Thursday  28/04/2011/2011 Issue 14091

الخميس 24 جمادى الأول 1432  العدد  14091

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الجزيرة السينمائية

 

فيلم اسبرطة
300 مقاتل يمرغون وجه الجيش الفارسي في الوحل

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

قبل عدة سنوات شاهد العالم بأسره واحداً من أهم الأفلام السينمائية التأريخية، والتي تحكي عن حقبة زمنية معينة ييتمثل في 300 مقاتل أرهقوا جيش الفرس الذي يتزعمهم فيه ملكهم كسرى، ويقوم ببطولته الاسكتلندي «جيرارد باتلر» الذي لعب دور (الملك ليونيدس) والممثل البرازيلي» رودريجو سانتورو».

وبحسب الفيلم فإن الققصة تدور حول معركة «ثرموبولي» أو «ثيرموبيلاي» التي خاضها الملك «ليونيدس» ملك اسبرطة و300 من جنوده ضد ملك الفرس كسرى وجيشه العرمرم سنة 480 قبل الميلاد، فيما يستند الفيلم الى قصّة مصورّة للروائي «فرانك ميلر»

و قد اتّجه الفيلم للتركيز على شخصية «الاسبرطي» التي تركزت على القوة والجسارة، فيما أثار شكل الملك كسرى و لبسه وشكل الملك ليونيدس بعض الشكوك لدي حول صحّة ذلك، فيما احتوى الفيلم على بعض الوحوش و المسوخ لكن ربما برر ذلك أن قصة الفيلم «روائية»، و هو ما يعني ضرورة وجود مبالغات صورية لشد المشاهد و مزج الحقيقة مع الخيال و هو أمر اعتاد الفرس و اليونان على اتّباعه سابقا.

ينتهي الفيلم بمقتل القائد ليونيدس و جنوده الـ300 باستثناء (الراوي) بعد معارك ضارية خاضوها ضد جيش كسرى الفارسي و حرسه الخاص «الخالدون»، فيرجع الاسبرطي الوحيد الذي بقي على قيد الحياة لقيادة الجيش اليوناني فيما بعد لصد الهجوم الفارسي.

تاريخيا، فقد مني ملك الملوك الفارسي «داريوش» بهزيمة أمام اليونانيين في معركة «ماراثون» في عام 490 ق.م، في محاولته للسيطرة عليها و ضمها الى ممتلكات الامبراطورية الفارسية, و على الرغم من ذلك فقد استطاع الفرس السيطرة على أجزاء واسعة من العالم و لم يكن باستطاعة «داريوش» الثأر لهزيمته أمام اليونانيين إذ قتل في معركة فيما بعد، و خلفه ابنه ملك الملوك «احشورش» -و هو الملك الفارسي الموجود في فيلم 300- الذي قرّر الثأر لهزيمة أبيه و للفرس أمام «اليونان الصغيرة»، فأعدَّ جيشًا هائلا و ضخما قوامه ما بين 100 و 150 ألف جندي بالإضافة إلى 600 سفينة بحرية و قرّر التوجه به لاحتلال اليونان. و نقل عن «احشورش» قوله في هذا الإطار في رسالة إلى حكام ولاياته و أقاليمه:

قبل البدء في عرض الفيلم بصالات السينما جنّدت الجمهورية الإسلامية سياسييها في مختلف دول العالم (معترضة) على الفيلم، وهي التي عادة ما تعيد التأكيد إلى أنّ الأساس هو الفارسية و ليس الإسلام.

ولم يقتصر الاعتراض على السياسيين فقد جاراهم في ذلك أيضاً رجال دين معممون أو ما يسمون رجل الثورة الإسلامية و لم تأتِ من قبل القوميين الفارسيين الذين يشكلون حوالي 51% من شعب إيران المتعدد القوميات، و هو الأمر الذي يزيد الالتباس.

يقول جواد شمقدري‎ المستشار الفني‎ للرئيس‎ الإيراني‎ محمود أحمدي‎ نجاد لوكالة‎ أنباء» فارس» الإيرانية‎ «إن‎ الفيلم‎ يسب‎ الحضارة‎‎ الإيرانية وهو يتماشى‎ مع‎ الحرب‎ النفسية‎ التي‎ تشنها أمريكا ضد إيران»‎، فيما قال مسؤولون إيرانيون وفقا لرويترز «لقد صوّر الفيلم الغزو الفارسي على أنه قاسٍ، فيما صوّر الإغريق على أنهم أكثر ذكاءً وحيلةً».

و وصف حينها المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام، الفيلم بأنه «إهانة لإيران»، مؤكداً أن «الدولة الإيرانية وحكومتها لن تقبلا به، وإنما ستعتبرانه أيضاً سلوكاً عدائياً ناتجا عن حرب ثقافية ونفسية».

وفي ذلك الحين ذكرت وكالة (أنباء الطلبة) الإيرانية أن أربعة نواب إيرانيين طالبوا وزير الخارجية (حينها) منوشهر متكي، ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي دعوة الدول الإسلامية إلى عدم عرض هذا الفيلم الذي أنتجته هوليوود المعادية لإيران (حسبما يرون)، فيما طالبت إيران منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بإدانة الفيلم الأمريكي «300»، و قالت إنه يمثل إهانة لتاريخها ولشعبها.

معارضة إيران لهذا الفيلم تؤكد أنها سليلة الإمبراطورية الفارسية الغابرة و تمثّلها بكافة مكوناتها، أما إذا كان موقفها العدائي من الفيلم بسبب رؤيته للفرس بأنهم كانوا (أغبياء) من الناحية العسكرية، فالموقف (مجهول) وحائر، إذا أسقطناه على معارك المسلمين مع الفرس مثل معركة (القادسية) و معركة (ذات السلاسل) خاصّة أنّ بعض التكتيكات العسكرية التي استعملها الاسبرطيون في الفيلم تشبه إلى حد كبير تلك التي استخدمها المسلمون في معاركهم مع الفرس.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة