Monday  09/05/2011/2011 Issue 14102

الأثنين 06 جمادىالآخرة 1432  العدد  14102

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

عِبَر يتعلّمها أصحاب المشاريع الاجتماعية من أزمة التمويل الأصغر
بقلم: تيموثي أوغدن(*)

رجوع

 

لقد تلقت اثنتان من أكثر القصص الملهمة في مجال ريادة المشاريع الاجتماعية صفعةً قويةً في الآونة الأخيرة. ففي غضون بضع سنواتٍ فقط، انتقل قطاع التمويل الأصغر من تصدّر العناوين لما يحصده من «جوائز نوبل للسلام» إلى تصدّر العناوين بسبب تأثيره المحدود والوسائل التي يُزعم بأنها مسيئة، والإقالة القسرية للحائز على جائزة «نوبل» محمد يونس من منصبه كعضو منتدب في مجلس إدارة «غرامين بنك» (Grameen Bank). ومنذ وقتٍ ليس ببعيد، انهارت سمعة الناشط في أعمال الخير المعروف غريغ مورتينسون - كاتب مذكرات «ثلاثة أكواب شاي» (Three Cups of Tea) التي بلغ عائد مبيعاتها ملايين الدولارات - على خلفية تسليط المراسلين الصحفيين عبر تحقيقات قاموا بها الضوء على مبالغات ومعلومات غير دقيقة في كتابه، وممارسات مالية مشبوهة داخل منظمته الخيرية «سنترال آسيا انستيتيوت» (Central Asia Institute). وقد يبدو لكم أنّ هذه التغييرات قد حدثت بشكلٍ مفاجئٍ، ولكن ما تجهلونه هو أنّ التمهيد لها استغرق سنوات.

ومنذ انطلاق قطاع التمويل الأصغر، شهد ادعاءات غير مثبتة حول مدى تأثيره في الفقر، حتى باتت قصة المرأة التي أخذت قرضاً صغيراً وتمكنت من التخلّص من براثن الفقر في خلال سنواتٍ قليلةٍ مرادفاً للقروض الصغيرة. وإشارة إلى أنّ هذه القصة قد لعبت دوراً أساسياً في تمكين القطاع من جمع مليارات الدولارات. وإبان العقد المنصرم، طُرحت أسئلة جدية حول مدى فعالية القروض الصغيرة ومع ذلك فقد استمرّ القطاع بإطلاق وعود مبالغ فيها حتى بعد صدور بيانات تفيد عن التأثير المحدود إلى حدٍّ ما للقروض الصغيرة. هذا ولم تسهم الأزمات التي عصفت مؤخراً بالبوسنة وبوليفيا والمغرب وأماكن أخرى في العالم بإبطاء حركة آلة العلاقات العامة في قطاع التمويل الأصغر، كما لم ينجح في إبطائها ظهور مجموعة من المطلعين الذي عبروا عن قلقهم إزاء الاقتراض المتعدد والمديونية الفائضة للعملاء، وسوء تصرفات المسؤولين عن منح القروض. والظاهر أنّ مورتينسون قد شعر بالحاجة إلى تقديم وعود مبالغ فيها في الروايتين اللتين فقدتا مصداقيتهما «ثلاثة أكواب شاي» (Three Cups of Tea) و»أحجار في المدارس» (Stones into Schools). هذا وقد تسلّط الضوء مؤخراً على الادعاءات بسوء الإدارة المالية في «سنترال آسيا انستيتيوت»، ولكن ما سيؤثّر فعلياً على المنظمة ليس المحاسبة الابتكارية، إنما مبالغة مورتينسون و»سنترال آسيا انستيتيوت» ككلّ في تقدير تأثيرات أعمالهما. وثمّة بيانات موثوقة على مدى 50 عاماً تشير إلى أنّ بناء المدارس هو أحد أسوأ السبل لإنفاق الدولارات في مجال التعليم.

وبصفتي من المبادرين بالمشاريع الجديدة الاجتماعية، أؤكّد لكم بأنّ الميل إلى المبالغة بتقديم الوعود يتسم بقوةٍ خارقة. فأنتم ترغبون بإحداث فارقٍ والناس بدورهم يريدون أن يتم الهامهم. ولكن، على المدى الطويل، ستُكشف الحقيقة، كما قد ستنهار ليس فقط سمعتكم وإنما كل ما تأملون تقديمه من أعمال خير.

وعلى المدى القريب، ثمّة تكاليف كبيرة أيضاً، وسرعان ما سيصبح من الصعب جداً عدم تصديق ما صدر عنكم من مبالغات، الأمر الذي من شأنه أن يؤثّر على قدرتكم على اتخاذ قرارات جيدة.

سينظر الكثير من أصحاب المشاريع الجديدة الاجتماعية إلى قصة مورتينسون ويقولون «أنا لا استقل طائرة نفاثة خاصة، لذا لا أرى ضرورة للقلق». ولكنّ الأمثولة هنا أساسية أكثر من هذا الجانب: ما من طرق مختصرة لتغيير العالم، الأمر صعب ومعقد وممل. وقد يبدو لكم أنّ المبالغة بالوعود أمر مبرر، ولكنه ليس كذلك.

(*) أحد الشركاء التنفيذيين لدى «سونا بارتنرز» (Sona Partners)، ورئيس تحرير «فيلانتروفي أكشيون» (Philanthropy Action)، وهي مجلة إلكترونية مخصصة للأطراف المانحة من أصحاب الثروات الكبيرة.
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة