Monday  02/05/2011/2011 Issue 14095

الأثنين 28 جمادى الأول 1432  العدد  14095

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ورود الأمل

 

زمن الخوف

رجوع

 

أبلغ من العمر 17 سنة، وأدرس في الصف الثاني ثانوي، مجتهدة في دراستي ومتفوقة، تعرفتُ على زميلة في المدرسة تعيش في حزن؛ فأُمُّها مطلَّقة، وتعيش مع أُمّها وزوج أُمّها، وهو سبب مشاكلها؛ حيث إنه كثير التحرش بها، وعندما أزورهم في البيت يتحرش بها أمامي، وقد حاول أكثر من مرة لمسي، ولكني هربت ولم أزرها ثانية، وأمها تقف موقف المتفرج حال شكواها، وليس لها إلا عمّ واحد في أمريكا.. فما رأيك - وفقك الله - أرشدني يا دكتور جزاك الله خيراً.

الحائرة

ولكِ سائلتي الفاضلة الرد:

ابنتي الكريمة وأنا أقرأ كلماتك أصابني حزن عميق وألم بالغ لحال صاحبتك، فرج الله همها.. وأتعجب من زوج الأم! فمهما جاذبت النزوات وهجمت الشهوات فلا يتوقع أبداً أن يغدر الإنسان بمحارمه أو يتجرأ عليهم، فأين دينه؟ وأين إنسانيته؟

وحشية متناهية وإنسانية قد تودع منها، وبهيمية قد استوطنت ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأحيي فيك ابتداء تفاعلك مع صديقتك وإحساسك بها ووقوفك معها، وهذا دليل على نضج شخصيتك وإنسانية بالغة تُحمد لكِ. وقبل الشروع في حل مشكلة صديقتك أنصحك ابنتي الكريمة بعدم الاستغراق في مشاكل الآخرين والاسترسال التام معها؛ فهذا يسبب تهديداً كبيراً لحياتك عموماً كونه يسيطر على تفكيرك فتتولد معه مشاعر سلبية، وثمرة هذا سلوكيات سلبية ستقعدك عن العمل وتعطلك عن دراستك وباقي شؤونك.. كما أنصحك بالتوقف تماماً عن زيارتها؛ لأنك عرضة للأذى والاعتداء - حماك الله من كل شر -.

إن ما أصاب صديقتك هو من باب الابتلاء؛ فلا تنزعجي فللخالق سبحانه حكمة لا نعلمها، وسبحانه لا يُقدِّر لعباده إلا خيراً، ولنتيقن جميعاً أن هناك رباً كريماً عادلاً لا يظلم، ولن يدع الظلمة يفلتون، ولن يترك المظلوم بلا عون ولا نصر.. {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء..}. آية فيها تهديد ووعيد لكل جبار ظالم، وما أجمل ما فيها من مواساة وتسلية وشفاء لقلب كل مظلوم، وتسلية لخاطر كل مكلوم.. وبعد تأمل وجدت أن الخيارات الممكنة هي: إما الاستمرار في هذا الجحيم والبقاء في أتونه المستعرة وعذاباته غير المتناهية، وسوف تكون النهاية مأساوية مفجعة، أو التحرك وفعل شيء، وأرى أن التصرف المناسب الأول هو اللجوء لأحد أقربائه العقلاء، أهل الدين، أو أحد أخوالها أو خالاتها، أو أي قرابة من جهة الأم أو أحد وجهاء وأعيان المنطقة، وبيان الحقيقة له كاملة لنصح هذا الرجل وتذكيره بالله وتخويفه وتهديده بفضح أمره..

وإذا لم تفلح تلك الحلول فلتذهب لأقرب مركز للشرطة، وتُبلغ عنه، ولن يكون الحال أسوأ مما هو عليه الآن، وكون تجربة (صديقتك) في التحفيظ في الإبلاغ عمن تحرش بها لم تنجح فليس بالضرورة أن يتكرر الفشل؛ فنحن نعيش بدولة تحمي المظلوم وتنتصر له.. وحتى تنجلي الغمة وتنكشف الأزمة لو أمكن أن تلتحق بجمعية خيرية أو إحدى دور القرآن في العصر حتى لا تبقى وحيدة في المنزل، مع الحرص على إقفال باب الغرفة عليها باستمرار..

كما أنصح بالاتصال بمراكز الزواج الخيرية، ووضع بياناتها عندهم، لعل الله يوفقها في زوج صالح يسعدها ويحميها.

وأخيراً، ابنتي الكريمة أحثك أنتِ وصاحبتك بحسن الصلة مع الله، والحرص على أداء الصلاة في أوقاتها؛ فهي عون المكروب وفرج المهموم والانطراح على عتبات العزيز والوقوف عند بابه فهو سبحانه المعين ومفرج الكروب ولا يرد من يدعوه.

شعاع:

لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار أحلامك، ولا تجعل ثقتك بهم عمياء لأنك ستبكي يوماً على سذاجتك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة