Monday  09/05/2011/2011 Issue 14102

الأثنين 06 جمادىالآخرة 1432  العدد  14102

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كنت قد أشرت في المقال السابق إلى أن العلاقات العامة كعلم يجب أن يعاد تصنيفه وتبعيته ويصنف ضمن أقسام وتخصصات العلوم الإدارية ويتم (سلخه) في المفهوم الإداري من قسم أوكلية الإعلام إلى الإدارية. جاء ذلك بمناسبة افتتاح الملتقى الأول وتأسيس جمعية العلاقات العامة والإعلان بجامعة الإمام صباح يوم أول أمس السبت.وأتوجه هنا إلى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري الذي شرف وأعلن إنشاء الجمعية، ومعالي مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أبا الخيل ورئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمد الحيزان بأن يحرروا العلاقات العامة من أنماطها القديمة والفكر الفلسفي الذي بنيت عليه وحبست داخله من كونها إدارة للخدمات ترتبط بخدمة صاحب المنشأة في إطار إجرائي بروتوكولي وتشريفي متعلق بخدمة الفرد من ترتيب السكن والحجوزات ووجبات الطعام والهدايا إلى إدارة وفكر فلسفي وممارسة مهنية تعمل على التنظيم والتخطيط لصناعة الحدث، وقيادة توجهات محددة من أجل تحقيق الأهداف وأيضا المساهمة في رسم وتنفيذ الاستراتيجيات العليا للدول والمنشآت والمؤسسات... فالعلاقات العامة منهج وثقافة وسلوك مارسته أمريكا منذ أن جاءت بجيوشها وجيوش الحلف الأطلسي إلى الأراضي والمياه العربية بعد عام 1990م لتصبح جارة حدودية، عندما احتل صدام حسين الكويت حيث طبقت أنواعا من ممارسات العلاقات العامة: حركت الإعلام، وغيرت توجهات الشعوب, وجذبت الولاءات إليها, وضغطت على القيادات وصناع القرار في الوطن العربي, وأثرت على الرأي العالمي ووجهته, وهي الآن تقوم بأكبر حملة علاقات عامة بعد مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن علاقات عامة محمومة لمعالجة المأزق الذي وقعت به القيادة السياسية والعسكرية أثناء تصفية أسامة بن لادن لإيجاد مخرج مقنع ومقبول لدى الرأي العام الإسلامي، خشية أن تثير الرأي العام عليها بعد أن أخفت تفاصيل الاغتيال وجثة زعيم القاعدة بن لادن, مرة قالت: إنها ألقته في مياه بحر العرب ومرة أخرى تقول إنه دفن على اليابسة. وأيضا حجبها لصور أسامة بن لادن التي تثبت مقتله بحجة أن الصور مشوهة ومشينة،وتدعي أنها تحترم مشاعر المسلمين لذا حجبت الصور, وهي نفسها أمريكا التي سمحت للإدارة العامة لديها والإعلام الحربي بإظهار صور جثث أبناء صدام حسين وهي مشرحة ومسجاة على الطاولة, وكذلك صور صدام حسين حين قبضت عليه في وضع مذل رغم انه مازال متهما حينها, أيضا مشاهد الدمارالبشعة للسكان والمباني في الفالوجة في بغداد,وكذلك الأجساد العارية والصور المشينة لرجال أهل العراق في سجن أبوغريب, وفواجع أكوام اللحم البشري المكوم للنساء والأطفال نتيجة قصف مواكب الأعراس في أفغانستان بواسطة طائرات بدون طيار.والآن تحاول أمريكا عبر العلاقات العامة أن تخرج من مأزق قتل أسامة بن لادن وتستعين بكل فرضيات ونظريات العلاقات العامة... إذن هي فرصة للدكتور خالد العنقري والدكتور سليمان أبا الخيل والدكتور محمد الحيزان في تقديم العلاقات العامة في فكر وثقافة ومنهجية جديدة تطور من أداء هذا العلم وتضعه في صياغته الجديدة وتقوي أطروحاته عبر تبعيته الأكاديمية وأساليب أداء عمله وفقا لتطور العلوم والعالم الجديد بأفقه الواسع.

 

مدائن
العلاقات والعالم الجديد
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة