Tuesday  10/05/2011/2011 Issue 14103

الثلاثاء 07 جمادىالآخرة 1432  العدد  14103

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

الإرادة الفلسطينية ومشروع المصالحة
مجاهد أبو دقة

رجوع

 

المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية ظلت حلماً يراود كل غيور على فلسطين أرضاً وإنساناً، منذ حدوث الانقسام الذي أثر سلباً على القضية المحورية، بل عمق جراح الوطن، وجلب اليأس والإحباط للشعب الفلسطيني وكل من يحس بإحساسه. وكعادة التاريخ، وسنن الحياة، ومن قبل ذلك سنة الله التي لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً، لا تظل الأمور على حالها، ولا يستمر الليل إلى الأبد، فلا بد من الفجر مهما طال الليل، وهكذا بزع فجر الإرادة الفلسطينية والأمل الفلسطيني والحلم الفلسطيني وكانت المصالحة بين السلطة الفلسطينية، وحركة حماس، وتذويب الخلافات، وإنهاء القطيعة بينهما ولم الشمل وتوحيد الجهود من أجل بحث الحل العادل والشامل لهذه القضية التي ظلت عالقة على مدى عقود عديدة كأقدم قضية حجب عنها شعاع الحل وضوء الخلاص. ونصت اتفاقية المصالحة على إعادة تشكيل وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وفقاً لمعايير تتفق عليها الأطراف الفلسطينية، وتشكيل مجلس وطني يجمع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية للتشاور في القرار الفلسطيني، وإجراء الانتخابات في يونيو - حزيران القادم بـ16 دائرة منها 5 في غزة و11 بالضفة وذلك تحت إشراف دولي وعربي، وبينت وثيقة الاتفاق أيضاً أن الأجهزة الأمنية سيتم إصلاحها وضمها في 3 أجهزة بمعاونة مصرية وعربية. وأن جهاز المخابرات سيتسم عمله بالاستقلالية التامة، ويكون تحت إشراف الرئيس محمود عباس دون تدخل، كما شددت على عدم استخدام السلاح في غير موضعه. لقد أنجز الفلسطينيون المصالحة كأكبر مكسب على مدى السنوات الأخيرة، وهو إنجاز لم يكن يتحقق لولا الإرادة القوية والعزم والإصرار والرغبة الجادة من الجانبين، بل وجدت المصالحة دعماً من بقية الفصائل الفلسطينية التي وقعت الاتفاقية «توقيع مباركة» وأعلنت الاتفاقية التي رعتها مصر «الثورة» بتأييد تركي واضح، وصاغتها مصر بناء على اقتراحات الفصائل في أول محاولة للمصالحة في مصر (الثورة) حيث بذلت جهودًا لذلك على مدى سنوات طويلة كان الطرفان يعودان من القاهرة وهما أشد عداوة، وهذا يؤكد أن إنجاز مثل هذه المشروعات المهمة يحتاج إلى المناخ أولاً، وإلى الجدية والرغبة والرعاية الصادقة المخلصة. حظي الاتفاق التاريخي بتأييد دولي -عدا أمريكا وإسرائيل- وهذا موقف ليس جديداً وهو موقف هادف إلى تكريس الانقسام الفلسطيني، باعتبار الطرفين هما اللذان يدعمان الاحتلال ويرفضان كل خطوات السلام، وكرد فعلاضب على المصالحة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو «الاتفاق ضربة قاسية للسلام»، ولا ندري أي سلام يعني؟؟. وجاءت رياح التغيير الإيجابي الفلسطيني متماشية مع رياح التغيير والاحتجاجات في بعض الدول العربية التي تشعر شعوبها بالظلم والقهر. وقد هبت نسائم المصالحة باردة على الشارع الفلسطيني، وأوقدت جذوة الأمل لدى الشعب الفلسطيني، حيث سيدعم الوفاق الفلسطيني تشكيل حكومة وطنية مستقلة مقبولة من جميع الأطراف، يمكن أن تقدم جهوداً إيجابية للبناء وتوحيد الصف خلال المرحلة القريبة المقبلة، ولا شك أن الرابح الأكبر هو الشعب الفلسطيني، وهي الأرض الفلسطينية، وهي القضية الفلسطينية، والموقف العربي الذي كان خجولاً في ظل الانقسام، لكنه اليوم -حتماً سيكون أكثر قوة ومتانة-.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة