Tuesday  10/05/2011/2011 Issue 14103

الثلاثاء 07 جمادىالآخرة 1432  العدد  14103

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أتمنى ســماع صفارات الإنذار تدوي ولو بطريق الخطأ! فمنذ عام 1992م إبان حرب الخليج السيئة الذكر لم نسمع ذلك الصوت المميز ليس حبا بسماعه ولا شوقا لصراخه ولكن الهدف هو تجربتها والاطمئنان على مدى جاهزيتها في حالة حصول حادثة تستدعي إطلاقها،مع دعائنا بأن يديم الله على بلادنا الأمن والأمان.

والواقع أنني أعجب من حالنا، وتعاملنا مع الكوارث بحماس حين وقوعها ثم ندسها في ذاكرة النسيان! فبعد حصول حريق مدرسة البنات في مكة المكرمة عممت وزارة التربية على إدارات التعليم بضرورة عمل إخلاء بشكل دوري حتى يتعلم الناشئة ويتدربوا على كيفية الإخلاء بالسرعة والصورة المطلوبة، وحين بدأت تتلاشى الذكرى المريرة تناست المدارس ذلك التعميم المهم وانشغلت بأمور أخرى!

وحين غطت السيول منازل جدة وشوارعها وفاضت سدودها وحصلت الكارثة المشهورة التي ذهب على إثرها ضحايا وخسائر فادحة لم تدوِّ صفارات الإنذار،وكأن الصفارات هي طبول الحرب فحسب! بينما يفترض اعتياد السكان عليها وعلى سماع صوتها وإدراكهم لأهميتها ولاسيما عند هطول أمطار شديدة أو زيادة المياه في السدود وبلوغها الحد الأقصى وكذلك عند مجاري الأودية، أو حدوث عواصف رملية وما يصاحبها من انعدام الرؤية حتى ليتحول النهار إلى ليل بثوان معدودة، وينبغي أن تساهم الصفارات بالحد من حركة الناس وإشعارهم بالخطر فلا يخرجون من بيوتهم فيسببون ازدحاما في الطرقات المغلقة ويتعرضون لحوادث الطرق والغرق!

فهل ينتظر الدفاع المدني وقوع المصيبة حتى يجرب صفاراته؟ أم أن جميعها مختصة بمراقبة الأقاليم الجوية ومرتبطة مع الرادار المركزي التابع لوزارة الدفاع والخاص بنظام الباتريوت،وليس لها علاقة بالكوارث الطبيعية؟ بحيث إذا شعر الرادار بقدوم صواريخ أو هجوم جوي تقوم صفارات الإنذار تلقائيا بإطلاق صوتها المفزع، وقد أراحت تلك الأجهزة الحساسة الدفاع المدني من التفكير والجهد، ولكنها أبدا لا تعفيهم من التقصير حين يكتشفون عدم جاهزيتها!

وأرجو ألا يرد علي الدفاع المدني بسيطرتهم على الوضع (يا فندم) لأنه لا يمكن أن تتم تجربتها دون سماع صوتها إلا إذا كانت تعمل على الصامت أو الهزاز! وحقيقة فإني أشكك في جاهزيتها لأنها لم تُطلق أبدا ولم تنطلق ولو بسبب خطأ أو خلل فني مثلا، كما تنطلق بعض الأمور!

وفي حين تقوم بعض الدول المتقدمة بتجربة اختبار صفارات الإنذار في ساعة معينة في يوم محدد من بداية الشهر - مثلا كأول يوم اثنين - لكونه نظام إنذار لحالات الطوارئ ويتعامل الناس معها بجدية ولا يشعرون بالخوف أو القلق لأنهم اعتادوا على سماعها بل يشعرون بالطمأنينة أن بلادهم حريصة على سلامتهم؛ فجدير بالدفاع المدني العمل على تركيب شبكة متكاملة من صفارات الإنذار الثابتة والمتحركة وصيانتها دوريا بالتعاون مع الأرصاد وحماية البيئة، ومتابعة الظواهر والتغيرات الجوية وتجربة الصفارات في ساعات محددة ويوم معين يتم الإبلاغ عنه مسبقا بوسائل الإعلام المختلفة؛ لتكون بلادنا حضارية كما يليق بها وكما يستحق مواطنوها!

rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net
 

المنشود
صفارات الإنذار.. كيف الحال؟
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة