ذلك القلب الطيب الكبير!!

كان لا يمضي يوم أو يومان إلا وهاتف الجوال أو المنزل يتصل بي حسان منه أو اتصل به منه لنطمئن على أحوال بعضنا البعض الآخر وندردش ويشترك معنا عديلي الأخ توفيق دهلوي، وتطول أو تقصر الدردشة بيننا وتتخللها قفشات وطرائف ونكات، وفي آخر سنة من حياته تعرض لأزمات صحية ألزمته البيت، فعاتبته قبل أربعة من وفاته لأنه لم يزرني في منزلي الجديد فوعد بذلك، ولكن المنية أنشبت أظفارها به ولم تمهله ليزورني فرحمة الله ورضوانه عليه.

بقي أن يعرف القارئ من هو حسان؟ إنه السيد حسان بن السيد عبدالحميد عقاد القرشي، انتقل إلى رحمة الله يوم الأربعاء 24-8-1431هـ الموافق 4-8-2010م، وهو شقيق زوجتي السيدة الفاضلة لواحظ عقاد والأخ السادس لأبناء السيد عبدالحميد عقاد القرشي وهم فريد ومحمد وهاني يرحمهم الله وإبراهيم وحمزة وصلاح الدين وسعود وكلهم أخوال أبنائي رؤى والبراء وأحمد وأوس، رحم الله حساناً رحمة واسعة من عنده.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، فقد كان مثالاً للعبد الشاكر لربه على كل حال ولا نزكي على الله أحداً والحمد لله رب العالمين.

عبدالمؤمن القين

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة