Monday  02/05/2011/2011 Issue 14095

الأثنين 28 جمادى الأول 1432  العدد  14095

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

منذ زمن والكتابة عن هذه القامة تلح علي من حين لآخر، وتمر الأيام والليالي تأخذ برقاب بعضها، وربما يتم ذلك وهو من قبيل الصدفة البحتة أن لايكون ارتباطي بالكتابة لجريدة بعينها، الأمر الذي يرجئ التفكير وبالتالي الكتابة، كنت أستمع إليه والغناء الحضرمي الصافي النقي يدخل القلب عنوة، وصور الكلمات الشعبية التي تأخذ من طبيعة الجبال والسواحل رمزا لا يغيب، وإشارة تحكي قصص الحب والوطن والغربة التي أصبحت سمة ووصفا لأهل حضرموت، لكن المفارقة أن أهل حضرموت بالذات لاتطمس الغربة والبعد المكاني وطول الزمن هذه العلاقة الوشيجة وفي ظني أن هذا الغناء الذي لاينقطع وهذا الرقص الذي لايتوقف أشبه مايكون بتجديد لذاكرة الأرض ووجوه الأحبة ولايترك للغربة بصمتها، كانت هذه القامة تحمل عبء هذا الموروث الهائل والمتعدد والذي تزخر به المدن والقرى المنثورة فوق الجبال والوديان والسواحل، وبطبيعة الحال فإن لكل منطقة طعمها الخاص ونكهتها الدالة عليها دون غيرها، حمل في قلبه هذه الأثقال يعبر بها ومعها هذه الجبال والنجود والسهول، بعذاب عذب يستطعمه لأسباب كثيرة فهي تعني له العشق الأول، وجوه الأهل والأحباب، رائحة الأرض ذلك الذي لاتفقده الذاكرة مهما تغيرت الأحوال وتبدلت الأمكنة.

من محاسن الصدف أن تكون هذه القامة تضفي على المكان حضورا طاغيا يخاتله الشعر والحكايات وقصص الزمن الجميل ومن حظي أن أكون ضمن مجموعة من الأصدقاء في منزله العامر وبطبيعة الجلسة التي تنوعت اهتمامات المجموعة بين أساتذة الجامعة ومن له علاقة بالأدب والفن والتي أخذت المنحى الجمالي للأحاديث، منذ تلك الليلة أصبحت صديقا خاصا وأثيرا لديه وأسيرا لفنه الذي لايتكرر وربما عجز الكثير لمحاولة أدائه والوصول إلى هذا الشأو الذي يتعب الآخر، وليت هذا القرب من - أبو بكر سالم بلفقيه ساعدني على اكتشاف عوالمه وسبر أسراره ومعرفة معالم الدهشة التي تضج بها ألحانه ويتجلى بها صوته إنشادا وغناء قل نظيره بل إن واقع الحال لم يترك لي سوى الدهشة والفرح الذي لايخيب، لست ناقدا فنيا على كل الأحوال ولكنها شهادة للأيام أن عشت في زمن تلك القامة.



 

لذاكرة الوطن
زارع العنب
محمد علوان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة