Tuesday  03/05/2011/2011 Issue 14096

الثلاثاء 29 جمادى الأول 1432  العدد  14096

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تعمد جميع الصحف المحلية إلى فتح المجال لتعليقات القراء على المواد المنشورة في الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني, بهدف التواصل مع قرائها, وإتاحة الفرصة لهم لإبداء آرائهم حول ما يُنشر من أخبار ومقالات وتحقيقات.

هذه السياسة في مجملها محل اتفاق الجميع, ولكن التنفيذ على أرض الواقع يخالف الأهداف النبيلة التي من أجلها سُمح بهذا النوع من التعليقات, فمن هذه المخالفات الصريحة:

- استغلال هذا المنبر لتصفية الحسابات بين الخصوم، فالتعليقات إما مؤيدة للشخص والخبر أو تقف ضد الشخص والخبر لأهداف شخصية. ولا نكاد نرى تعليقات القراء المحايدة إلا نادراً.

- استغلال هذا المنبر من قبل بعض الجماعات المتطرفة لترويج فلسفتها وإرغام الآخرين عليه وتوجيه الناس نحوها.

- بعض الكتاب تحديداً يكتبون تعليقات يمدحون فيه (مقالاتهم) على اعتبار أنهم قراء، وهذا ينكشف من (لغة الخطاب) للتعليق، فمن تلك اللغة تعرف أن التعليق موجه أو تعليق قارئ محايد.

- انتشر في هذا المنبر السب والشتم والانتقاص من الآخرين بصورة فجة وسمجة وسيئة, وبث الحقد والضغينة والحسد, ما يجعل صاحب الخبر في موضع حرج جداً أمام أصدقائه ومعارفه وأقاربه.

ورغم كل هذه السلبيات ما زالت الصحف مستمرة في نشر كل ما يُكتب من تعليقات موجهة, وهي تعرف أكثر من غيرها أن التعليقات لا تمثل رأي القراء الحقيقيين بقدر ما تمثل خصوماً تتقاتل، وحسد وضغينة وحقد واضح، وتشويه لصورة الأشخاص بصورة مقصودة, من دون أن تتخذ أي إجراء تجاه ذلك.

كان الموقف الأجمل هو موقف الأستاذ جمال خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن السابق عندما وقف أمام الإعلاميين في اللقاء الذي جمعهم بمعالي وزير الثقافة والإعلام في هيئة الصحفيين السعوديين قبل سنة تقريباً قائلاً ما معناه: جريدة الوطن تتحمل مسؤولية التعليقات التي تُنشر في موقعها الإلكتروني، لهذا نحن لا نسمح بأي تجاوز يمكن أن يضر بالأشخاص, مخالفين بذلك كل الصحف المحلية التي تتبرأ من مسؤولية التعليقات. وهذا ما حدا بالجميع للتصفيق له تقديراً لموقفه وإعلانه تحمل المسؤولية.

الوضع ما زال قائماً, ما يجعلك تأسف لهذه الفئات من المجتمع (المفلسة) يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم, وتتعجب من استمرار سياسة الصحف في تبرئة ساحتها ونشر غثاء كغثاء السيل.

Ra99ja@yahoo.com
 

الحقيقة شمس
تعليقات القراء
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة