Friday  06/05/2011/2011 Issue 14099

الجمعة 03 جمادىالآخرة 1432  العدد  14099

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

د. صالح عبدالله بن المالك في ذكرى وفاته الثالثة: ضحى وأعطى فيجب أن يُذكر فلا يُنسى

رجوع

 

عندما هممت بجمع وثائق عن والدي وحقائق عن مسيرته العلمية والعملية -فضيلة الشيخ منصور الصالح الضلعان- والذي ولد بالرس عام 1330هـ وتولى التدريس بالمدرسة السعودية عام 1363هـ عند افتتاحها إلى 1-3-1372هـ حيث عين قاضيا في محكمة ثريبان العرضية وسافر لمباشرة العمل في 17-6-1372هـ وتوفى وهو على رأس العمل بتاريخ 15-3-1374هـ وحيث إن محب الجميع وحبيب الجميع معالي فضيلة الشيخ منصور الحمد المالك الذي فتح قلبه قبل بابه وبذل جاهه الذي هو أرفع قدراً من ماله كان حفظه الله وفي مجلسه يذكر شمائل والدي يرحمه الله ويدعو له بالرحمة والمغفرة جزاه الله خير الجزاء، لذا فقد طلبت من معاليه كتاب (فقيد الشورى ذو الأمانتين) حيث بإذن الله عقدت العزم على إعداد كتاب يشمل مسيرة والدي رحمه الله والذي قام بإعداده الأستاذ خالد الحمد المالك مشكورا وبما أن معالي الدكتور صالح العبدالله المالك كان أحد طلاب والدي النجباء والأوفياء وما كتب في ذلك أثار إعجابي وبمناسبة مرور ثلاثة أعوام على وفاته التي تمت في 21-5-1429هـ فقد تحركت مشاعري حبا وتقديرا لأبي هشام، وحتى لا نكون مجتمعا دفانا كما كان يحذر من ذلك المؤرخ الكبير محمد حسين زيدان يرحمه الله وحتى لا تكون تعازينا مركزة على الإعلانات بالجرائد والخسارات التي لا تفيد الأموات بينما ننساهم ونبخل عليهم بالدعوات والصدقات ووفاء لأبي هاشم ورداً لبعض جميله فإنني أذكر وأوصي بما يلي:

أولاً : أبو هشام لا يعرفني كثيرا وقد لا أراه إلا في بعض المناسبات ومع ذلك فلي معه موقف يسرُّ ويأسر بل يذكر فيدعى له ويشكر، ففي 14-10-1422هـ وعند وفاة ابن عمي صالح العبدالله وفي مقبرة النسيم أبصر قلبي قبل عيني حبيب القلب أبا هشام أبصرته بخلقه وحبه وفضله فاندفعت نحوه فرحا به والسلام عليه وبود وصفاء بادرني قائلاً: من أنت؟ فقلت له: ابن الشيخ منصور الضلعان. وببسمة وحرارة قال: أنت ابنه. قلت: نعم. وقال بوفائه وصدق شعوره ونبل مشاعره والدك درسني بالسعودية بالرس وبذكائه المعهود أخذ يعدد المواد الدراسية التي درسها له الوالد رحمه الله. ومع حرارة الشمس وقف متسمراً وفرحاً ومعدداً مناقب الوالد وقال مهتما ومتأثراً وقال كعادته للرس وأهله بأن لديه مقالا مفيداً بإحدى المجلات عن والدي رحمه الله ودعاني إلى منزله لاستلام المقال وتفضل مأجوراً بتسليمي أرقام هاتفه وجواله وفاكسه يرحمه الله. وبسبب الانشغال وسفره لعلاج ابنه ثم مرضه فقد حال هذا كله دون تحقيق اللقاء. وموقف معاليه الحاني وبعد طول السنين أبكاني بدون دموع مترحماً وداعياً له. وبقلبي هنأت المالك بأن أبا هشام عَلم منهم.

ثانياً : أبو هشام رحمه الله أي رجل كان..؟! وماذا قال عنه الرجال..؟ لقد كان رجلا لا كالرجال بل كان رجلا في رجال. ومن أراد أن يعرف بعض معدنه فليقرأ ما جُمع عنه. والخلق هم شهداء الله في الأرض. يقول الشاعر:

ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً

إلى المجد حتى عُدَّ ألف بواحد

وقد رثاه العلماء والوزراء والفضلاء والأثرياء ولهؤلاء شكري وتقديري. وفي مقدمة من أشكر رائد تقدير العلم والأعلام والعلماء الأخ العزيز أبو بشار والذي رغم ضيق وقته وكثرة مشاغله وفي كل مناسبة أو وفاة لم ينسَ بأن يقوم بتأليف الكتب وفتح صفحات جريدة الجزيرة لمن بذلوا وأعطوا. وعن الفقيد قال: (والرجال يبكون أيضا)، وقائلاً: (أمس بكيت في صمت قاتل). وفي عنوان ثانٍ: (حزن لا ينتهي)، قال عن الفقيد يرحمه الله: (أما من يبكيك فهو إخلاصك لوطنك وسيرتك وعلمك وثقافتك ومحبة الناس لك). ومحبو وعارفو فضل الفقيد كُثر لا حصر لها ومن الأمثلة: قول معالي فضيلة الشيخ د. صالح بن حميد: (كان مدرسة في كل مراحلها)، وقال عنه معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر: (كان بيتا ملء السمع والبصر نُعزه ونجله ونقدر ما قدم)، وقال عنه زميل الدراسة د. محمد سعد الشويعر: (يحب الخير لمن حوله. وينصح. وهو سخي اليد والجاه). ويقول عنه الأديب والشاعر الأستاذ سعد البواردي: (في عينيه أمل يصارع ألمه. وعن ديوانه إخوانيات كان الحديث وليس الحدث كان الأمل وليس الألم)، أما شاعر المناسبات وساكب العبرات الشاعر والتربوي سعادة الأستاذ صالح بن حمد المالك فقال: (فقد الوطن ابنه البار المتميز علماً وعملاً وثقافة). وبكاه بقصيدة مؤثرة منها: ابن عمي أبو هشام تحلى بصفات الهداة والمحسنينا.. وقال عنه معالي الأستاذ محمد الحمد المالك: (كان يخيم على مجالس العائلة المزيد من البهجة والسرور).

ثالثاً : بماذا أوصانا أبو هشام..؟ أوصانا رحمه الله ألا ننساه من الدعاء كما لم ينس أحداً منا. ومشكورين قالوا عنه محبوه ومنهم الأستاذ د. عبدالقادر حيدر وقد ذكرنا مشكورا بقوله في كتاب الفقيد ص258: زاره أحد الزملاء بمجلس الشورى فدعا له. فقال له: هذا ما أحتاج، وفي ص312 يقول عنه مؤرخ الرس الذي رفع الرس فوق الرأس والذي أهداني ديوان إخوانيات - مشكوراً- رجل التربية الفاضل الأستاذ عبدالله بن صالح العقيل: (كان يتحدث لي عما أصابه ويطلب مني أن أدعوا له- وفي ص324 يقول عنه رجل الأعمال الأستاذ صالح اللحيدة: (لا داعي لكثرة الاتصالات لأنها مكلفة وأنا بخير يكفيني الدعاء..).

رابعاً : أبو هشام رحمه الله ماذا يريد منا..؟ ومع شكري وتقديري لمن شكره وذكرنا بفضله إلا أن تعداد مزاياه لا تكفى لوحدها.. وهو يريد من زوجتيه وذريته وأبناء عمومته وزملائه ونائلي فضله وإحسانه وجاهِه ومحبيه ألا ينسوه أمام مشاغل الحياة وأن يتعاونوا ويبادروا جميعاً بعمل ما يلي:

1 - التذكر والتذكير بديمومة الدعاء له يوميا براً به ورحمة بأنفسنا حيث ورد بالحديث: (إذا دعا الغائب لغائب قال له الملك: ولك مثل ذلك).

2 - تكرار الاستغفار يوميا كسبا للأجر، وعملا بالحديث: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومومنة حسنة).

3 - إجراء صدقة جارية له كبناء مسجد، أو حفر بئر، أو نشر علم...إلخ وبالحديث: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

4 - طبع كتبه، ومقالاته، وبحوثه وقصائده، وإعادة طبعها عند نفادها. وذلك نفعا ودعاء له.

5 - بما أنه يرحمه الله كان علماً ونموذجاً يحتذى فإنني على من لديه خبرة وقدرة ومعرفة من محبيه وعارفي فضله وقدره أن يقوم بتأليف كتاب عن عصاميته وتجربته ومسيرته العلمية وسيرته العملية، ليكون قدوة تحتذى وتذكر فلا تنسى.

6 - أبو هشام رحمه الله كان وفيا لمسقط رأسه بالرس ولم يعامله بعقوق ولا نسيان. ويقول الصحفي الأستاذ منصور الحمود في كتاب فقيد الشورى ص356: (في مهرجان التنشيط السياحي بمنتزه القشيع بالرس التي محاضرته القيمة عن تاريخ الرس والسياحة)، وأبو هشام رحمه الله من أعلام الرس النادرين، ومحافظة الرس تزخر بكوكبة كثيرة وكبيرة من العلماء والقضاة ورجال الفكر والتربية، ولذا فإنني أوصي بفتح جناح خاص بمكتبة الرس العامة وبها يتم حفظ الكتب والوثائق والمخطوطات والتي قفل عليها ومنعت من النفع العام أو ضيعت وسرقت ولعل ما لدى الفقيد رحمه الله يكون في مقدمة هذا لاجناح. وقد ذكر لي مساعد أمين مكتبة الرس العام بسعيهم نحو تحقيق ذلك أسوة بمدن المملكة عامة والقصيم وعنيزة خاصة.

وبعد : فإن ما ذكر إنما هو قليل من كثير بحق فقيدنا وحبيبنا الغالي معالي الدكتور صالح العبدالله المنصور المالك والذي ولد بالرس عام 1357هـ، وأبو هشام من واقع عطائه ووفائه ومآثره وإن غاب عنا قوم وما ماتت مكارمهم، وعاش قوم وهم في الناس أموات.

ملاحظة مهمة : من أراد التعاون معي أثناء إعداد كتاب موثق عن والدي فضيلة الشيخ منصور الصالح الضلعان وتزويدي بما لديه من وثائق أو حقائق أو اقتراحات وذلك على صندوق بريد أدناه. وسأكون له من الداعين والشاكرين الاثنين 21-5-1432هـ.

صالح بن منصور الصالح الضلعان

الرياض : ص.ب 27878 الرمز البريدي 11427

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة