Friday  06/05/2011/2011 Issue 14099

الجمعة 03 جمادىالآخرة 1432  العدد  14099

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

عدد من الخطاطين المشاركين في ملتقى أشهر خطاطي المصحف بالمدينة المنورة يؤكدون لـ(الجزيرة):
التقنية الحديثة سهلت مهمة الخط.. و(واهم) من يدعي أنها قضت على المواهب

رجوع

 

المدينة المنورة - خاص بـ «الجزيرة»

أكد عدد من خطاطي المصحف الشريف المشاركين في ملتقى الملك فهد لأشهر الخطاطين والخطاطات في العالم المقام حالياً في المدينة المنورة أن التقنية الحديثة واستخداماتها كان لها دور كبير في نشر الخط العربي واختزلت الكثير من الجهد والوقت.. ونفى الخطاطون أن يكون الحاسوب قضى على مهارة وإبداع الخطاطين أصحاب المواهب.. جاء ذلك رداً على سؤال حول مدى تأثير التقنية الحديثة واستخدامها سلباً أو إيجاباً على بروز مواهب الخطاطين في العالم الإسلامي.

نماذج المبدعين

ففي البداية يرى الخطاط السوري محمد الهواري أن التقنية الحديثة أسهمت في نشر الخط واتساعه وربما اختزلت كثيراً من الجهد والوقت، والأمة بحاجة ماسة إلى المبدعين في التخصصات كافة التقنية منها والمهارات البدوية الأصيلة ومنها فن الخط. وهذا الفن مرتبط مباشرة بعلوم القرآن.. فالقرآن المتلو والمكتوب هو إعلان ومثلما علينا أن نجمل القرآن بأصواتنا ليقبل الناس عليه جذباً وتأثيراً، كذلك علينا أن نجذب الناس إلينا بالقرآن المكتوب فهو يفوق القرآن المكتوب كونه أكثر انتشاراً وأطول بقاءً وربما كان أكثر تأثيراً.

ورأى أن الخطاطين منذ ظهور آلة الطباعة قبل حوالي قرن أهملوا وبدأ الخط يترنح وبعد تطور الحاسوب يعوض عن مهارة الخطاط وهذا وهم كبير والذي يتوهم ذلك كالذي يتوهم بين الوردة الصناعية والوردة الحقيقية التي يتيح منها جمالاً وعطراً ويبقى الخط له سلطانه وتأثيره والاهتمام بالخط هو اهتمام بالقرآن الكريم لأن الإعلان الناجح للقرآن هو الإعلان الجميل الجذاب ويجب على الأمة أن تتبنى مشروع نصرة حرف القرآن والاهتمام بالخط وتشجيعه.

الاعتماد على الحاسوب

وقال الخطاط الفلسطيني أحمد الأسمر: قد تكون التقنيات أسهمت إلى حد ما في التقليل من المبدعين والفنانين خاصة في مجال الكتابة. بسبب اعتماد المعظم على الحاسوب في كل الأمور التي تتعلق بالكتابة وما يتبعها من ملحقات أخرى مثل الطباعة والتصميم والتنفيذ.. لكن ذلك لا ينفي وجود بعض الفنانين المبدعين الذين اعتمدوا أساساً على موهبتهم الأصيلة في الكتابة والذين جعلوا من هذه التقنيات الحديثة وسيلة مساعدة لهم في تيسير أعمالهم الأصيلة واختصار الوقت والجهد في إنتاجها دون أن تطفئ هذه التقنيات الحديثة على أصالة ما يكتبون أو تؤثر تأثيراً سلبياً على إبداعهم.

التمرين والتواصل

ويؤكد الخطاط الأردني الدكتور إبراهيم عبد العزيز الجوريشي على أهمية استخدام التقنيات الحديثة وتوظيفها في مجال الفنون وخاصة الخط العربي لكن الأهم هو كيفية استخدام هذه التقنية واستغلالها في تعميم الخط العربي وفنونه وأسراره فالتقنيات الحاسوبية ما هي إلا وسيلة مساعدة والموهبة الخطية عند الخطاط هي الأصل والأهم. ويكون صقلها بمداومة التمرين والتدريب، والتواصل مع الأستاذ المتمرس العارف بأسرار الخط العربي وهذه التقنية الحاسوبية والبرمجة تساعد على تفسير وتحليل العمل الخطي ودراسة حروفه بتفاصيله الدقيقة لكن اعتماد الفنان أو الخطاط على التقنية الحاسوبية يعطي أثراً سلبياً على موهبة الإبداع الفني وروحانيته التي يشم بها الخطاط في كتابته وخطه.

ابتكار 60 خطاً

ويرى الخطاط اليمني سلطان المقطري أن التقنية الحديثة ساعدت في إكساب المبدعين أداة جديدة في تطوير قدراتهم الفنية، ذلك من خلال ما توفره من فضاءات جديدة وإمكانات لا تحد وخيارات تفوق تصوره فللخطاط المجيد الفرصة في ابتكار خطوط حاسوبية جديدة لم يعرفها مجال الخط العربي من قبل.. ومن تجربتي قد مكنني الحاسوب من ابتكار أكثر من 60 خطاً طباعياً عربياً تستخدم لأغراض عديدة في الطباعة المادية والرقمية والعرض المرئي. فاستخدام الحاسوب في تنمية الموهبة مجال لا حدود له ندعو كل من يمارس الخط بيده أن يجرب نقله إلى عالم الحاسوب ستضاف له عوالم وأسرار جديدة لفنه وتجربته.

دمج فن الخط بالتقنية

ويقول الخطاط المصري مصطفى محمد عمري سعود: إن التقنية الحديثة أسهمت بشكل واضح وكبير في قلة المبدعين، وهذا ليس عيباً في التقنية في ذاتها ولكن عيباً في مستخدميها بداية في الاعتقاد ثم عدم دمج فن الخط بالتقنية الحديثة والاستفادة منها في إبراز الإبداع وظهور المبدعين.. ومما لاشك فيه أن التقنية ساعدت في العملية التعليمية من توفير الوقت والجهد فضلاً عن الدقة المتناهية.

ويضيف إنه من الواجب علينا أن نوازن بين الإبداع اليدوي ممثلاً في روح الإنسان عموماً والفنان خصوصاً، وبين الآلة التي تمثل الجسد وتكون بذلك روح وجسد، أو الشيء المعنوي والشيء المادي.. وما الفن والإبداع إلا إشباع لبعض حاجات الإنسان في الجانب المادي والجانب المعنوي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة