Monday  09/05/2011/2011 Issue 14102

الأثنين 06 جمادىالآخرة 1432  العدد  14102

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ملحق اعلامي

 

السعودية والبحرين... جسدان تنبض فيهما روح واحدة
قالها خادم الحرمين من قبل: المملكتان «كل لا يتجزأ.. وهما جسدان تنبض فيهما روح واحدة»

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تتسم العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بكونها علاقات تاريخية تشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مملك مملكة البحرين وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة - حفظهما الله - وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما والتي تزداد صلابة على مر الأيام وتسهم في بناء صرح متكامل ونموذجي من العلاقات المتميزة بين البلدين وبلورة آفاق واعدة وأرحب في المجالات كافة.

وتجسدت كل مشاعر قيم الأخوة والمصير المشترك في كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مؤخراً حين قال: إن المملكتين «كل لا يتجزأ.. وهما جسدان تنبض فيهما روح واحدة»، فالمواقف السعودية الداعمة لأمن مملكة البحرين واستقرارها وبناء نهضتها وتكريس حضورها الدولي لا يمكن أن يسعها مداد قلم أو تدوّن بين دفتي سجل الكتب فهي حاضرة وماثلة للعيان منذ قديم الزمن، غير أنها يحتويها وجدان ومشاعر كل مواطن بحريني ينظر إلى المملكة العربية السعودية «ملكاً وحكومة وشعباً» بكل اعتزاز وفخر باعتبارها حصن وقلعة العرب والمسلمين.

وقد شكَّلت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى المملكة العربية السعودية في 13 أبريل الماضي تلبية لدعوة كريمة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة للمشاركة في افتتاح المهرجان الوطني السادس والعشرين للتراث والثقافة «الجنادرية» لبنة جديدة في مسيرة تعميق وتوطيد علاقات التعاون المشترك، وذلك في ظل ما يتمتع به الزعيمان من رؤية ثاقبة وقراءة واضحة وواقعية للظروف الدولية والإقليمية الراهنة، وهو ما أكده جلالته بالقول حين وصوله إنه: «عندما نتوجه إلى المملكة العربية السعودية فإنما ننتقل إلى عمق الوطن الخليجي والعربي باعتبارها عمقنا الإستراتيجي وبيت العرب الكبير ومهبط الوحي وقبلة الإسلام والمسلمين».

كما جسَّدت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر إلى المملكة العربية السعودية في 18 أبريل الماضي مدى عمق العلاقات التاريخية بين المملكتين ولا سيما في ظل تأكيد سموه بـ «أننا في مملكة البحرين لنقدر الدور السعودي الهام في دعم جهود البحرين التنموية على كافة الأصعدة، والمساندة القوية التي حظيت بها البحرين من المملكة العربية السعودية الشقيقة ملكاً وحكومة وشعباً خلال الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين في الفترة الأخيرة, مؤكداً سموه أن العلاقة العميقة والقوية التي تجمعنا مع الشقيقة السعودية كانت وستظل مثالاً يُحتذى، وترتكز على تاريخ طويل ممتد من التواصل والود والمحبة والعمل المشترك، فضلاً عن وجود قيادة واعية في البلدين تؤمن بحتمية وحدة المصير بين أبناء الشعبين الشقيقين». كما جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى إلى المملكة العربية السعودية في 2 مارس الماضي لتضيف لبنة جديدة وفصلاً جديداً في صروح هذه العلاقات حيث أكد سموه على أن علاقات مملكة البحرين بشقيقتها المملكة العربية السعودية علاقات تاريخية صلبة تصونها وتحميها الرعاية الكريمة من لدن قيادتي البلدين مثمِّناً سموه عالياً الموقف المشرف للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعباً وهو موقف ليس جديداً ولكنه يتجدد خصوصاً في ظل الظروف التي شهدتها البحرين خلال تلك الفترة.

ومن هذا المنطلق تفاعل وتواصل المواطنون البحرينيون بشكل عفوي وغير مسبوق بكل محبة وتقدير مع الدعوة التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر، فيس بوك، بلاك بيري، وغيرها من المواقع الإلكترونية باعتبار يوم الخميس الموافق 27 أبريل الماضي «يوماً أخضر» لتقديم خالص الشكر وعظيم التقدير ووافر الامتنان والعرفان إلى المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة والشعب السعودي الشقيق على مواقفهم المشرفة ودعمهم ومساندتهم لشقيقتهم مملكة البحرين وقيادتها الحكيمة وشعبها الكريم تجاه الأزمة التي مرت بها المملكة مؤخراً وما اتخذته القيادة الحكيمة من إجراءات لحفظ أمن واستقرار مملكة البحرين وسلامة مواطنيها وحماية وحدتها الوطنية والمقيمين على أرضها الطيبة.

وقد عبَّر أبناء البحرين عن جزيل شكرهم وتقديرهم للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة وقادة وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة على وقفتهم الشجاعة والصادقة تجاه مملكة البحرين انطلاقاً من المصير المشترك وصلات القربى والأخوة والمحبة والروابط التاريخية المتينة التي تجمع دول وشعوب المجلس وتطبيقاً للاتفاقيات الأمنية الموقعة بين دول المجلس ورفض أي تدخل خارجي في شؤون البحرين الداخلية.

وقد شهدت وزارات البحرين ومؤسساتها وهيئاتها ومدارسها ومجمعاتها عرساً احتفالياً ويوماً أخضر بمناسبة احتفالات مملكة البحرين في حب خادم الحرمين الشريفين، حيث تزينت بأعلام المملكتين الشقيقتين وتوشحت بصور قيادتي البلدين والشعارات ابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة، ودليلاً على ما يكنه أبناء البحرين من محبة في قلوبهم تجاه المملكة العربية السعودية، وتقديراً للدور السعودي المحوري والإستراتيجي في دعم مملكة البحرين على كافة الأصعدة، والمساندة القوية التي حظيت بها من قِبل المملكة «ملكاً وحكومة وشعباً»، بما يؤكد على قوة العلاقة التي تجمع مملكة البحرين مع شقيقتها المملكة العربية السعودية التي كانت وستظل مثالاً يُحتذى به.

كما حظيت هذه الاحتفالية العفوية بتفاعل شعبي بحريني واسع وكبير، حيث شهدت المجمعات التجارية في مملكة البحرين وكافة الأسواق والمتاجر البحرينية نشاطاً منقطع النظير مع هذه الدعوة عرفاناً وتقديراً للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، حيث قامت هذه بابتكار شعارات وصور وأوشحة وقامت بتوزيعها على المواطنين الذين عبَّروا عن احتفالهم البهيج وفرحتهم العارمة وتجاوبهم الكبير مع هذه الدعوة التي تعكس مدى التلاحم والترابط الأخوي بين المملكتين وشعبيهما الشقيقين وما يكنه الشعب البحريني من حب وإخلاص تجاه القيادة والشعب السعودي الشقيق.

يُشار إلى أن مملكة البحرين خرجت عن بكرة أبيها لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال زيارته التاريخية إلى المملكة في أبريل 2010، حين عجزت اللغة أن تبدع أوصافاً لتلك الزيارة الميمونة التي شكَّلت إضافة حقيقية ونقلة نوعية لسفينة محبةٍ يقودها ربانان بارعان وسط أمواج متلاطمة تطرح ما تطرح من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية، ومتغيرات ليست كبيرة على قائدين حصيفين، يديران الدفة بحكمة وشجاعة. وتتميز العلاقات الثنائية الإستراتيجية والمتميزة بين المملكتين بأنها علاقات راسخة تقوم على أسس متينة، تزداد على مر السنين صلابة وقوة حتى استحقت بأن تكون مثالاً يُحتذى في العلاقات بين الدول وباتت داعمة للمنظومة الخليجية والتضامن العربي والإسلامي. وتشهد العلاقات الثنائية المتميزة بين المملكتين على الصعيد السياسي قدراً كبيراً من التنسيق «يصل إلى حد التطابق» في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية، حيث تترجم هذه العلاقات معنى الشراكة الحقيقية وتعميق التعاون في كافة المجالات، بما ينعكس إيجاباً على وحدة وتماسك الصف الخليجي والعربي ولا سيما مع ما تمر به المنطقة العربية حالياً من تحديات بالغة الأهمية نظراً لما تمثله من أهمية جيو - إستراتيجية تتقاطع عندها الكثير من مصالح العالم الاقتصادية والأمنية والسياسية في ظل موقعها الإستراتيجي الهام وامتلاكها معظم الاحتياطي النفطي العالمي.

وتتفرد العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية بالعديد من المميزات والخصائص المهمة تجعل منها أنموذجاً في العلاقات العربية - العربية القائمة على صياغة رؤية مشتركة لترسيخ دعائم التعاون القائم بين البلدين منها تطابق رؤى قيادتي البلدين تجاه القضايا العربية والإقليمية وكيفية التفاعل معها مع التمسك الأصيل بالثوابت العربية والإسلامية تجاه كافة القضايا وتعزيز سبل العمل العربي المشترك والسعي الجاد لإحلال السلام الشامل والعادل ودعم كافة الجهود التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة حيث ينتهج البلدان سياسة خارجية قوامها العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار في كافة المحافل الإقليمية والدولية.

التعاون الاقتصادي

تُعد المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الأول لمملكة لبحرين حيث تجاوزت الاستثمارات السعودية في المملكة نحو 13 مليار ريال سعودي، فيما بلغ عدد الشركات الفاعلة التي فيها استثمار سعودي في البحرين نحو 315 شركة، بينما بلغ عدد الشركات السعودية العاملة والمسجلة في البحرين نحو 43 شركة، فضلاً عن وجود العديد من المشاريع الاقتصادية المشتركة التي تربط بين رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، والتي تعززت بشكل كبير بعد افتتاح جسر «الملك فهد»، حيث سهّل ذلك من انتقال الرساميل بين البلدين, وأسهمَ في تعدد المشاريع الاقتصادية المشتركة.

وتوجد نحو 896 شركة من الشركات السعودية المساهمة في مملكة البحرين التي تعمل في مجالات السفر، الشحن، التجارة، الهندسة، وغيرها من المجالات، حيث تشكّل هذه الكتلة التجارية جزءاً كبير الأهمية من الحركة الاقتصادية في مملكة البحرين، كما يشهد جسر الملك فهد حركة نشطة للمسافرين والبضائع، ويدل على ذلك نمو هذه الحركة عاما بعد آخر.

ومن الناحية الثقافية يجمع البلدين تعاونٌ مثمرٌ في المجالات الثقافية والفنية والأدبية انطلاقاً مما يربط بينهما من وحدة اللغة والثقافة والتاريخ المشترك يعززه حرص جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على حضور مهرجان الجنادرية للتراث سنوياً والذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وفي إطار التعاون الثقافي والفني المشترك بين البلدين استضافت مملكة البحرين في منتصف فبراير 2009 معرض صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ثاني ملوك المملكة العربية السعودية والذي احتوى على نحو مائة وخمسين صورة مختلفة تُجسّد تاريخ الملك سعود وبدايات الدولة السعودية الثالثة والتي شارك فيها الملك سعود تحت إمرة والده المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز في توحيدها ثم إنجازاته كولي للعهد والممتدة لمدة 21 عاماً، ثم ملكاً لمدة أحد عشر عاماً.

كما ضم المعرض مقتنيات ووثائق عن تاريخ الملك سعود وأحداثاً مصورة ومدونة في الصحف والمجلات وقاعة مخصصة لوثائق وصور تاريخية ونادرة للعلاقات السعودية - البحرينية في عهد الملك سعود منذ أن كان ولياً للعهد.

تاريخياً تعود العلاقات الرسمية بين السعودية والبحرين إلى الدولة السعودية الأولى (1745-1818) حيث بدأ التلاقي بين البلدين وتوطدت تلك العلاقة في الدولة السعودية الثانية (1840-1891) توجتها العديد من الزيارات في تلك الفترة بين المسؤولين في البلدين والتي كانت تهدف إلى التشاور والتعاون لما فيه مصلحة الجانبين حيث زار سمو الأمير سعود بن فيصل بن تركي - طيَّب الله ثراه - البحرين في 1870.. كما قام المغفور له - بإذن الله - سمو الأمير عبد الله بن فيصل بزيارة البحرين في 26 أغسطس 1887.

وكانت أول زيارة قام بها الإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - للبحرين في العام 1876، فيما كانت أول زيارة يقوم بها المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز آل سعود إلى البحرين عندما كان في العاشرة من عمره مع والده الإمام عبد الرحمن وذلك في العام 1891. وجاءت الزيارة الثانية للملك عبد العزيز في عام 1930 تلتها الزيارة الثالثة في العام 1939، كما زار الملك سعود بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - البحرين عام 1954، فيما لم تتوقف الزيارات المتبادلة منذ ذلك الحين بين قيادتي البلدين في إطار الحرص المشترك على بلورة علاقة متينة تزداد رسوخاً وقوة وتلاحماً يوماً بعد يوم ما يؤكد بالفعل أن مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية مملكتان يربطهما قلب واحد وعلاقة تضرب جذورها في أعماق التاريخ تزداد رسوخاً وازدهاراً على مر الزمن.

خلاصة القول إن خادم الحرمين الشريفين يحظى بسمعة دولية وعربية كبيرة بما يتمتع به من رؤية ثاقبة ونظرة حكيمة وبعيدة سطَّر بها مواقف عقلانية سديدة وآراء متوازنة ورصينة حيال مختلف القضايا العربية والدولية وما يعتريها من متغيرات ومستجدات وبما أسسه من علاقات مع كل دول العالم ولمواقفه العربية الأصيلة والنبيلة الداعمة لجميع القضايا التي تخص الأمتين العربية والإسلامية ولدوره الكبير في بناء جسور التواصل والمودة والاحترام بين مختلف الديانات والثقافات والحضارات بروح من التسامح والمحبة والمودة والاحترام المتبادل.

كما أن علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين تشهد كل يوم إضافة جديدة يرتفع معها البنيان أكثر وتزداد التطلعات إلى مزيد من الإنجازات والنتائج الإيجابية التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، ولا سيما أن العلاقات البحرينية - السعودية تزداد رسوخاً وصلابة وعمقاً بفضل حنكة قيادة البلدين وما يجمع شعبي المملكتين من رؤى تجمع وتعزز وتطور وتخدم العلاقات وتدفع بها إلى الأمام تشعرنا دوماً بالعمق الإستراتيجي لهذه الروابط والعلاقات الوطيدة والأبدية وبأننا في وطن واحد.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة