Sunday  01/05/2011/2011 Issue 14094

الأحد 27 جمادى الأول 1432  العدد  14094

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السكر المادة المفضلة للإنسان للتحلية، يستخرج السكر بشكل أساسي من قصب السكر في المناطق الحارة من العالم كما يستخرج من البنجر في المناطق الشمالية الباردة، والسكر أنواع، سكر بني وسكر أبيض وسكر قصب وسكر فاكهة وسكر شعير وسكر بنجر وسكر ....

خروع وسكر بلح، وسكر الفاكهة من السكريات البسيطة وأكثرها حلاوة بين جميع أنواع السكريات الطبيعية ومنها الجلوكوز والملتوز والسكروز، بالطبع بعض الناس ليسوا كالسكر وليسوا كمذاقه، سأغضبهم هذه المرة ولن أصطف معهم ولن أنصرهم ولن أرفع لهم راية، سألتقمهم مثل عصى موسى التي سرطت أفاعي السحرة، وسأجبرهم على الاستسلام بسلاح منطقي ليس به عوج، لأنهم بالتأكيد لا يشبهون السكر ولا حتى الخردلة، ولأن لهم أطر ضيقة وطرية ولينة، ويشبهون العميان الذين لا يعرفون الحقيقة التي أمامهم كاملة، لست عدواً لأحد، ولن أتجنى على أحد، لكنني أنظر باشمئزاز إلى أي شخص يحدث نفسه بالتقصير والتهاون في أداء واجبه الاجتماعي والوطني والإنساني أياً كانت وظيفته وموقعه ودرجته، في هذه الحالة وحوش الفلاة في البراري تصبح أكثر إنسانية من كونه إنساناً، لأنه يقيناً متسربل بالجهل وتابع له، يعمل بقصور عقلي وفكري وبلا وعي أو وطنية وبلا ثقافة محدودة أو مميزة، إن بعض الأشخاص لو وضعناهم على سرير الطب النفسي فسوف تكون النتائج حتماً كارثية ومرعبة، مثل كآبة بعض الأمكنة العتيقة ووحشتها، أو مثل حزن رسالة أخيرة لمنتحر آثر أن يرميها في البحر ليهرب إلى لجة الحياة وموتها القسري من جديد، أو كمثل شهيق طويل لا ينتهي، إن على هؤلاء ممارسة أعمالهم وأدوارهم الاجتماعية بشغف وقوة واتزان، بعيداً عن صناعة الأوهام والتقهقر والانحناء والغرور، وبعيداً عن سرقة الأحلام والأعمار في أعمال وهمية وتسكعات لا هية واهية لا تفيد أحداً، إن بعض هؤلاء الأشخاص عليهم أن يفهموا ويعوا أن الحياة رسالة مقدسة، والنجاح في هذه المهنة أو فشلها يعني مزيداً من النكوص والتخلف، إنني أطالب بعض هؤلاء الأشخاص الانهزاميين الالتحاق بدورات خاصة لتأهيلهم في كيفية احترام العمل وتجسيد مفاهيمه وتقديسه وإنجازه بالصورة المثلى، بل والكشف الدوري على حالاتهم النفسية للتأكد من خلوها من الاضطرابات والتقلبات والأهواء والميول والاتجاهات، حتى يؤدون أدوارهم الحياتية والاجتماعية بعيداً عن الأفكار الصفراء المريضة والمزيفة والدخيلة والتعقيدات النفسية والعفن المنطقي واللغوي، إننا بحاجة إلى من يزرع التحدي والابتكار والاختراع والتفاني ويدعو له، لا لمن يغذي روح الكسل والعجز والتذمر والغوغائية والجهل المركب والتسكع والخواء، إننا نحتاج لمن يطفي لهيب الأنانية والأنا والكره والبغض والتمني، لا إلى من يؤجج الناحر والتباغض والتنابز وإثارة العواصف والزوابع بعيداً عن روح المنطق والواقع، إن دور الإنسان الإنسان كدور صاحب الأمانة حيال أمانته، فالحق والعدل والنزاهة والاعتدال أمانة في فمه وفي ذاته وفي طرحه وعمله، عندها يكسب الإنسان مرضاة ربه ثم وطنه ومجتمعه وضميره، وعندها أيضاً سننصره ونرفع له الرايات وسنقبله في منطقه الوسط ما بين العين والعين.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الذين لا يشبهون السكر!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة