Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

لقاءات

 

د. المالك مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة التعليم العالي لـ «الجزيرة»:
اخترنا 1000 كتاب من بين 6000 كتاب سعودي..وترجمنا 53 كتابا للمشاركة في معرض التشيك

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزيرة - حاوره - فهد الشويعر

باتت معارض الكتاب ملتقيات ثقافية وحضارية كبيرة لا تقل أهمية عن المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تجتمع فيها مختلف الكيانات الثقافية والطاقات الفكرية من دول متعددة، حتى لم يعد الأمر متعلقا بصناعة الكتاب وحركة النشر فقط بل امتد ليصبح منظومة متكاملة من الأنشطة العلمية والإبداعية المتنوعة، كما أن اختيار ضيف شرف لكل معرض أصبح يتيح خيارات إضافية للتواصل بين الثقافات والدول، وفي هذا العام تشارك المملكة كضيف شرف في معرض براغ الدولي للكتاب، وعن هذه المشاركة يتحدث لنا الدكتور سالم المالك مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة التعليم العالي المشرفة على المشاركة السعودية في المعرض التشيكي الذي ينطلق خلال شهر مايوالجاري.

تشارك المملكة هذا العام كضيف شرف في معرض براغ الدولي للكتاب، ماحجم المسؤولية في هذه المشاركة بالنظر إلى ما تمثله المملكة من ثقل عالمي؟

المملكة تشارك في عدد كبير من المعارض والهدف هونقل الفكر والثقافة السعودية عبر العالم وبالذات في موضوع الكتاب، الكتاب السعودي له قيمته إلا أنه لم يصل إلى العالمية حتى يجد القارئ، قد يكون هذا بسبب قلة الترجمة أوضعف النشر، وقد تأكدت تلك القيمة من خلال بعض الأعمال المحلية التي ترجمت ونشرت على نطاق واسع فحققت إنجازات عالمية مميزة سواء على مستوى البوكر أوغيرها.

لا شك أنها مسؤولية كبيرة، خصوصا بعد أن انتقلنا من مجرد المشاركة إلى أن نكون ضيف الشرف، تجربتنا الأولى في معرض طوكيوللكتاب كانت ناجحة بكل المقاييس فقد أبدى اليابانيون إعجابهم بما تضمنته المشاركة من أنشطة ومطبوعات وكتب مترجمة، بل إن ابن امبراطور اليابان وزوجته زارا الجناح وأظهرا اهتماما كبيرا بالثقافة والفكر والكتاب السعودي، عندما نشارك كضيف شرف فنحن لا نقدم الكتاب فقط، بل نقدم الثقافة كاملة بكل ما فيها من فن وتراث وخط عربي، إضافة إلى ترجمة عدد كبير من الكتب والروايات السعودية، وهناك أيضا جناح خاص بالطفل.

المشاركة تمثل المملكة وتشرف عليها وزارة التعليم العالي بالتنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ومكتبة الملك عبد العزيز العامة كشركاء استراتيجيين، وعدد من الجهات الحكومية الأخرى. وهي مشاركة لا تتوقف فقط على المعرض ولكن هناك ندوات ثقافية مشتركة بين الجانبين السعودي والتشيكي، يمثل عددا من المثقفين والمثقفات، مشاركة المرأة تأتي لإبراز دورها في المجتمع والتنمية.وكانت مشاركتها ناجحة في اليابان ونتوقع نجاحا أكبر في هذا المعرض. العام الماضي حصلنا على شرف كبير تمثل في إشادة مجلس الوزراء الموقر بالمشاركة ونجاحاتها.. وكلنا أمل أن نتشرف بذلك مجددا.

إذن هل يمكن القول: إن هذه المشاركة توجه رسالة بأن في المملكة حراكا علميا ومعرفيا وثقافيا يواكب مكانتها الاقتصادية والسياسية؟

مؤكد، وهذه الرسالة ستجد صدى طيبا إن شاء الله، فدولة التشيك تتميز بتاريخ عريق من حيث التراث والفكر والثقافة والعلوم وبالذات عاصمتها براغ، كما أنها مرتبطة منذ القدم بعلاقات ثقافية معنا، هناك بعض المستشرقين التشيكيين الذين وصلوا للمملكة وكتبوا عنها وعن العرب عموما، من أشهرهم لويس موزل.. وهذا المعرض يضع المملكة أمام التشيكيين بشكل واضح، فالصورة في بعض الدول الغربية قد تكون مغايرة لما تعيشه المملكة فعلا في الوقت الحاضر من حركة علمية وثقافية، وأيضا توضح دور الإسلام وأهميته بالشكل المتسامح الذي عرف عنه، بوصفه دين محبة ووئام.

من المهم أن نشير إلى أن جناح المشاركة السعودية في معرض طوكيوكان سبباً في إسلام عدد من اليابانيين بعد أن دفعتهم زيارتهم للجناح إلى السؤال أكثر عن الدين الحنيف والبحث فيه خصوصا بعد اطلاعهم على كتب تشرح تعاليم الإسلام وقيمه وركائزه، ومشاهدتهم لمجسمات الحرمين الشريفين، ولوحات وصور لكسوة الكعبة، هذه جميعا جعلت الزائر يهتم بالمملكة والمقدسات الإسلامية، وبناء على ذلك وضعنا ضمن خطة العمل في التشيك أن تكون هناك مؤلفات عن الحرمين وعن كسوة الكعبة بأسلوب مناسب باللغتين الانجليزية والتشيكية وبعيدا عن التفاصيل التي نقرأها في الكتب وإنما تعطي الصورة العامة لما تعنيه هذه المقدسات للمسلمين،، كما قام الزملاء هناك بإعداد كتاب مصور عن الحرمين الشريفين أيضا، هذه الكتب سيتم توفيرها عند المجسمات وعند كسوة الكعبة وتوزع بشكل مجاني على الزوار.

كيف تمت الاستفادة من تجربة اليابان وبناء التجربة الجديدة عليها ؟

مشاركة اليابان كانت الأولى من نوعها، وكانت جريئة جدا، أولا لم نكن نعرف الكثير عن طبيعة الوضع هناك، لكن كان الجانب الياباني متعاونا جدا - وكذلك الملحقية السعودية كان لها دور كبير في تسهيل كل الخطوات، الاستفادة هي أننا عرفنا ماذا يريد الزائر وعن ماذا يبحث، قد يكون هناك اختلاف بين الزائرين الياباني والتشيكي، ولهذا عملنا على زيارة معارض أوروبية للتعرف على اهتمام الجمهور الأوربي والتشيكي خصوصا، حاولنا الاستفادة من مشاركتنا في اليابان كضيف شرف أومشاركاتنا العادية في معارض أخرى، وذلك من خلال استمارات تقويمية تم إعدادها لرصد ابرز الإيجابيات والسلبيات وأهم ما يحتاجه الزائر والمعرض، ولعل أهم ما لاحظنا الاهتمام به موضوع الحرمين الشريفين.

تمثل الترجمة هما ثقافياكبيرا، وهي إلى جانب ذلك محور أساسي من محاور مشاركتكم في معرض براغ، ما الذي يمكن معرفته أكثر بهذا الشأن؟

مبدأ الفكرة هوأن الغرب استفاد من العلوم العربية بترجمة الكتب، وفي المقابل واجبنا كي نستفيد من العلوم والثقافات الأخرى أن نعمل على ترجمة نتاج فكرهم وأدبهم فهذا يجعلنا أكثر قدرة أيضا على فهم طبيعتهم وبيئتهم، من الجيد أن يأتي زائر إلى جناح المملكة ويرى كتبا عربية لكن المهم هوأن يكون لها ترجمة باللغة المحلية للبلد المستضيف ليستطيع الجمهور قراءتها، لهذا السبب ترجمنا في العام الماضي عددا من الكتب إلى اليابانية كما استكتبنا عدداً من اليابانيين، وصل عدد الكتب في تلك المشاركة إلى أكثر من 450 كتاب منها 52 باللغة اليابانية و162 بالانجليزية والبقية بالعربية، وحاولنا أن ننتقيها بشكل يخدم المعرض أكثر من خدمة القارئ السعودي فقط.

ما هي آلية اختيار وترشيح الكتب تمهيدا لترجمتها ونشرها عبر معرض كتاب خارجي؟

هناك لجنة علمية تختار عددا معينا من الكتب، تترجم إلى الانجليزية حتى يكون لدينا رصيد منها قابل للاستخدام في المعارض المختلفة، كما يترجم بعضه إلى لغة البلد المضيف وهي في هذا العام « التشيكية»، هذه السنة اخترنا مركز اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود ليتولى هذه المهمة، حيث يقوم عليه أساتذة حقق بعضهم جوائز عالمية، وهم لا يقومون بالترجمة فقط بل بالمراجعة والتدقيق بالتعاون مع خبراء حتى يتم التأكد أن النص قد تم التعامل معه بأفضل مستوى ممكن. اخترنا هذا العام كتابا للشيخ عبدالعزيز التويجري «خاطرات أرقني سراها» وترجم للانجليزية والتشيكية وهناك «النساء رياحين» للدكتور عبدالعزيز الخويطر، ورواية «العصفورية» للدكتور غازي القصيبي، «أشرعة للثقافة»، «إستراتيجية الملك عبد الله في محاربة الإرهاب»، وأيضا رحلة ملك، بالإضافة إلى كتب تعريفية عن الحرمين وكسوة الكعبة وقصص للأطفال، وقصص وروايات من بينها «رحلة إلى العالم الآخر» وهي قصة لشابة سعودية عمرها 15 سنة، تبنيناها لأنها قصة جميلة.

وقد عملنا على أن نشمل مختلف فنون المعرفة، ولم تقتصر على أسماء معروفة، وكذلك تعمدنا أن يتم تصنيف الكتب التي نشارك بها على حسب الموضوعات وليس على حسب الجهات، الكتب تشارك بغض النظر عن الجهة التي أنتجت الكتاب.

كم وصل العدد الإجمالي لهذه الكتب؟

53 كتابا قمنا بترجمتها خصيصا لمعرض براغ، أما الكتب جميعا فهي حوالي 1000 عنوان اختيرت من بين قرابة 6 آلاف عنوان تم تقديمها، وبينها كتب لمؤلفين سعوديين باللغة الانجليزية، نحن نفتح أبوابنا لكل مؤسسة أوجهة حكومية لديها من الكتب ما تريد أن تقدمه لنا ونحن حريصون على نشرها خارجيا.

ومن المهم أن نشيد بدور الملحقية الثقافية في النمسا التي بادرت بترجمة 20 كتاباً إلى اللغة التشيكية، وعملت بشكل جاد مع الإدارة العامة للتعاون الدولي من أجل أن تكون المشاركة السعودية على مستوى الحدث، من الناحية الإعلامية أيضا نصدر مجلة خاصة بمشاركاتنا في المعارض، في العام الماضي سميت الرياض طوكيو، وفي هذا العام سميناها الرياض براغ، وقد أشرف عليها الدكتور حمد الموسى وستكون مطبوعة بثلاث لغات هي العربية والانجليزية والتشيكية، وفيها موضوعات متنوعة وجاذبة، وستعتمد هذه المجلة في كل مشاركاتنا في معارض الكتب كضيوف شرف.

ما توقعاتكم بشأن تفاعل الجمهور التشيكي مع مشاركة المملكة في معرض براغ؟

الجمهور التشيكي مثقف ومهتم بالانفتاح على الثقافات الأخرى، وأعتقد أن كثيرين سيحرصون على الحضور فالمملكة هي بؤرة العالم الإسلامي ومصدر إشعاع الرسالة، هم راغبون في معرفة ما لدى الشعب السعودي والثقافة السعودية، ويودون الوقوف على القوة الثقافية في المملكة التي تواكب مكانتها في العالم، أعتقد هذه المشاركة ستصنع صورة ذهنية جديدة لدى الشعب التشيكي ولاسيما أن من يرتادون معارض الكتب هم نخبة المثقفين والرواد والمفكرين، وأرى أن المشاركة في معرض كهذا ستكون دعاية إعلامية قوية للمملكة تمثل الشعب السعودي وتثبت ما يمتلكه من ثقافة وفكر وتسامح. بجانب ذلك فقد عملنا على الاهتمام بالاستشراق من خلال كتب متخصصة وندوات، بحكم أن التشيكيين لديهم اهتمام بهذا الجانب.

ماهي آلية اختيار المملكة أوالثقافة السعودية لتكون ضيف شرف في معرض ما؟

أحيانا نتلقى دعوات وأحيانا نطلب المشاركة، وعموما فالتجربة مازالت في بدايتها، المشاركة الأولى ناجحة نتوقع أن الثانية ستكون متميزة، وهوما سيفتح المجال لوصول طلبات أخرى لمشاركة المملكة ضيف شرف.

عندما نتلقى أي دعوة نعرض الأمر على المقام السامي وعندما يوافق نبدأ الاستعدادات، السنة المقبلة ستكون مشاركتنا كضيف شرف في معرض كوريا كأول دولة عربية تستضاف هناك، وقد تلاحظ أننا في المرحلة الحالية نعمل على انتقاء دول معينة نعتقد أننا بحاجة إلى أن نعرف بأنفسنا فيها. وهذا لا ينفي أننا نطمح أن نشارك في كل معارض الدول الكبرى مثل نيويورك وفرانكفورت، لكن مع اكتسابنا للخبرة سنكون مؤهلين أكثر للظهور هناك بشكل أفضل.

تمثل مبادرة حوار الحضارات التي تبناها خادم الحرمين الشريفين إحدى أهم السمات الثقافية التي ارتبطت عالميا باسم المملكة، ما الذي سيتم لتكريس هذه الصورة عبر مشاركتكم في المعرض؟

هذا الموضوع أخذ في الاعتبار، والبرنامج العلمي للمشاركة، وهوبرنامج ثري يشارك فيه مفكرون ومثقفون سعوديون وتشيك يصب في هذا الاتجاه، كما سيكون هناك محاضرة للدكتور عبدالمحسن السميح عميد معهد الملك عبدالله لحوار الحضارات في جامعة الإمام محمد بن سعود عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات، كما تم اختيار عدد من العناوين التي توضح دور المملكة في حوار الثقافات.

من واقع إشرافكم على جانب التعاون الدولي..كيف هي العلاقة العلمية والثقافية بين المملكة والتشيك قبل المعرض وكيف ستكون بعده؟

العلاقة جيدة وفي حالة تواصل مستمر، وحاليا نسعى إلى توقيع اتفاقية تعاون علمية بين وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم التشيكية ولدينا موافقة سابقة بهذا الشأن، وسيقوم الوزير بزيارة بعض الجامعات التشيكية، كما أن هناك جامعات سعودية يتوقع أن توقع عقودا خدماتية بينها وبين نظيراتها في التشيك.

لدينا عدد من المؤتمرات والمعارض الدولية في المملكة..

هل هناك خطط للاستفادة من تجارب تنظيمية عالمية في هذا المجال؟

المملكة تشارك سنوياً في ما يقارب 32 معرض كتاب عربي أوعالميا، وكل الوفود التي تمثل المملكة في هذه المعارض يطلب منها تقديم تقارير متكاملة عن المشاركة والتنظيم بحيث يتم لاستفادة من هذه التقارير والملاحظات من أجل تحقيق معايير عالمية في المناسبات التي تستضيفها المملكة.

بعض المثقفين وجمهور معارض الكتب ينتقدون محدودية مشاركات ضيف الشرف واقتصارها على جوانب يغلب عليها الطابع الرمزي.. ما الذي سيقدمه جناح المملكة في التشيك لتجاوز هذه النظرة؟

نحن ندرك أهمية أن يكون ضيف الشرف مؤثرا وفاعلا، ومشاركاتنا في اليابان لم تكن شرفية فقط ولكنها كانت عنصرا أساسيا من المعرض سواء في البرنامج العلمي أوالمحتوى والأنشطة، لدرجة أن اليابانيين طلبوا ان يتنقل المعرض بين مدن يابانية وأن يبقى لمدة شهر، المهم دائما أن تجمع المشاركة بين قيمتها الفكرية، من ناحية الكتاب والندوات، أوالثقافية الفنية من حيث الفن التشكيلي والخط العربي وجناح الطفل وغيرها.

من الممكن أن تشارك ولكن قد لا تنجح بالضرورة، ولكن العوامل الموجودة مشجعة والدعم الذي نجده من الوزير الدكتورخالد بن محمد العنقري ونائبه الدكتور علي بن سليمان العطية دعم كبير وهما مطلعان على كل شيء وهذا له قيمته وتأثيره، إضافة إلى مشاركة القطاعات المختلفة من الوزارة واللجان العلمية والفنية التي تتحول جميعها إلى فريق عمل أشبه بخلية نحل، مشاركتنا في طوكيوكتب عنها الكثير، كان الجميع يعمل بروح الفريق، وبحماس وطني، مشاركة الطالب السعودي في اليابان، كان لها قيمة أمام اليابان ونتوقع نفس الشيء من المبتعث السعودي في التشيك وهذا سيكون تحت إشراف اللجنة، والهدف دائما الخروج بنتيجة تليق بمسؤولية تمثيل الوطن، وتصنع ذاكرة جميلة في معارض الدول التي تستضيف المملكة.

مع تحديات مرحلة العولمة والهويات الثقافية.. هل ثمة مسؤولية مضاعفة للمشاركة في هذا الوقت بالذات؟

لا شك أننا جزء من هذا العالم ومتغيراته ومستجداته الثقافية والحضارية ولدينا مايجب التعبير عنه وإيصاله للآخرين، وإن شاء الله سنجتهد لنكون بحجم هذه المسؤولية, لكي نظهر المملكة بأنها دولة قوية في معطياتها وتكوينها الثقافي، المملكة تقود العالم الإسلامي، كما أنها في طليعة القوى الاقتصادية العالمية من خلال مجموعة العشرين، وهي ليست غنية فقط بنفطها وإنما بفكرها وإنسانها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة