Monday  09/05/2011/2011 Issue 14102

الأثنين 06 جمادىالآخرة 1432  العدد  14102

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يروي أحد السودانيين أنه كان يسكن في مدينة لندن ويستخدم القطار عند ذهابه للعمل، وفي المحطة يوجد (كشك) لسيدة عجوز تبيع الحلويات والشوكلاته، وأحياناً يجلس إليها يتبادل معها الأحاديث!

وفي يوم من الأيام لاحظ أن العجوز قد وضعت سعرين للشوكلاته التي اعتاد أن يشتريها، الأول السعر الذي يعرفه وسعر آخر جديد! استغرب أخونا السوداني كما استغربت أنا وربما أنتم كيف يكون هناك سعران مختلفان لسلعة واحدة! سألها هل هناك أيّ اختلاف بين الشوكلاته في الرف الأول والثاني؟.. قالت: لا.. سألها مرة ثانية وهل النوعيه مختلفة؟.. قالت: لا.. احتار صاحبنا وقال لها: إذن صلاحية الشوكلاته الأرخص ستنتهي قريباً قالت: لا.. فزادت حيرته، فقال إذاً لماذا السعر يختلف عن الآخر؟!.. قالت البلد الإفريقي الذي ينتج الكاكاو توجد فيه بعض القلاقل فزاد التأمين على تصدير الكاكاو فزادت الأسعار، ولأنني اشتريت بسعر قديم.. فلذا وضعت سعرين للشوكلاته!.. قال صاحبنا وهو يحاورها مشدوهاً: ولكن الناس ستشتري بالسعر الأرخص قالت: أعرف وعندما تنتهي البضاعة القديمة سيشترون بالسعر الجديد!؛ قال: بمكر التجار والمستودرين العرب؛ ولكن لماذا لا تبيعين الكل بالسعر الجديد فتكسبين أكثر!! قالت له بعد أن جحظت عيناها واهتزت تجاعيد وجهها أيها السيد.. هل أنت حرامي؟!.

تذكرت حكاية العجوز وتساءلت ترى كم تاجراً من (ربعنا) يبيعنا بضاعة اشتراها بسعر قديم وعندما ترتفع الأسعار يرفع سعرها ليكسب أكثر! وكم تاجراً يستغل حاجة الناس فيحتكر البضاعة، بل ربما أخفاها في مستودعات عن أعين الناس حتى يعرضها فيما بعد رافعاً سعرها ليعرضها بسعر مضاعف!.. وتذكرت ذلك وأزمة الشعير تكرر حضورها هذا العام!.

وزارة الزراعة تقول إن الأزمة مفتعلة ولا يوجد لها أيّ مبرر قياساً بسعر الشعير في الأسواق العالمية وكميات المخزون المتوفرة، إضافة إلى العقود المبرمة والتي تنفي جميعها وجود الأزمة. إذاً هناك تلاعب خطير من يقوده لا أحد يعرف!! وهناك احتكار واستغلال! من هم المحتكرون والمستغلون أيضاً لا جواب!! الاتهامات متبادلة بحسب بعض التقارير الصحفية بين التجار ووزارة التجارة، والموزعون يتهمون التجار، ومربو الماشية واقعون في صراع مستمر من أجل الحصول على الشعير لمواشيهم.

تهديدات وزارة التجارة ما تزال مجرد تهديدات حتى الآن لأن الفاعل (مجهول)، فالوزارة رغم أن أزمة الشعير تطال جميع أنحاء المملكة إلا أنها لم تجد محتكراً واحداً أو متلاعباً بالأسعار تعاقبه وتشهر به ليرتدع الآخرون، وما الفائدة من تهديدات لا تدخل حيز التنفيذ ولهذا فهي لم تفلح بتطويق أزمة الاحتكار وارتفاع الأسعار مثلما أنها لم تفلح في كبح جماح الكثير من أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية التي ارتفعت أسعارها.

لابد من عقوبات صارمة لكل المحتكرين والمتلاعبين بكل سلعة تهم المواطن ولعل تلك العجوز البريطانية تعطي لبعض تجارنا درساً في الأمانة وفي الكسب الحلال ولم لا؟! فالحكمة ضالة المؤمن أني وجده فهو أولى بها!.

alhoshanei@hotmail.com
 

عندما سألته: هل أنت حرامي..؟!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة