Saturday  07/05/2011/2011 Issue 14100

السبت 04 جمادىالآخرة 1432  العدد  14100

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

ما كان أسامة بن لادن إلا خارجياً حارب المسلمين وأضر بهم مباشرة أو عن طريق استثارة غير المسلمين بالتسلط على المسلمين، فتراه يقتل من غير المسلمين قتيلاً بريئاً ظلماً وخيانة ليقتلوا من المسلمين الأبرياء الألف والألفين. فما والله أنصف ابن لادن المسلمين.

قُتل ابن لادن فلم يكترث له الشارع العربي لأنه أدرك حجم الضرر الذي أتى به فكر القاعدة، ولأن الشارع العربي لمس نتائج الثورات المدنية السلمية، بل وشاهد وسمع كيف أن الأنظمة الظالمة الهالكة كانت تتمسح بابن لادن والقاعدة لصد الثورات الشعبية التي قامت في بلادها. ولو قُتل ابن لادن قبل عشر سنين في جبال تورا بورا أو ما حولها، لخرج الشارع العربي حينها عن بكرة أبيه مشيعاً له ومناصراً، فلعل في تأخر موته خير.

الموقف ضد ابن لادن وفكره الخارجي -الذي أتاه من جماعات التكفير والهجرة التي اضطهدت في بلادها- كان واضحاً منذ خروجه في التسعينات عن جماعة المسلمين ودعوته لقتالهم وتكفير ولاتهم وعلمائهم وشيوخهم أو تفسيقهم وتضليلهم. موقفنا المخالف الصريح لابن لادن وفكره لا يعني فرحنا بمقتله على أيدي الأمريكان أو تمنيه سواء لو حصل ذلك أثناء الحرب في جبال تورا بورا أو كما حصل قريباً في باكستان وما تبعه من تمثيل به على أيدي الأمريكان. وليس هذا اعتراضاً عن التمثيل في جثة القتيل قبل موته وبعده، فهو موجود نوعاً ما في الشريعة الإسلامية، فالمحارب يُصلب وتُقطع يده ورجله من خلاف ويرمى في الفلاة حياً وميتاً فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع أيدي العرينين وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا.

الأسى والأسف الذي أدركنا بمقتل ابن لادن هو أنه جاء على أيدي الأمريكان الذين كانوا يثأرون لأنفسهم من ابن لنا عاق، ولكنه ما يزال ابننا ولو عق الأمة الإسلامية. ونحن في حزننا وأسانا على قتله على يد الأمريكان لم نأت ببدع من الأمر، فإن لنا في هذا أسوة حسنة بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد نقلت السيرة أن الصحابي الجليل عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تردد أنه عليه السلام قد يأمر بقتل كبير المنافقين عبدالله بن أبي والد الصحابي الجليل عبدالله بن عبدالله بن أبي، فقال «فإن كنت فاعلاً فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه، فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني. إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبدالله بن أبي يمشي في الناس».

لا يستطيع عاقل اليوم أن يتحارش مع الإمبراطورية الأمريكية، فقد دخلت قلب باكستان وهي دولة نووية ذو قوة عسكرية هائلة فهاجمت ودمرت وقتلت وخطفت بجوار العاصمة ولم تنبس باكستان بكلمة، فقد أخذت أمريكا بثأرها. وهذا سنياريو مؤلم مخزٍ لعموم المسلمين لا يستطيعون دفعه أو رده.

مضى ابن لادن، الابن العاق، وقد جلب مقتله خزياً وإساءة للمسلمين كما جلبت حياته خزياً وإساءة للمسلمين وحرباً عليهم. فاليوم، فنحن أبناء اليوم، نناشد أبناءنا العاقين من أشباه ابن لادن وحملة فكره أن يسلموا أنفسهم للسلطات السعودية ولا يعرضوا المسلمين لما تعرضوا له بسبب ابن لادن في حياته وموته. وليس من المسكوت عنه أنه من يسلم نفسه للسلطات السعودية المسلمة وقد اشترط لنفسه أو بعد إعطائه الأمان فإنه تسقط عنه الحدود والعقوبات لأنه يدخل في عموم قوله تعالى في آية المحاربة والمحاربين {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (34) سورة المائدة، فالله الله يا من خرج عن جماعة المسلمين، قومكم مسلمون تخاطبونهم بآيات الكتاب فتشتروا أنفسكم وعزة المسلمين، ذلك خير مما جلبه ابن لادن من عار ومهانة لأمته في حياته وفي مقتله.

hamzaalsalem@gmail.com
 

المسكوت عنه
ابن لادن.. خارجي ليتنا تمكّنا منه
د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة