Monday  02/05/2011/2011 Issue 14095

الأثنين 28 جمادى الأول 1432  العدد  14095

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يُعتبر التفجير الدموي الذي وقع في المغرب -قبل أيام-هو الأول منذ عام « 2003م»، وذلك عندما وقعت سلسلة انفجارات انتحارية بالدار البيضاء. وبحسب بيان وزارة الداخلية المغربية، فإن: «تحليل المعطيات الأولية المستقاة من مكان الانفجار، يؤكد

أطروحة الاعتداء»؛ ليجيء في وقت تتعاظم فيه مشاعر القلق، بشأن الاستقرار في المنطقة، الذي تجتاحه اضطرابات سياسية، واندلاع ثورات عربية.

على أية حال، فإنه من المبكر الحديث عن انتماء من قاموا بهذا العمل الإرهابي، فالتسرع في تصنيف الحادث، من شأنه تغييب القراءة الصحيحة له، إلا أن المعطيات الأولية التي تم الحصول عليها من عين المكان، تشير إلى أن الانفجار ناتج عن عمل إجرامي، يحمل بصمات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. هذا التنظيم، هو من قام بإعلانه البيعة لزعيمي تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن وأيمن الظواهري». -ولذا- فإن محاولته القيام بعمليات إرهابية، كان أمراً حتمياً، على أساس أنه جزء من الثمن، الذي يترتب عليه دفعه للقاعدة الأم، لقاء منحها «الوكالة الحصرية»؛ لتمثيل القاعدة في سائر المغرب العربي. وقد بدأت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، على ما يبدو في دفع فاتورة التحالف، ثم الانضمام إلى القاعدة -منذ- أكثر من ستة أعوام.

تشير القراءات والتحليلات الأولية، إلى أن القتلى الخمسة عشر، بينهم ستة فرنسيين، وأربعة أجانب آخرين، -إضافة- إلى خمسة مغاربة. وهو ما يدل على أن استهداف الأنفس المعصومة؛ لمجرد ألوانهم، أو جنسياتهم، يعكس طبيعة منفذي الحادث، التي ليس لهم هدف -سوى- نشر الجريمة، وتعميم ثقافة القتل، وذلك في محاولة لزعزعة الاستقرار الأمني، بعد أن أصبحوا أدوات لتحقيق أغراض أعداء الدين، وذلك بتلطيخ سمعته بالعنف، وثقافة الكراهية. ولذلك لا عجب أن يلتقط من يتربص بالإسلام، والمسلمين في بعض أنحاء العالم هذه السلبيات ليستخدمها في رسم صورة نمطية للمسلمين، تظهرهم، وتدمغهم بكل السلبيات. فيما تشير الدلائل -أيضاً-، إلى أن الانفجار يحمل رسالة ذات مدلولات، منها: أن الجماعات المسلحة المسؤولة عنها، لا تزال ترفض المصالحة، وأنها قادرة على الوصول إلى أماكن حساسة.

ما حصل من تفجير دموي في المغرب، لا يمكن وصفه إلا بالإرهاب، لأنه لم يؤسس إلا؛ لقتل النفس، وتخريب البلدان. وهذا ما يفرض على الدول العربية المسارعة، لإيجاد آلية تنظم أعمالها لمواجهة الإرهابيين -وبالذات- أجهزتها الأمنية. وتشكيل إدارة موحدة لمتابعة أعمال هذا التنظيم الإرهابي. كما يفيد تلك المجتمعات بشكل خاص، أن تتضافر قواها -خصوصاً- في الجانب الإعلامي؛ لقطع الطريق على من يحملون شعارات زائفة، لا يمكن أن تنتج في النهاية -سوى- الظلام، والقهر، والدمار، -خاصة- وأن تنظيم القاعدة في البلاد العربية -بشكل عام-، وفي بلاد المغرب الإسلامي -بشكل خاص-، أعلن أنه يهدف إلى تحرير البلاد الإسلامية من القدس إلى الأندلس، في محاولة لكسب تأييد، وتعاطف البسطاء في الشارع الإسلامي.



drsasq@gmail.com
 

تفجير المغرب .. صناعة إرهابية !
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة