Monday  09/05/2011/2011 Issue 14102

الأثنين 06 جمادىالآخرة 1432  العدد  14102

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

سعد بن عبدالرحمن المقرن (أبو زياد) ملء السمع والبصر والفؤاد

رجوع

 

لم يكن يوم الأحد 13-05-1432هـ، الموافق 17-04-2011م، يوماً عادياً؛ فقد كان يوماً مليئاً بالترقب والوجل بل بلغ ارتعاش الأيدي وتلعثم الكلام وجمود الأطراف وسكب العبرات مبلغاً عظيماً، وكادت تخور القوى لولا لطف الله؛ ففي هذا اليوم توفي الحبيب الصديق الصدوق والدي الغالي (سعد بن عبدالرحمن المقرن) أبو زياد، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى.

الحمد لله على كل حال، الحمد لله على ما قدر وقضى. إن العين لتدمع والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا لفراقك يا حبيبي لمحزونون. جاء وقت الوداع الأخير وتقبيل الجبين الطاهر والدعاء.. أواه، كم قبّلنا هذا الجبين والرأس واليد الكريمة وأنت تمشي مطمئناً على الأرض، وأنت جالس في كرسيك المفضل، أحقاً فقدناك؟ الحمد لله على كل حال، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أواه يا فراق.. إنها كلمة بحروف قليلة، وهي هنا كبيرة بحجم الألم ومرارة الفراق، وعظيمة بقدر حسرة الوداع والفراغ من بعده.. إنا لله وإنا إليه راجعون. كيف لا؟ والفقد كبير، والمصاب جلل، فقد ودعنا جسد والدي الحبيب هذه المرة بلا دعوات منه كما اعتدنا، أواه.. من أين لنا بدعوات كريمة لي ولإخوتي ووالدتي؟! إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أْجُرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.

ودَّعت صديقي، نعم صديقي، كم كان يطربني بقوله أنت صديقي!

كلمات الشيخ الدكتور محمد الشنقيطي جارك وجماعة مسجدك فيه الكثير من العزاء، وما شاهدته منهم من تجرع للخبر ومرارة الفقد وسكب العبرات والذهول الذي انتابهم حين أيقنوا أن كرسيك في هذا المسجد سيعود خالياً منك.. ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، لم تكن حشرجة صوت المؤذن وعبراته وهو يؤدي أذان العشاء بعد أن علم بنبأ وفاتك أيها الحبيب إلا ترجمة صادقة لحب الناس؛ فقد تعوّد المؤذن أن يؤدي الأذان وأنت مطمئن في كرسيك تردد الأذان خلفه.. ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عزاؤنا أيها الحبيب تلك الحشود الحاضرة لجنازتك الطاهرة، ولا غرو فقد كنت ولا تزال ملء السمع والبصر والفؤاد، دعوات هنا وهناك، أسأل الله العلي القدير الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن يتقبل صالحها؛ فهؤلاء شهود الله في أرضه، أسأل الله الكريم المنان أن يوجب لك بهذه الشهادات والدعوات منزلاً في جنة الفردوس الأعلى برحمته ومنّه وكرمه وإحسانه وفضله وعظيم عطائه سبحانه الحي القيوم الرحمن الرحيم.

لا إله إلا الله.. كم كنت أتشرف بأن أقرأ الكتب المحببة إلى نفسك حيث كنت توفر جهدك ونظرك لقراءة القرآن الكريم، وتشرفني بأن أقرأ عليك من كتبك المفضلة، ولا أنسى مداعبتك حين تطلب البدء بالقراءة فتقول: حدّث يا خطيب!!

وقد كان آخرها كتاب «صور من حياة الصحابة» و»صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا، فقد أحببت صحابة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، أسأل الله الكريم من فضله وإحسانه وكريم عطائه ومنّه أن تكون في مستقر رحمته وجناته مع من أحببت وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وحسن أولئك رفيقاً، اللهم آمين.

زياد بن سعد المقرن
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة